الأمازيغ أكثر الدعاة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في العالم الإسلامي إبراهيم بيدون

الأمازيغ المطبعون: “بسبب علاقاتنا وتعايشنا التاريخي نحن نريد ربط العلاقات مع الكيان الصهيوني والعيش معه في سلام، ولا تهمنا القضية الفلسطينية ولا المسجد الأقصى..، لأننا ببساطة لا نحمل ذلك الفكر، ولا نعطي للإيديولوجية العربية الإسلامية أي وزن، فنحن نعاني من الاحتلال العربي كما يعاني الشعب اليهودي من الاحتلال العربي”

يعرف التطبيع مع الكيان الصهيوني أشكالا متعددة، فمنه التطبيع السياسي، والتطبيع الاقتصادي، والتطبيع الثقافي، والتطبيع الفني، والتطبيع الرياضي..

ولقد امتطى الأمازيغ المتطرفون في نسج علاقتهم مع الكيان الصهيوني صهوة التطبيع الثقافي، بدعوى أن بين الأمازيغ واليهود علاقات تاريخية قديمة تسبق فتح الإسلام لبلاد تمازغا، إذ حصل بينهم تعايش ساد لفترة طويلة من الزمن، فلم لا يعيدون هذا التعايش ولو كان يعارض سياسات بلدانهم، ولو أنه لا يقيم وزنا للموقف الإسلامي من العدو الصهيوني المحتل للمسجد الأقصى، فقضية فلسطين والمسجد الأقصى لا تعدو أن تكون بالنسبة إليهم قضية عربية يهودية لا دخل لهم فيها؟؟
ومن هذه الرؤية توطدت العلاقات بين مجموعات من الأمازيغ المتطرفين والكيان الصهيوني عبر زيارات متكررة لدولتهم من أجل عرض القضية الأمازيغية التي لا تخص إلا هؤلاء العصابات التي تفتعل قضية حق الشعب الأمازيغي في الاستقلال، والتي تعلن الخروج عن وحدة وسيادة أنظمة بلدانها التي يعتبرونها مستعمرة من طرف العرب الذين عليهم أن يرحلوا عن إمبراطورية تمازغا، وأن يأخذوا قرآنهم معهم كما سبق أن صرح بذلك المدعو الدغرني (كسيلة البربر الجديد) الذي قام بزيارة إلى الكيان الصهيوني ترأس خلالها وفدا من متطرفي الأمازيغ سنة 2007 للمشاركة في ندوة نظمتها منظمة الأمن الدولية. ومن تلك الزيارات أيضا تلك التي حل فيها وفد آخر من مدينة أكادير على شاكلة الأول تلبية لدعوة من كاتبة يهودية مغربية تعيش في الكيان الصهيوني للمشاركة في ندوة حول كتابها عن زلزال أكادير مطلع ستينيات القرن الماضي وآثاره على الأسر اليهودية بجنوب المغرب.
ويَعتبر الدغرني أنّ مسألة العلاقات الأمازيغية مع الكيان الصهيوني هي “إحدى وسائل الدفاع عن النفس، ضد الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغاربية من القوميين العرب ومن بعض المتطرفين الإسلاميين”.
وأشار إلى أنّ العلاقات مع الجانب الصهيوني أو مع غيره من الدول تمثل ما سمّاه “مصلحة أمازيغية لمواجهة الاستهداف العربي والإسلامي”، حسب تصريحات خاصة لـ “قدس برس”.
ومن الزيارات التي قام بها النشطاء الأمازيغيون المتطرفون، زيارة عشرين أستاذا في شهر نونبر الماضي، والتي قيل إنها تمت بدعوة من قبل متحف “ياد فاشيم” وهو المتحف الذي تخصص في استقبال ضيوف من مختلف بقاع العالم للتعريف بالمحرقة التي تعرض لها اليهود من قبل حكام ألمانيا النازية. ويوجد ضمن الوفد عضو سابق بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإلى جانبه فعاليات أمازيغية تستعد في الآونة الأخيرة لإطلاق مشروع حزب سياسي جديد.
كما أن مجموعات من هؤلاء الأمازيغ المتطرفين الذين لا يجدون غضاضة في التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، أقامت جمعيات للصداقة “الأمازيغية الإسرائيلية”، كما هو حال جمعية الصداقة اليهودية الأمازيغية التي أسسها الدغرني. مدعيا أنها تمثل جنوب المغرب والتي صرحت بكل صفاقة في بيان لها أن هدفها “توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الذين استوطنوا المناطق الأمازيغية بالمغرب وهاجروا إلى الكيان الصهيوني”.
كما يتبنى نفس الطرح في الجانب الشمالي من دولة المغرب المدعو محمد موحى الذي أسس بمدينة الحسيمة جمعية الصداقة الريفية اليهودية قبل أن يغير اسمها إلى الذاكرة المشتركة، وكانت له مشاركة في السنة الماضية في تخليد الذكرى العاشرة لتأسيس اللجنة اليهودية الأمريكية ببرلين بألمانيا حتى يعرِّف بالقضية الأمازيغية المغربية ويخلق حلفاء يتبنون نفس الطرح.
وفي هذا السياق صرح عضو المعهد الملكي السيد ناصر همو أزداي لأحد الصحف المغربية بأن تأسيس جمعيات بين اليهود والأمازيغ لا يشكل خرقا للقانون المغربي.
ومن صور تطبيع هؤلاء الأمازيغ المتطرفين في المغرب ترحيبهم باستقبال مجرمة الحرب تسيبي ليفني التي لم تجف يدها من دم الأبرياء في غزة الأسيرة، ففي بلاغ صحفي للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان جاء فيه “إنها ترحب بـالزيارة المرتقبة للسيدة تسيبي ليفني، وزيرة خارجية إسرائيل، إلى المغرب في الأيام المقبلة”، ووصفت الزيارة المرتقبة لتسيبي ليفني بـ”الميمونة”.
وصور التطبيع تتعدد بتعدد صور الباطل في تناكح العنصرية الصهيونية والعنصرية الوثنية الأمازيغية التي تحن لزمن إمبراطورية “تمازغا”، وأيام الكاهنة “ديهيا”، والملك البربري “كسيلة”، والأعراف والقوانين الوثنية..
إن هذه المجموعات الأمازيغية من الانفصاليين الانتهازيين لا يمثلون الأمازيغ أبدا، لأن الأمازيغ عرفوا دائما بالتمسك بالدين والعمل به والدعوة إليه، وسوس العالمة تشهد على ذلك، أما هؤلاء المتطرفون فهم يستغلون الأوضاع الاجتماعية المتأزمة التي يعيشها المسلمون الأمازيغ سواء في سوس الكبير أو جبال الأطلس أو جبال الريف، ليعلنوا ولاءهم للصهاينة والغرب في سبيل نصرة مشروعهم الانفصالي، ويتنكروا للأعراف والقيم التي ينبغي التعامل بها مع كل محتل غاصب، كالعدو الصهيوني الذي استباح أرض المسجد الأقصى، وقتل وذبح الآلاف من الفلسطينيين وغيرهم من دول المحيط، وهتك أعراض النساء المسلمات ورملهن، ويتم الأطفال وحرمهم من حياة مستقرة، وهو اليوم يتحدى كل القيم والأعراف والقوانين حتى الدولية ليرضي غطرسته وساديته، ويستغل السذج من المتطرفين الأمازيغ الذين يعلنون التطبيع معه علانية، بل يقدمون صداقته على الاعتراف بسيادة دولهم، وذلك من أجل خدمه مشروعهم الانفصالي الذي شربوه من الفكر الامبريالي أيام الاحتلال، والكيان الصهيوني اليوم يساندهم في ذلك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *