“لا تصوّتوا لأجل ابن تيمية.. صوّتوا على الديمقراطية” حملة قادها عصيد والوديع ورهط من العلمانيين عبد الله مخلص

بعد كل المحاولات الفاشلة لشيطنة الإسلاميين واستعمال كافة الوسائل القذرة للوصول إلى هذه الغاية، وبعد أن سُقِط في يد عدد ممن يحسبون على الثقافة والفن والإعلام من ذوي التوجه العلماني، لم يجد المنتمون هذا الفصيل ما يتمسكون به سوى كلمة لابن تيمية سبق أن استدل بها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في مهرجان خطابي، وهي قوله: “ما يفعل أعدائي بي؟ إن جنتي وبستاني في صدري، إن قتلي شهادة، وسجني خلوة، ونفيي سياحة”.
هذه الحكمة لشيخ الإسلام ابن تيمية تم الركوب عليها واستغلالها سياسيا بشكل فج ومثير للشفقة..
فقد كتب كل من أحمد عصيد وصلاح الوديع وسعيد لكحل، وكمال هشكار (صاحب فيلم المطبع مع الكيان الصهيوني تنغير جيروزاليم أصداء الملاح) ونبيل عيوش (مخرج الفيلم الإباحي الزين اللي فيك)، وفتاح بناني رئيس بيت الحكمة (الجمعية الحقوقية التابعة للبام)، وفوزية العسولي، والممثلة المثيرة للجدل لطيفة أحرار وغيرهم: “لا تصوّتوا لأجل ابن تيمية.. صوّتوا على الديمقراطية”، لأن ابن تيمية بالنسبة لهؤلاء المتطرفين “رجل دين متطرف من القرن الـ13م، معروف بتأويله العنيف ورؤيته الدموية للإسلام”، ورؤيته “تتعارض بشدة مع قيم الديمقراطية” ومعيقة أيضا “لتقدم المغرب نحو الحداثة”.
وطالب الرهط المذكورون بـ”الامتناع عن التصويت لحزب العدالة والتنمية ما دام لم ينسلخ عن إيديولوجيته ولم يصبح حزبه يحترم المبادئ الكونية للديمقراطية، التي لا تنحصر في كونها آلية لاختيار المنتخبين”.
وهاجم الموقعون على النداء حزب المصباح لكونه لم ينخرط “بعزم نحو الحداثة بشكل غير قابل للانتكاس”، ولم يعترف “بحقوق الأفراد مهما كانت أصولهم ومعتقداتهم ودياناتهم وتوجهاتهم الشخصية” ولم يحم الأقليات، ويسهم في تحرير “كامل للنساء ومساواة مثالية بين الرجل والمرأة في جميع أبعاد الحياة المجتمعية من الأسرة والجنسية والإرث”.
هذه الجلبة التي يحدثها هذا الفصيل المتطرف تخيل لمن لم يطلع على الموضوع وكأن بنكيران طالب بتنزيل فتاوى ابن تيمية رحمه الله، وتغيير القوانين المعمول بها!!!
وما هذه الحركة غير المباركة إلا زوبعة في فنجان، وترنح للفصيل الاستئصالي الذي يطمح إلى التطبيع مع العلمانية، والذي يحاول فرض التحكم وقمع الآراء ومنع حرية التعبير لكل من يخالفه التوجه.
وتجدر الإشارة ها هنا إلى أن ابن تيمية -رحمه الله- لازال إلى يومنا هذا مؤثرا في المشهد العام، ولازال شوكة في حلق كل المخالفين لمنهج الله تعالى، حتى صار الهجوم عليه دليلا عن الانحراف والزيغ، وقد اعتبره بعض الغربيين “أحد عباقرة الفكر الإنساني وأحد أكثر دعاة الإسلام تأثيرا فيه”.
فهذا العَلم رد على كل الفرق من الفلاسفة وأهل الكلام والشيعة واليهود والنصارى والملاحدة والماديين والخرافيين، وساهم بشكل كبير في دحر التتار والصليبيين.
وحتى لا نغفل التعريف بهذا العَلم نورد باختصار ما قاله فيه العلامة كمال الدين بن الزملكاني:
(كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين) .
فطبيعي جدا أن يحارب العلمانيون مثل هذه القامات العلمية والفكرية المؤثرة في تاريخ وحاضر المسلمين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *