برنامج التيجيني، “أصبح يضطلع بأدوار غير مهنية جعلت منه طرفا متواطئا بشكل مفضوح مع أطرف سياسية ضد أخرى.. ويمس في العمق بأخلاقيات المهنة واستقلالية المؤسسة”.
وجه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، صفعة قوية لمقدم برنامج “ضيف الأولى” محمد التيجيني، بسبب الحلقة التي استضاف فيها إلياس العماري زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، حيث اعتبر أن تعليقات وأفكار ومواقف التيجيني، انتقدت في مجملها حزبا سياسيا معينا دون غيره من الأحزاب، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، واصفا ذلك بعدم احترام ما يقتضيه “واجب الحياد”، وفق المقتضيات القانونية والتنظيمية المعمول بها في هذا الإطار.
وبذلك يصرح المجلس في قراره الذي تداول فيه خلال جلسته المنعقدة يوم 13 أكتوبر 2016 بمقر الهيئة، بعدم احترام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للمقتضيات القانونية والتنظيمية المذكورة، ووجه إنذارا لها بهذا الخصوص، كما قرر تبليغ قراره هذا إليها ونشره بالجريدة الرسمية.
وأورد المجلس ضمن نص القرار المنشور بالجريدة الرسمية عدد6544 الصادر يوم 16 فبراير 2017، مجموعة من الأفكار غير المحايدة التي عبر عنها التيجيني خلال الحلقة من قبيل “أخلف موعده مع تحقيق نمو اقتصادي قوي”، و”را السيد عبد الإله ابن كيران كيمارس رئاسة الحكومة من الإثنين حتى الخميس، ويمارس رئاسة المعارضة من الجمعة إلى الأحد”، و”بغيتي تقول من بعد زيرو ميكا، زيرو كريساج، زيرو نمو اقتصادي”.
وذكر القرار أن المادة 3 من دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تنص على أن الخدمة العمومية تعمل في إطار “الالتزام بالدقة والإنصاف والموضوعية والصدق والنزاهة وعدم التحيز والاستقلالية التحريرية عن المصالح التجارية والفئوية والسياسية والإيديولوجية وخاصة في الأداء الإخباري”.
وأضاف القرار أن المادة 185-3 من دفتر تحملات الشركة تنص على أنه “…تنجز البرامج الإخبارية التي تبثها في ظروف تضمن استقلاليتها عن أي مجموعة اقتصادية أو تيار سياسي. تحرص أيضا ألا يستغل الصحفيون خلال تدخلهم في البرامج الإخبارية، موقعهم للتعبير عن أفكار متحيزة واحترام المبدأ العام الذي يقضي بالتمييز ما بين سرد الوقائع، من جهة، والتعليق عليها من جهة أخرى…”.
هذا وقد دعت النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري، التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى توقيف برنامج “ضيف الأولى” واصفة إياه بـ “المهزلة”.
النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري، في بلاغ لها، اعتبرت أن برنامج التيجيني، “أصبح يضطلع بأدوار غير مهنية جعلت منه طرفا متواطئا بشكل مفضوح مع أطرف سياسية ضد أخرى.. ويمس في العمق بأخلاقيات المهنة واستقلالية المؤسسة”.
وعبرت الهيئة النقابية عن استغرابها وقلقها الشديدين تجاه البرنامج، الذي اعتبرته “أداة لتصفية حسابات سياسوية وبطريقة شعبوية تسيء للشركة الوطنية كمؤسسة إعلامية تقدم خدمة عمومية وتمس بسمعتها وتستهتر بتعددية وتنوع المجتمع المغربي، في خرق سافر للبند الثالث من دفتر تحملات الشركة”.
واعتبرت النقابة، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، “تعتمد على عناصر مفروضة من جهات خارجية تنعدم فيها الكفاءة”، وأنها “مستمرة في تهميش وإقصاء بشكل متعمد للأطر والكفاءات المهنية”.
ودعت إلى إعادة النظر في السياسة الحالية للشركة الوطنية في مجال الإنتاج والأخبار، “والتي أدت إلى تدني نسبة المشاهدة إلى أرقام مخجلة”، حسب البلاغ.
وطالبت النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري، بضرورة “استثمار الموارد البشرية والكفاءات المهنية التي تزخر بها المؤسسة، والتي أصبحت معظمها في حالة عطالة إجبارية بسبب غياب أي استراتيجية تدبيرية وسيطرة التسيب المؤسساتي”.