هكذا تفاعل محسوبون على التيار العلماني مع الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه مصطفى الحسناوي

انخرطت بعض الجهات المحسوبة على الصف العلماني، بعد الضجة التي خلفها استهداف لقمش للنبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، والإساءة التي خطها بقلمه، وبقي متشبثا بها تارة بحجة أنها حرية تعبير، تخول له أن يقول ويكتب ما شاء دون أي ضوابط، وتارة بأنه استهدف فقط الأحاديث التي يعتبرها المسلمون صحيحة والمروية في البخاري ومسلم والموطأ وغيرها من كتب الحديث الصحاح، فحاول نفي الإساءة للنبي، لكنه أثبتها بالنسبة لأحاديثه ولكتب الحديث الصحيحة، التي هي مرجعية المسلمين عموما، والمغاربة على وجه الخصوص، على مدى قرون، يؤصلون بها لعقيدتهم وعباداتهم وسلوكهم وتصوفهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وتشريعاتهم وشعائرهم.
وعوض أن توجه تلك الجهات العلمانية النصيحة لزميلها، سعت لصب الزيت على النار، بتبني أطروحته والدفاع عنه، وتهريب النقاش ليتحول لصراع بين متنورين ومتطرفين، حول حرية التعبير، رغم أن الأحاديث المطعون فيها تخص المغاربة ملكا وشعبا وحكومة ومؤسسات وجماعات وطرق صوفية وغيرها، ورغم أن لحرية التعبير ضوابط وحدود في كل بلدان العالم، لكن يبدو أن القوم لا يعرفون ما يدعون إليه ولا ما يناقشون، كيف لا وهذا الكاتب لم يأت بجديد بل كرر كلاما قيل منذ عقود على لسان مستشرقين وملاحدة، ليملأ عمودا على صفحات جريدة يقتات منه.
وحين تم تنبيهه من عدد من المختصين أنه يلزمه أدوات لخوض غمار هذا البحر المتلاطم، لم يقبل أن يعترض عليه أحد، وبدأ في تبني خطاب المظلومية لاستدرار التعاطف والتأييد، وهذه تعليقات بعض المتضامنين مع لقمش والمؤيدين له في تهجمه على النبي صلى الله ليه وسلم والأحاديث الصحيحة، وتجاوزه لحدوده وتخصصه وتطفله على المتخصصين في العلوم الشرعية، من أهل الحديث والفقه والأصول والتفسير.
موقع “زنقة20” شن حملة من خلال سلسلة مقالات، تستهدف موقع هوية بريس، وترميها بتهم خطيرة، كان أخطرها على الإطلاق، المقال الذي نشره، مستهدفا فيه مصطفى الحسناوي باسمه ونشر صورته، يوم 20 أكتوبر بعنوان: المتطرف “القباج” يـُسخر مُلتحق سابق بـ”داعش” بالإعداد لتصفية أحمد عصيد وكتاب الرأي العلمانيين بدعم من “مصطفى الخلفي”.
موقع “الأول” نقل لنا تصريحات عصيد ولقمش مجددا بتاريخ 21 أكتوبر، حيث أكد لقمش على موقفه بالقول: “يجب محاكمة البخاري ومسلم وليس أنا” في حين علق عصيد: “العدالة والتنمية هو من أرسل الغوغاء للتهجم على القمش”.
عمر العمري صاحب كتاب كنت إسلاميا والصحفي سابقا بجريدة التجديد كتب تدوينة يوم 22 أكتوبر، على صفحته الفيسبوكية:
إذا كنتم فعلا تريدون نصرة رسولكم والدفاع عن حرمته شمروا على سواعدكم -يا حراس التراث- وحرروا أحاديث نبيكم من الترهات والخزعبلات والخرافات والأساطير، فهي الإساءة الحقيقية إليه، وهي التي تشوش على عقول الناس وتدينهم..
ثم كتب مقالا في نفس التاريخ بعنوان: “العطب في الحديث النبوي وليس في لقمش”، نشره له، موقع إسلام مغربي الذي يديره منتصر حمادة، وأعادت آخر ساعة نشره يوم 25 أكتوبر.
وبتاريخ 22 أكتوبر أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا، تتضامن فيه مع الكاتب والصحفي عبد الكريم القمش، وتدين ما أسمته حملة التحريض على الكراهية والعنف ضد المفكرين والنشطاء السياسيين والحقوقيين. ومما جاء في البيان: “يتعرض الكاتب والصحفي الأستاذ عبد الكريم القمش لحملة تحريض ممنهجة، يقودها إسلاميون محسوبون على التيار السلفي، بدعوى إساءته للرسول على خلفية كتاباته النقدية وقراءته في أحاديث الإمامين البخاري ومسلم؛ وهي الحملة التي باتت تشكل تهديدا لحياته وسلامته البدنية وأمانه الشخص”.
سعيد لكحل ابتداء من 23 أكتوبر، دشن حملة لمهاجمة الأحاديث النبوية الصحيحة، تارة لإظهار ما يقول أنه تناقضها، وتارة ليظهر بشاعتها وقرفها ولا إنسانيتها، خاصة تلك المتعلقة بالجهاد، والتي كان النبي يحرض فيها جنوده أثناء المعرك، وحاول لكحل إيهام المغاربة بأنه يوجه حديثه فقط للقباج والكتاني، وكأن هذه الأحاديث لهما، في حين أنه يستهدف المغاربة بل المسلمين أمواتا وأحياء ويطعن في فقههم وكتب حديث نبيهم، وهكذا وبكل جهل وغباء، كتب لكحل معتقدا أنه وقع على كنز ثمين، يظهر تناقض الأحاديث، في حين أنه لا تناقض بتاتا وإنما التناقض في دماغه وفهمه فقط، إليكم تدويناته:
أيها الكتاني والقباج ومن نهل من ثقافة التكفير والكراهية أفتوني أي الحديثين صحيح؟
حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قالوا : يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه) رواه ابن النجار وصحّحه الألباني.
هكذا صور رواة الحديث النبي محمد(ص) للمسلمين. هل من إساءة للنبي أكثر من هذه؟
” كانت قوة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف رجل” ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه في ليلة واحدةٍ وله تسع نسوة .
وفي رواية للبخاري عن قتادة أنه قال: حدثنا أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين… وفي رواية “قوة أربعين”.
قال الحافظ في الفتح: وفي صفة الجنة لأبي نعيم من طريق مجاهد مثله وزاد «من رجال أهل الجنة» وعند أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه «إن الرجل من أهل الجنة ليُعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة» فعلى هذا يكون حساب قوة نبينا أربعة آلاف (فتح الباري).
أدعو المتطرفين الذين يهاجمونني والقمش وعصيد أن يشرحوا هذه الأحاديث ويبينوا الرحمة فيها التي تجسدها ومدى انسجامها مع جوهر الدين الذي يدعو إلى السلم والحوار والتعايش والحلم والرحمة .
المتطرفون يقولون بأن الرسول محمد (ص) نبي الرحمة ثم ينسبون إليه حديث (جئتكم بالذبح). فهل الرحمة وذبح البشر يلتقيان؟
وكتبت سهيلة الريكي يوم 24 أكتوبر، تدوينة على حائطها:
“هوية بريس” وجريدة “السبيل” منبرين متخصصين في التحريض على العنف، وملجأ الدواعش المتنكرين في زي صحافيين بفضل بطاقات الصحافة التي يوزعها الخلفي… ألا يوجد قانون في البلد يردع هؤلاء؟ وكيف يتم السكوت على بعض مشايخ التكفير الذين غادروا السجن بعد ادعائهم القيام بمراجعات… وهم الآن يشكلون تهديدا مباشرا على أمن المجتمع … سلملي على المراجعات.
ونشر حميد زيد على موقع “كود” بتاريخ 24 أكتوبر، مقالا بعنوان: “عن شركة مناولة سلفية اسمها موقع هوية بريس سلفيو موقع هوية بريس مسؤولون عن أي مكروه يتعرض له الكاتب عبد الكريم لقمش”.
وأدانت حركة ضمير، بتاريخ 24 أكتوبر، ما وصفته بـ الصمت السلبي لوزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، والجهات الأمنية المكلفة بمحاربة الإرهاب، تجاه الحملات الإرهابية ضد الكتاب، والمثقفين.
وقالت في بيان لها، أن هذا التجاهل، حاصل على الرغم من خطورة الدعاوى التكفيرية، والتحريض الصريح على القتل، باعتبارها دعوات إجرامية، ومخالفة للقانون، ومهددة للسلم، والاستقرار واستنكرت الحركة تجميد الشكايات، التي يتقدم بها العديد من الأطراف ضد هذه الحملات، وبعض الأشخاص، الذين عرفوا باعتمادهم أساليب التكفير، والتحريض على إيذاء المخالفين لهم في الرأي، والموقف، إذ لا يتم تتبع تلك الشكايات، واستدعاء المعنيين بالأمر .
وتساءل بيان الحركة، حول السبب من التجميد المتكرر للشكايات الموضوعة.
حميد المهداوي نشر تدوينة على حسابه بتاريخ 25 أكتوبر، قال فيها: أتحدى الدواعش والمتطرفين أن يجرؤوا على قول هذا القول.. لهذا يسخر الدواعش إعلامهم باسم خطر العلمانية لمحاصرة خطاب الحداثة خدمة للمخزن والامبريالية في آخر مطاف…أتحدى إعلام الدواعش أن ينقل هذا التصريح على صفحاته.
التصريح الذي يقصده المهداوي، كلام لعصيد يطعن في النسب الشريف لحكام الدولة المغربية ويقول أنه مفترى، وإعلام الدواعش حسب الزميل المهداوي، هو “هوية بريس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *