القناتان الأولى والثانية تصران على الدعاية للصليب وللعقائد النصرانية من خلال ترسانة من المسلسلات المكسيكية وغير المكسيكية المدبلجة، التي لا يخلو مسلسل منها من وجود حافل للصليب، أو توظيف خطير لأدعية دينية تطلب من العذراء العون والسداد، أو مشهد لامرأة داخل كنيسة تتوسل إلى تمثال يسوع النصارى المزعوم مربوط إلى صليب، تطلب منه الصفح والمغفرة لأنها تقيم علاقة جنسية مع رجل متزوج.
أما مشهد الصلبان المعلقة على صدور العجائز والكهول والشباب والشابات وبين النهود أيضا، فمتعدد في الحلقة الواحدة بشكل يرجح فرضية التوظيف التنصيري لهذه المسلسلات التي تستهدف الأسرة المغربية خصوصا وأن أكثرها مشاهدة المدبلج باللهجة المغربية وفق ما أكدته شركة «ماروك ميتري» حول نسب المشاهدة والاستماع للقناة الأولى والثانية.
أن تعمل منظمات التنصير على استهداف عقيدة المغاربة وتروم استبدالها بعقيدة الصليب أمر مفهوم يدخل في إطار صراع الحضارات الذي لم يتوقف أبدا على مر التاريخ، لكن أن تقوم مؤسستان يمولان من جيوب المغاربة أنفسهم باستهداف عقيدتهم الإسلامية السمحة، فهذا أمر لا يمكن فهمه إلا في إطار المؤامرة خصوصا إذا علمنا أن اليهودي “برنار هزريا” يحتكر عملية جلب الأعمال الأجنبية إلى القناة الثانية بعدما كان في السابق يجلب الأعمال إلى القناة الأولى، وبعد تسلم سليم الشيخ تحدثت بعض المصادر عن إمكانية أن يكون هزريا وراء جلب الأعمال الأجنبية عبر شركة «أطلانتيس» التي تنشط في الكوت ديفوار والطوغو”.
فلنتأمل أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون من المغاربة عاكفين كل يوم على تتبع هاته الزبالات المكسيكية، 300 حلقة من مسلسل واحد مليئة بمشاهد تدعو إلى العقائد النصرانية وتزين العري والزنا وتربي على القتل والتدمير والانتقام وشرب الخمور والخيانة الزوجية وزنا المحارم، ولنتساءل بعد التأمل عن حال المغرب بعد 10 سنين فقط من هذا الإفساد المتعمد لدين وأخلاق المغاربة.
على القائمين على الأمن الروحي للمغاربة والمدافعين عن دينه الإسلامي أن يقفوا في وجه العلمانية التي لا تستنكف أن تخدم المشروع التنصيري في المشهد الإعلامي، بحجة حوار الثقافات، وقبول الآخر، ومبدأ حرية الاعتقاد والانفتاح على الثقافات الأخرى.