الدين في المونديال

لخبرتهم في مثل هذه التجمعات، قامت بعض المؤسسات الدعوية والعلمية الإسلامية بالاستعداد لاستقبال بطولة كأس العالم لكرة القدم، ولم يكن للأمر صلة بالرياضة بل تعلق بموضوع آخر، وهو الدعوة للإسلام وسط هذا الصخب الرياضي، حيث أكد الشيخ جهاد حسن حمادة مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البرازيل أن الندوة العالمية للتعريف بالإسلام ستقوم ببرنامج دعوي على هامش نهائيات كأس العالم الذي يقام بالبرازيل بدء من 12 من الشهر الحالي، مشيراً في الصدد ذاته أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات للقيام بذلك.
ولقد اتسم الطرح الدعوى الإسلامي برقي وتحضر، ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، كما حض على ذلك كتاب ربنا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويوضح ذلك مدير الندوة بقوله: «الجالية العربية في البرازيل تبلغ حوالي 12مليون، وأغلبهم يتواجد في ولاية ساو باولو، ولهذا السبب اخترنا تنظيم معرضين كبيرين تحت عنوان «الحرمين الشريفين» في كلٍ من مدينة ساو باولو وفوزدو إيغواسو نهدف من ورائه التعريف بالحرمين الشريفين ورسالة الإسلام وسيوزع خلالهما كتب، مطويات وأفلام وثائقية باللغة الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية والبرتغالية مدعومة بشاشات عرض ضخمة..».
وأضاف: «سنقوم أيضا بتوجيه الدعوة إلى اللاعبين المسلمين المشاركين في المنافسة لزيارة المعارض بغية جلب عدد أكبر من الجمهور للتعرف بالإسلام، كما أننا سنسهر على تنظيم محاضرات توعوية يشارك في إلقائها دعاة من البرازيل تناقش مواضيع وقضايا تهم على وجه الخصوص حقوق الإنسان والمرأة، والعدالة الاجتماعية، والحوار مع الآخرين..
في المقابل من ذلك المشهد الحضاري تواجدت المنظمات التنصيرية لتعمل هي الأخرى، لكن الأجواء كانت مختلفة عما انتوته المؤسسات الدعوية الإسلامية، ففي مقابل الوضوح في الطرح في الجانب الإسلامي، كانت هناك خدع كثيرة من قبل المنصرين، وحاولوا جذب الناس ولفت أنظارهم بكل السبل الممكنة.
وقد رصدت صحيفة «النهار الجزائرية» هذه الأجواء في تقرير لها، جاء فيه أن المنظمات التنصيرية قامت بتوفير عشرات الكتب المجانية تتحدث عن «المسيحية» وتعرّف بها، مع محاولة استمالة كل الناس بشتى الطرق حتى عن طريق الصحة، فوُزعت مطويات تحت غطاء التوقف عن التدخين للتحايل على الجزائريين..
كما رصدت الصحيفة تجاوزاً آخراً عن طريق استغلال نساءً سوريات ولبنانيات وفلسطينيات نصرانيات لإغراء الجزائريين، تقول الصحيفة: “واستعملوا في ذلك أساليب الإقناع واللعب على العواطف والأمور المشتركة مثل اللغة والعروبة، فيما قامت منظمة أخرى بوضع فتيات حسناوات خصيصاً من أجل جلب انتباه كل من حضر إلى الملعب لمشاهدة التدريبات”.
وتضيف الصحيفة: “تأكدنا أن المنظمات التنصيرية تسعى لاستهداف أنصار الخضر وإغرائهم، للرد على الحملة التي باشرها مسلمو البرازيل قبل أيام للتعريف بالإسلام وتعاليمه السامية في بلاد السامبا بمناسبة المونديال”.
كانت هذه إطلاله سريعة على ما يفعله المسلمون في دعوة الغير إلى الإسلام، وما يفعله غيرهم من النصارى، ممن يستخدم كل وسيلة مهما سفلت للوصول إلى غاياتهم وأغراضهم، وبهذا يتحول المونديال إلى بؤرة يشتد فيها الصراع بين الديانات ودعاتها، لكن شتان بين دعاة يلتزمون الأخلاق والمثل والقيم، وآخرين لا قيم عندهم ولا مثل.
مركز التأصيل للدراسات والبحوث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *