العلمانيون.. وداء الكلب وبيع الضمير ذ.أحمد اللويزة

داء الكلب (بفتح الكاف واللام) مرض فتاك يصيب الحيوان، وينتقل إلى الإنسان، ولا يترك مفصلا ولا عرقا إلا دخله، يتسبب في اضطرابات عصبية وسعار حاد وهيجان شديد، يفقد معه الإنسان عقله وصوابه، ويتهارش المصابون به تهارش الكلاب عندما يصيبها المرض، فتكثر من النباح والهجوم على الناس وبشكل مفاجئ، وهذا المرض تسميه العامة (الجهل) بسكون الجيم وفتح الهاء.
والمتتبع اليوم لحال بني علمان يرى أنهم أصيبوا بشيء من أعراض هذا المرض، وذواتهم مهيأة لمثل هذا المرض، لذلك أكثروا من الصراخ والتهارش في كل محفل وناد، يهجمون على كل من خالفهم الرأي وبدون مقدمات، سواء من العامة أو الخاصة، ينبحون في الفضائيات والإذاعات وعلى صفحات الجرائد والمجلات، فما الذي أصابهم؟
إنه داء الكلب؛ فعميت أبصارهم وتنادوا مصبحين أن اهجموا قبل فوات الأوان، عملا بقاعدة “خير وسيلة للدفاع هي الهجوم” (عصيد وقضية الحريات نموذجا). محاولين استدراك ما يمكن استدراكه مما بقي بأيدهم من أمل يتلاشى يوما بعد يوم والقادم يعلمه الله.
فالعلمانيون أو بالأحرى (المتعلمنون) كالغرقى يتمسكون بكل قشة يظنون بها الخلاص من غرق محقق، لقد أعيتهم التهم الواهية التي ينسجونها بالليل وينشرونها بالنهار، ثم يناقشونها على الفضائيات كأنها حق ليس بعده إلا الباطل، فما يلبثوا أن يخزيهم الله حتى يبحثون عن مكيدة جديدة لتشويه غيرهم، ولحفظ ما تبقى من ماء وجوههم الذي ينضب يوما بعد يوم، وبحثا عن قشة خلاص أخرى لعلها ولكن هيهات، فمنسوب ماء الفضيحة يرتفع والغرق صار مؤكدا.
لماذا أصيب بنو علمان بالسعار والصراخ العصبي والخوف من المجهول؟ (اجتمعت عليهم كل البلاوي) لأنهم أصحاب سجل حافل بالفضائح والقبائح، وبيع الضمير بثمن بخس، وخيانة ـمجانية أحياناـ للأمة في الرخاء والشدة، فلا يرف لهم جفن وهم يمارسون هواية التلصص، وإرسال التقارير، والافتراء المتعمد لعلهم يجدون لهم قدما عند الأعداء، أو ينفردوا بكعكة التمويل، وصدق الله العظيم “وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ”.
لقد انكشف جزء من المستور ولا زال الحبل على الغارب، وتبين لماذا كل هذا الإصرار من بني علمان لإسقاط الشرفاء والخلص من هذه الأمة التي تنبعث من رمادها، بارك الله سعيها وحقق مسعاها، إنهم يصارعون من أجل البقاء، وحتى لا يصيبهم ما كانوا يخشونه في الخفاء حين يقولون “نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ”، وما نرها ويرونها إلا وقعت. وإن الله قد أذن لأمره وفتح من عنده؛ وإنهم لا شك نادمون على ما أسروا في أنفسهم ولأعداء الأمة، وسيحيق بهم ما كانوا يكسبون.
فبعد مسلسل من العويل والافتراء، والطعن في الصناديق التي قدسوها من قبل، والطعن في كرامة الشعوب، واتهامها بالجهل، واللجوء للخارج ليتدخل في شؤون الشعوب التي لفظتهم، وبدعوى التخويف من الإسلاميين واللائحة طويلة.. ها قد سلط الله عليهم سيف “ويكليكس” ليقطع رقابهم الغليظة، ولينشر غسيلهم على حبال الشبكة العنكبوتية وتدوي فضائحهم على رؤوس العالمين.
وها هو السيل قد بدأ يجرف القوم انطلاقا من مصر التي فرخت فيها دكاكين حقوق الإنسان التي لم تكن إلا مقرات للتجسس والخيانة بشهادة الـ”ويكيلكس”، فكانت صدمة وفضيحة مزلزلة لا قياس لها على سلم “رشتر”.
ولم لا يصابون بداء الكلب والوثائق تتحدث عن ضخامة التمويل وفضاعة التقارير والمراسلات!! وبشاعة التجسس والوشايات!! وأسرار اللقاءات في السفارات الغربية!! ولاسيما السفارة الأمريكية.
هؤلاء هم بنو علمان الذين يدافعون عن الاستبداد عن طريق محاربة الإسلام بدعوى محاربة التطرف والظلام، لكن الظلام استحال نورا يفضح كل ما كانوا يفعلونه في ظلامهم الخاص، لا أشك أنها بداية مصرية لن تتوقف هناك، بل ستسري كما سرت الثورات وسيشمل مسلسل الفضح والكشف كل علماني خائن عل طول العالم العربي والإسلامي.
وما بلدنا الحبيب عن هذا ببعيد، ويأتيك بالأخبار من لم تزود، هذا هو سر هيجانهم وصراخهم وعويلهم في الوطن المسلم، فإن قواعد اللعب تغيرت، وخريطة السياسة تبدلت، والشركاء تجددوا، وورقة بني علمان لم تعد رابحة في يد الغرب الحاقد والمتغطرس، ومن تم فكما تخلى عن بيادقه الكبار من الحكام، سيتخلى عن بيادقه الصغار من أصحاب شعار حقوق الإنسان وما يتبعها. فليعدّوا الأيام فإن لله في خلقه شؤون وكل يوم هو في شأن.
ما أشقى هؤلاء؛ ففي كل يوم تظهر لهم سريرة، وتنكشف لهم خبيئة ويرينا الله منهم عجبا، ونجد أنفسنا مضطرين كل مرة أن نتحدث عنهم، وإنه لحديث ذو شجون.
وليعلم المسلمون مدى المكر والخداع الذي تمارسه هذه الفئة من الناس التي تسترخص الدين والوطن والكرامة من أجل حفنة من الدولارات لا تسمن ولا تغني من جوع، فتبيعنا بثمن بخس لمن يستبيح كرامتنا.
وليعلم هؤلاء أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولينصرن الله من ينصره، والخزي والعار للخونة الأشرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *