اليوم المسجد الإبراهيمي.. وغدا الأقصى المبارك.. عبد الله الزناسني

هل هي مصادفة أن يصدر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قرارا بضم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح -الذي يقول اليهود إن به قبر راحيل والدة النبي يوسف في مدينة بيت لحم- إلى قائمة “المواقع التراثية” اليهودية قبل ثلاثة أيام من الذكري الـ 16 للمجزرة الصهيونية التي جرت في 25 فبراير 1994 (الموافق 15 رمضان) للمصلين وقتل وإصابة العشرات منهم علي يد السفاح المجرم “جولدشتاين”؟!

وهل هي مصادفة أن يجري اتخاذ هذا القرار بعد أسبوعين من مطالبة 39 نائبا في الكنيست أعضاء (اللوبي من أجل أرض إسرائيل) نتنياهو بضم مواقع أثرية إسلامية في كل أنحاء الضفة الغربية مثل: قبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس ومغارات “كومران” في البحر الميت، وجبل “عيبال” في شمال مدينة نابلس، وجبل “جرزيم النار” جنوب مدينة نابلس، وموقع “القطار” في قرية سبَستيا، ومنطقة “سوسيا” في الخليل؟!
وهل هي مصادفة أيضا أن يجري ضم المسجد الإبراهيمي -الذي يعاني المسلمون من رفع الأذان به والصلاة فيه- ومن ثم تطبيق إجراءات سيادية صهيونية أكبر عليه والانتقال من مرحلة تقسيمه بين المسلمين واليهود إلى الهيمنة اليهودية فقط عليه.. وذلك في نفس الوقت الذي يطالبون فيه بتقسيم الصلاة في القدس الشريف بين اليهود والمسلمين أيضا؟!
فلماذا صدور هذا القرار في هذا الوقت بالضبط؟
ترى هل الهدف هو أن يكون ما يجري في المسجد الإبراهيمي مقدمة وتوطئة ليُطْبق الصهاينة على المسجد الأقصى لاحقا خصوصا أنهم سيحتفلون يوم 15 مارس 2010 بإعادة افتتاح أكبر كنيس يهودي يدعون أنه جرى هدمه مع الهيكل الثاني؟
أم أن الهدف هو التمهيد وجس نبض حكام العالم الإسلامي من السيطرة على “الإبراهيمي”، فلو جاءت -كما هو متوقع- ميتة ومتهافتة، يجري الانتقال للخطوة الأخطر التي يرتبون لها، وهي السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده وهدمه!
واقع الأمر أن الهدف الصهيوني الحالي هو فرض أمر واقع على المسجد الأقصى في ظل الغفلة العربية والإسلامية وانعدام رد الفعل القوي لدى المسلمين سواء عبر تقسيمه كحد أدنى مع المسلمين أو هدمه؛ وأن الاحتلال الغاشم بصدد تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى المبارك بنفس طريقة شقيقه (المسجد الإبراهيمي)، ولذلك تُصدر الأوامر العسكرية المتتالية بإبعاد عُباد ورواد وحراس المسجد الأقصى المبارك كي يسهل التحكم فيه بعيدا عن أعين هؤلاء، ثم السيطرة على المسجد الإبراهيمي تماما للتفرغ للأقصى.
إن السياسة الصهيونية لتعزيز السيادة الدينية اليهودية على آثار إسلامية في مدن الضفة الغربية ما هي سوى محاولات لترسيخ وتعزيز السيادة الدينية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ضمن خطة نتنياهو واليمين الصهيوني لفرض أمر واقع بالتهويد الديني واكتساب شرعية دينية يمكن التفاوض حولها مستقبلا بادعاء أن هذه آثار يهودية تحت السيادة الصهيونية.
وقد اعتبر قادة ومشايخ القدس والمسجد الأقصى المبارك هذه الخطوة الصهيونية لضم المسجد الإبراهيمي ضمن الآثار اليهودية رسميا، سوى مسرحية صهيونية لتهويد المسجد الأقصى وفق التواريخ اليهودية المقررة في 16 مارس المقبل 2010، وأن الاحتلال الصهيوني استهدف بهذه الخطوة الآن “جس نبض” العالم العربي والإسلامي للخطوة المقبلة التي تستهدف السيطرة الدينية اليهودية على المسجد الأقصى المبارك وتهويده وتدميره. (تهويد المسجد الإبراهيمي.. العين الصهيونية على الأقصى، جمال عرفة).
إن المجزرة التي ارتكبها السفاح “جولدشتاين” كانت المرحلة الأولى لمخطط صهيوني مدروس، ابتدأ بالإرهاب والتقتيل وصرف وإبعاد رواد المسجد الإبراهيمي وإرهابهم عن الاقتراب منه، وها هو المخطط اليوم يبلغ مرحلة متقدمة وصلت إلى حد الاحتلال والاستيلاء بدعوى كون المسجد “موقعا تراثيا يهوديا!” ومن يهمهم أمر حماية ممتلكات المسلمين في غفلة من أمرهم، منكمشين على أنفسهم، بسبب سيطرت الفكر العلماني الذي يدعو إلى انكماش كل دولة على نفسها وعدم تدخلها في شؤون غيرها وإن جمع بينها عامل الدين واللغة والعرق..، والتطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل.
فمتى نستفيق ونعلم أن قوتنا في وحدتنا.. وعزنا في تمسكنا بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. ونبذ كل المناهج والأفكار الدخيلة..؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *