معركة امسون في الصحافة الفرنسية ذ. إدريس كرم

أورد مراسل جريدة الطان المرافق للقوات الغازية بامسون ما يلي:
أول مكلف بمهمة الدفاع عن المعسكر قتل من الوهلة الأولى وهو السرجان أوبيرت وجنديين من المشاة هما بنطاهر، وخليفة بن سعادة الذي تلقى رصاصة بين عينيه، كما أسقط ليوطنا فوشاد بطلقة أصابته في ظهره.
تولى قيادة المفرزة ليوطنا كيطاف بدم بارد، ليواصل إصدار الأمر باستخدام السلاح الأبيض لطرد المغاربة الذين استطاعوا التواجد بين الخنادق والمركز في الوقت الذي أمر بإطلاق النار على المهاجمين من الأمام وإلى اليمين.
المراكز المواجهة الأكثر قربا بعثت بتعزيزات للمفرزة المهاجَمة، فوصلت فصيلة بقيادة ليوطنا فورطاص؛ وحوالي الساعة الثانية والنصف ليلا وصلت ثلاثة فصائل زواوا بقيادة ليوطنا سيرفي.
الطلقات النارية للمغاربة الذين بالمعسكر، توجهت عملياتها نحو التحول للجبهة الشمالية من المخيم حيث جرح واحد من اللفيف الأجنبي؛ كرة من الحجم الكبير اخترقت الجهة التي بها خيمة الكومندار دوري والتي يقيم بها فوشاد فقصمته وأحرقت رجله وانتشرت شظاياها لتصيب أحد جنود اللفيف فبقرت بطنه.
منذ الطلقات الأولى ليوطنا ميليط فعل كشافاته الضوئية لتنير جوانب العسكر فأوقف الأعداءُ هجومهم، وتجمعوا في الخلف حيث الطلقات قادمة مجتمعة.
حوالي الساعة الثالثة والنصف بدأت صَليات كثيرة من طليعة قوات مراكز الدعم تسمع في المعسكر، إنهم زواوا سرية جوب يطلقون النار على المغاربة المسخرون لجمع القتلى والجرحى.
في الصباح تابعنا لغاية 300م أثر الدماء التي تركتها أجسام المغاربة المتساقطة برصاص جنودنا، ليوطنا فوشاد والجنود الآخرين نقلوا للصفصافة، أما القناص خليفة بن سعادة الموجود في حالة حرجة فعولج بامسون.
يلاحظ أن بهذه المعركة تم العثور في منخفض غير بعيد عن المعسكر، جثة امرأة مغربية قابضة على خنجر مما يعتقد معه أن هناك عددا من النساء كن يشاركن في الحركات التي كانت تهاجم قواتنا في المدة الأخيرة بهذه الناحية.
وُضع مركز امسون تحت إمرة الكولونيل فيرود، الذي وضع به ثلاث سريا أجانب باسكية، بقيادة الكومندار دوريز وفصيلة من سرب المساعدين المغاربة ونصف فصيلة من الكوم المغاربة وإسعاف بقيادة الطبيب ماجور كيريوا الذي لم يكن يقدم الإسعاف للجنود بل أيضا لسكان القصبة الذين كانوا يعانون من رمد العيون.
منذ احتلال امسون تم القيام بالطيران في اتجاه تازة التي تبعد عن امسون بحوالي 30 كلم قريبة أيضا من مكناسة؛ لأن احتلالها سيمكننا من الاستيلاء على بني بويحيى والتمركز وسط هوارة على ارتفاع جيد، يجعلنا على اتصال بغياتة وبني وراين، إنها خطوة هامة لاختراق طريق ملوية فاس.
عندما تم إخبار الجنرال ليوطي بنتيجة عمليات الجنرال أليكس بعث له بالمناسبة البرقية التالية:
“رضاي التام، ثم سروري، هذا هو العمل، تحضير جيد، وإنجاز جيد”.
في تادلا وناحية مكناس
واصل الكولونيل منجان في الشهر الجاري عملياته بتادلا حيث أدار معارك دامية، وفي منتصف أفريل 1913 استقبل عددا هاما من الخاضعين، في حين واصل عدد هام من ثوار تادلا التجمع لمحاربتنا، فحاولوا يوم 26 السير لعين الزركة على الضفة اليسرى لأم الربيع، وبينما نحن نقيم معسكرا في هذه النقطة هاجمنا ثوار القبائل بضراوة وعنف.
مجنان قام بهجوم مضاد عليهم ألجأهم للفرار، وقد خسرنا في المعركة أربعة قتلى و27 جريحا منهم أربعة ضباط بينهم مانجان الذي تعرض لجرح خطير في فخذه.
في الغد غادر منجان معسكر عين الزركة لمباغتة بربر الجبال الذين كانوا يقومون بتكوين حركة تمنع قبائل تادلا من إعلان خضوعها والإذعان لسلطتنا.
احتمى الأعداء بين أشجار الزيتون المحيطة بضريح سيدي علي بوبراهيم، ذلك المكان الذي أتاح للأهالي دفاعات مثالية تحصنوا بها، لكن في النهاية تمكن المشاة من احتلال القرية المدافع عنها بعد هجوم عنيف دامت معركته لغاية حلول الليل، وقد خسرنا فيه 18 قتيلا، بينهم قبطان وسرجان وكبرال وخمسة جنود من فوج النخبة الألبي و41 جريحا.
وبينما كان منجان في عملياته جنوب غرب بلاد زيان، واصل الكولونيل هنري عملياته جنوب مكناس، ففي 17 أفريل 1913 طلبت مجموعة من بني امطير حمايتهم من زيان.
تحرك الكولونيل في الغد ليتوغل داخل غابة جابا، وفي المساء نفسه طلبت 400 خيمة الأمان.
يوم 23 أفريل قام الكولونيل هنري بتدمير قصبة إفران بعدما تجاوز مرتفع غابة جابا البالغ علوه 1700م أثناء هبوب زوبعة ثلجية تهب لأول مرة في خاصرة الأطلس المتوسط.
من تلك الناحية ربط الكولونيل هنري الاتصال مع الكولونيل كومبت القادم من فاس؛ في نفس الأيام الأخيرة من شهر أفريل تم احتلال مدينة أزرو المركز الرئيسي لناحية بني امكيلد، كما تم تدمير أربع قصبات في نفس الناحية.
أيام قلائل بعد ذلك قام الكومندار برني صحبة 300 رجل بجولة بوليسية جنوب غابة جابا فهوجم مع الأسف من قبل بني امطير حيث أصيب بطلق ناري في رئته اليمنى.
عمليات هنري أدت لخضوع كروان بالكامل تقريبا، زيادة على تأمين التواصل من الآن فصاعدا بين بين كولون هنري ومنجان، في نفس الآن ليس هناك تجدد للهجوم على منطقة زيان ومركزها الرئيسي قصبة خنيفرة مكان إقامة موحى وحمو الزياني، خلافا لما راج في الصحف.
هناك فقط البرنامج المعلن من قبل الجنرال ليوطي والقاضي بمحاصرة تلك القبائل بشكل يمنعها من مهاجمة السكان الخاضعين لسلطتنا في الشمال الغربي وإحداث الفوضى داخل الحدود القابل سكانها بقانوننا.
فـي سـوس
الوضع في سوس ما يزال غامضا، الوقائع المتعاقبة تسير ببطء شديد وبشكل صعب، مثل كل ما يقع في الظروف التي يوجد المغاربة وحدهم الحاضرين بها، بالتزامن يظهر أن مسألة الهبة لم تأخذ بعد مكانتها في الأيام الأخيرة، فقد أعلن في شهر أفريل انطلاق تسجيل أنصار جدد، وتم تداول أخبار عن عزمه التوجه مجددا لمراكش.
ومنذ أن علم أن حركة لكلاوي الموضوعة تحت إمرة مولاي الزين أخ السلطان قد هزمت أنصار الهبة في مطلع شهر ماي بين طريق تلوات وتارودانت.
قبائل سوس تركت شيئا فشيئا الأسباب الدافعة لمساندة الهبة، وإن كان بعض الثوار انضموا للمخزن وتمركزوا في قصبة أكادير.
ونشير إلى أن زورقا مخزنيا خرج من موكادور حاملا القائد كابيد باكا القادم من مراكش، حيث نزل بأكلو قاصدا تيزنيت لدعم المحلة الشريفة بالجنوب النازلة بواد سوس.
الهياج في جنوب الريف
نشير إلى تواجد هيجان في قبائل الريف الجنوبية وفي الدسول والبرانس وغياتة، القبائل التي ربطت علاقات بالقوات الفرنسية في النخيلة وامسون طلبت مؤخرا مساعدتها ضد مهاجميها من الأهالي المعادين لنا (ص196؛ إفريقيا الفرنسية 1913).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *