تسببت الزيارة الملكية لمدينة طنجة، في تأجيل المشاورات التي كان من المقرر أن يبدأها رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني يوم الإثنين 20 مارس مع حزب الأصالة والمعاصرة.
وقال العثماني للصحفيين صباح يوم الإثنين، أمام مقر حزب العدالة والتنمية بالرباط، أن المشاورات التي كان من المفترض أن يبدأها اليوم مع كافة الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، تأجلت، دون توضيح الأسباب.
وأضاف إنه سيطلق مشاوراته الحكومية ابتداءا من يوم الثلاثاء 21 مارس، بمقر الحزب على الساعة التاسعة والنصف صباحا.
صباح الثلاثاء أعلن مصطفى الخلفي أن اللقاء الذي كان مبرمجا مع أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، صباحا، قد تأجل بسبب مهمة كلف بها إلياس العماري.
وكشف مصطفى الخلفي في تصريح للصحافة، عن خارطة طريق المشاورات التي سيسلكها العثماني، موضحا أنه “كان مقررا أن تنطلق بالحزب الثاني في الانتخابات التشريعية، لكن تكليف الأمين العام للأصالة والمعاصرة بمهمة جعلت رئيس الحكومة يبدأ بحزب الاستقلال”، وذلك مساء الثلاثاء.
من جهة ثانية كشف الخلفي باعتباره متحدثا باسم رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، أن العثماني سيبدأ المشاورات مع حزب الاستقلال ثم التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية على التوالي، وستستأنف المشاورات مع الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية صباح يوم الأربعاء.
وعلى عكس المشاورات التي أجراها عبد الإله بنكيران، والذي تشاور مع كل أمين عام حزب على حدة، بدا تنسيق التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري واضحا؛ وذلك بعد حضور قيادة الحزبين مجتمعة للتفاوض مع رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني.
وفور انتهاء المشاورات مع ما يمكن أن نسميه فريقا، أعلن عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، عن رغبة حزبه الدخول إلى حكومة العثماني رفقة حزب الإتحاد الدستوري، لكونهما شكلا فريقا مشتركا بمجلس النواب.
وتابع أخنوش في تصريح له عقب لقائه مع رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني رفقة محمد ساجد الأمين العام لحزب الإتحاد الدستوري في تصريح للصحافة بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية صباح الثلاثاء، كان اجتماعنا مع رئيس الحكومة المكلف جد مهم، ونحن هنأناه على الثقة المولوية التي حظي بها.
وأكد الحزبان أمام العثماني، بحسب ما صرح به رئيس حزب “الحمامة” للصحافيين عقب اللقاء، أنهما يريدان حكومة قوية ومنسجمة، وقال: “نثق في العثماني، ويجب أخذ العبرة والوقت الكافيين لتشكيل الأغلبية بما يخدم مصالح البلاد”.
وأعلن حزب الاستقلال، صباح الثلاثاء، تشبثه بالمشاركة في الحكومة، هذا تأكيد جاء عقب اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، بلجنة ثلاثية من حزب “الميزان”، تضم بوعمر تغوان ومحمد السوسي وحمدي ولد الرشيد، أعضاء اللجنة التنفيذية، وتمثل الحزب استنادا إلى قرار مجلسه الوطني الذي انعقد بتاريخ 30 دجنبر الماضي.
وأعلن محمد السوسي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في تصريح صحافي عقب لقائه برئيس الحكومة بمقر حزب العدالة والتنمية، أن قيادة الاستقلال تلقّت دعوة من العثماني، وجدّد التأكيد على موقف الحزب من المشاركة في الحكومة الذي تم اتخاذه خلال أكتوبر الماضي.
وقال السوسي: “نتمنى أن يتمكن رئيس الحكومة من إنجاز المهمة وتشكيل الحكومة”، مضيفا أن “قرار حزب الاستقلال اتخذ، وهذا القرار لا يزال هو المعبّر عنه حاليا، ونتمنى التوفيق لرئيس الحكومة”.
وتعذر على إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الحضور للقاء رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني، الذي كان يفترض فيه أن يدشن صباح الثلاثاء أولى مشاورات تشكيل الحكومة.
وانتهى اللقاء المنعقد بين سعد العثماني، وممثلي حزب الأصالة والمعاصرة، العماري والمنصوري، عصر الثلاثاء.
وفي التصريح الذي أدلى به العماري للصحافيين، ثمن هذه الدعوة، وطالب باستمرار اللقاءات والمشاورات سواء مع حزبه، أو مع بقية الأحزاب، أو حتى النقابات وغيرها من الهيئات.
وتفادى العماري سؤال الصحافيين بخصوص ما أسفرت عنه نتائج المشاورات. قبل أن يختم بالقول أن المهم هو اللقاء، وأن موقفهم الذي أعلنوه في 8 أكتوبر لازال هو هو.
ويبدو أن العثماني لم يطرح أي عرض للمشاركة على حزب البام، بحسب التصريحات المرتبكة التي أضمرت أكثر مما أعلنت.
الخلفي أكد في تصريحه الصحفي أن رئيس الحكومة الجديد تحذوه إرادة للإسراع بتشكيل الحكومة، مسجلا أن “هناك حالة من التعبئة وفقا لتوجيهات الملك لنكون عند حسن ظنه والاستجابة لتطلعات الشعب المغربي”.