لم تكن الضجة التي أثارها كاتب علماني في جريدة “آخر ساعة” بالإساءة إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، لتمر دون أن تخرج بعض مكنونات الشيعة المغاربة اتجاه صاحب البيت وأهله ممن يدعون -كذبا وزورا- اتباعهم ومشايعتهم.
فقد خرج المتشيعون المغاربة في هذه المرة كسابقاتها ليبدوا رأيهم ويوضحوا موقفهم في خطوة لإثبات الذات، حيث تقاسموا الأدوار بين معجب متعاطف مع الكاتب المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ومبرر لفعله، ومستغل ذلك للطعن في سنته.
ناهيك عمن يتبع التيار الشيرازي منهم، ممن ديدنه الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه مباشرة بتكفير زوجه أم المؤمنين واتهامها بما برأها الحق منه، والحكم عليها بالخلود في النار، وتكفير أصحابه، من رعايا الخميني الذي طعن في النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بعدما اتهمه بالتقصير والفشل في تبليغ الرسالة.
فبدل الغضب لرسول الله، والدفاع عنه، انبرى الشيعة المغاربة مدافعين عن العلماني المسيء له، مصوبين رأيه، مغردين في سربه، منتصرين إلى مضغة الحقد الدفينة في قلوبهم على الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، التي تجعلهم يلوكون كلاما يمهد لمشروعهم التبشيري، شعاره إعادة قراءة التاريخ وتجديد فهم النص الديني.
وهي كلمات ظاهرها صلاح وباطنها فساد عريض، فماذا يعني الطعن في الصحاح غير إسقاط السنة التي هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
يقول المتشيع عبد الحفيظ بلقاضي القيادي في تنظيم الخط الرسالي وعضو جمعية “رساليون تقدميون” الشيعية: (هل يمتلك الشجاعة كل الذين يدعون لمسيرة مليونية نصرة للرسول صلى الله عليه وآله السلام، أن يحاكموا كتب التراث التي تتضمن مجموعة من الروايات التي تسيء لشخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله السلام، وتصوره كرجل “نسونجي” ومتعطش لدماء المخالفين).
ويوافقه زميله في الخط، محمد محمدي الحموشي بلهجة تبريرية أكثر جرأة، قائلا: (إلى هؤلاء الذين أخذتهم الغيرة فجأة على الرسول الأكرم صلوات ربي عليه وآله وسلم… لمجرد أن كتب عبد الكريم لقمش مقالة.. والمطالبة بمحاكمته… أين كان هؤلاء لما الرسول الأكرم كان يهان منذ أربعة عشر قرنا في صحيح البخاري ومسلم وباقي كتب الحديث؟).
وقال قبلها مستهزئا بعدما ذكر حديثا صحيحا كما قال -لا يوافق هواه-: (ثم يغارون على الرسول).
وقال المتشيع حسن عددي، معلقا على مسيرة الغضب التي دعا لتنظيمها نشطاء من مختلف المدن المغربية ردا على إساءة لقمش: (هؤلاء الجهلة عليهم أن يطالبوا بمحاكمة البخاري ومسلم وباقي أصحاب كتب الحديث).
فيما عبر آخرون عن إعجابهم بالكاتب، واصفين إياه بأنه استطاع قول ما لم يقدر على قوله كثيرون.
فماذا يعني التعاطف مع من يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبرر فعله؟
وماذا يعني الطعن في السنة النبوية الصحيحة؟