النهضة والفضيلة

الشبيبة الإسلامية من انتقاد العملية الانتخابية إلي التزام الصمت
في حوار مع محسن بناصر الناطق باسم الحركة الإسلامية المغربية، (الشبيبة الإسلامية سابقا) طلبت منه الإدلاء لنا بتصريح حول الاستحقاقات المقبلة، أكد لي أن عبد الكريم مطيع اختار أن لا يتحدث في أمر الانتخابات بأي حديث.
ومعلوم موقف الشبيبة الإسلامية، أو ما تبقى من قيادات الشبيبة الإسلامية الذين يعيشون في المنفى، من العملية السياسية برمتها، لكن ما استجد في هذه الاستحقاقات، هو قرار الشيخ عبد الكريم مطيع عدم الخوض في الأمر.
وقد عبر مؤسس الحركة الإسلامية المغربية عن هذا الموقف بكل وضوح بتدوينة على حائطه الفيسبوكي بالقول: “يشهد الله أن عددا من المنابر الوطنية المحترمة حاولت إجراء حوار معي حول الانتخابات المغربية الحالية، فامتنعت حرصا على ألا أخوض في صراع لا علاقة لي به”. فهل سنشهد تحولا في التعاطي مع مثل هذه القضايا؟ ذلك ما ستكشفه الأيام المقبلة.

ترك ما لا يعني شعار جماعة التبليغ
تأسس فرع جماعة التبليغ بالمغرب سنة 1960، واندمجت بسرعة في المجتمع المغربي أولا لطابعها الوعظي الأقرب للتصوف، ثانيا لأن الوعظ والإرشاد من التقاليد المغربية في القرى والمدن، وهو ما يجعلها لا تصطدم بالمجتمع المغربي وطريقة تدينه، ثالثا لابتعادها عن مجال السياسة وهو ما يجعلها في منأى عن أي صدام لا مع مؤسسات الدولة ولا مع الأحزاب.
وما تمتاز به جماعة الدعوة والتبليغ، نظرتها الفردية للتدين وتركيزها على الدعوة إلى المعروف عوض إنكار المنكر غالبا، مع الاهتمام بالأخلاق الفاضلة والعبادات الفردية، والدعوة إلى التمسك بالسنة والاقتداء بأخلاق الصحابة، بخطاب بسيط وعاطفي، وإعطاء القدوة في خدمة الناس وقضاء حوائجهم.
ومن أهم مبادئ الجماعة عدم الخوض في أمور السياسة لا مشاركة ولا نقدا ولا معارضة، تحت قاعدة “ترك ما لا يعني”، أي الابتعاد كل ماله علاقة بالسياسة.
لذلك فالجماعة منسحبة ليس فقط من العملية الانتخابية، أو الحراك السياسي، بل حتى من التدافع القيمي والهوياتي، فلا تبدي موقفا أو رأيا في كل قضايا الصراع والتدافع المتعلقة بقضايا الدين والهوية والقيم، ولا تشارك في تلك النقاشات والسجالات المتعلقة بقضايا الأمة. لأن ذلك كله عندها “مما لا يعني”. ومما يشغل عن الاهتمام بتدين وأخلاق الفرد.

حزب النهضة والفضيلة والتشبث بالمرجعية الإسلامية

قاد محمد خليدي عملية انشقاق عن حزب العدالة والتنمية، ليؤسس حزب “النهضة والفضيلة” أواخر 2005.
يقدم الحزب نفسه في أدبياته، على أنه حزب وطني ذو مرجعية إسلامية، وعاب خليدي في حوار سابق معنا، على حزب العدالة والتنمية، تساهله في قضية المرجعية والهوية والأخلاق.
في ورقته المذهبية وهي كتيب من أزيد من 50 صفحة، كان حضور الهوية والمرجعية طاغيا، عند الحديث في المحور الأول عن “منظومتنا الفكرية” وكذا الحديث عن “أي رؤية للمرجعية الإسلامية” و”مفهوم الشريعة” و”فلسفة الجواب الإسلامي” و”إشكالية الهوية” و”العلاقة مع الأحزاب والحركة الإسلامية” و”القضية الفلسطينية” و”إمارة المؤمنين”.
ولم يخل البرنامج الانتخابي للحزب من هذه المعاني والقيم أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *