لك الحمد يا رحمان حمد الموحد ** على شرعة الإسلام دين محمد
على شرعة الأخلاق والطهر والحيا ** على نعمة القرآن أفضل مورد
وصل إلهي دائما ما تزينت ** سماء بشمس أو قصور بعسجد
صلاة على خير الأنام جميعهم ** متمم حسن الخلق من به نقتدي
وبعد فإن الخلق تاج وحلة ** لباس تقى يسمو بكل موحد
وكسوة طهر للعراة دثارهم ** تزيد جمالا للذي بها مرتد
وعطر ومسك ثم ورس وعنبر ** وعنوان أهل الفضل في كل مشهد
بها سادت الأقوام قوما فإنها ** منارة مجد للذي بها يهتدي
بها رفعت رايات قوم تخلقوا ** بأخلاق قرآن وسنة أحمد
بها سمت الأجيال فاقى كواكبا ** وأضحى أناس كالقطيع المبدد
وكلنا بالأخلاق والحيا نرتقي ** فإن الحيا للمجد أفضل مصعد
كمال نفوس الناس بالخلق حاصل** ومن عدم الأخلاق بالنقص يرتدي
جمال الفتى حقا بحسن تأدب ** ومن رزق الأخلاق يحظى بسؤدد
ومن شعب الإيمان عدوا حياءنا ** فإنه أصل الشرع قول محمد
تزود من الأخلاق كي تبلغ المنى ** فما بلغ المقصود من لم يزود
حياتك بالأخلاق لا بترفه ** وليس سمو المرء بالعيش الأرغد
وصاحب أخي أهل الحياء تفاخرا **فصحبتهم تفضي إلى حسن مقصد
ومن صاحب الأخيار عاش معظما ** ولا بد يوما بالأفاضل يقتدي
ومن رافق الأشرار رافق خلقهم ** وعاش مهانا ثم يردى مع الردي
ولا خير في عبد خلاله مرة ** وما الخلق إلا زينة المتعبد
وأقربنا يوم القيامة منزلا ** فأحسننا خلقا إلى البدر أحمد
ومن حرم الأخلاق ساءت فعاله ** وذاك من الأنعام ليس بأغيد
إذا ذهبت أخلاق قوم فسلموا ** وصلوا عليهم -صاح- دون تردد
فو الله ما عيش بدون مكارم ** فإن ذهبت فالقبر أفضل مرقد