لماذا اخترنا الملف؟

الكركارات هي جبل الجليد الذي يخفي قضية معقدة، لا يعلم عنها المغاربة الشيء الكثير، خاصة مع إعلام رسمي، يضلل أكثر مما ينور، ويجهل أكثر مما يعلم، ويلبس ويغطي أكثر مما يكشف ويوضح.
الكركارات منطقة تصنف ضمن النقاط السوداء بسبب انعدام أي سيطرة رسمية عليها، أو تواجد دائم، نظرا لاستحالة ضمان موريتانيا لتغطية أمنية كاملة للمنطقة. كما أنه لازال من المبكر معرفة إن كان الطرف الصحراوي سيتولى إدارة المنطقة بكاملها أم ستكون هناك إدارة مشتركة مع الطرف الموريتاني في إطار التعاون الأمني بين الجانبين.
وبعد أكثر من 36 سنة من اتفاقية السلام الموريتانية الصحراوية، الموقعة في العاصمة الجزائرية سنة 1979. وهي الاتفاقية التي وضعت منطقة لكويرة الحدودية تحت السيطرة العسكرية الموريتانية، يبدو أن التطورات الأمنية التي تعرفها المنطقة ستؤدي إلى إعادة النظر في كثير من المسلمات وربما في نص الاتفاق، بل وخلط للأوراق، لن يتسرب منه الشيء الكثير، نظرا للتعتيم الإعلامي الذي تمارسه كل الأطراف.
تابعنا في موقعنا الإلكتروني “هوية بريس”، تطورات الأحداث في الكركارات، ورصدناها منذ مطلع شهر غشت الماضي، ونشرنا أخبارا وصورا حصرية، بداية بالتصعيد العسكري، ثم بالتدخل المغربي لتنقية المنطقة من المهربين والتجار غير القانوني، ثم بتدشين المغرب لمشروع تعبيد طريق على امتداد حوالي 4 كيلومترات في المنطقة، وتدخل عناصر البوليساريو لعرقلة المشروع، ثم تدخل الأمم المتحدة، وانتهاء أخيرا بانسحاب الجيش المغربي بشكل أحادي ومفاجئ، من المنطقة يوم الأحد 26 فبراير.
اخترنا أن ننشر في السبيل ملفا عن هذه القضية، تسليطا للضوء على بعض جوانبها، ومساهمة في تنوير الرأي العام الوطني والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *