الحياء من الإيمان محمد العمراوي

 

 

لك الحمد يا رحمان حمد الموحد ** على شرعة الإسلام دين محمد

على شرعة الأخلاق والطهر والحيا ** على نعمة القرآن أفضل مورد

وصل إلهي دائما ما تزينت ** سماء بشمس أو قصور بعسجد

صلاة على خير الأنام جميعهم ** متمم حسن الخلق من به نقتدي

وبعد فإن الخلق تاج وحلة ** لباس تقى يسمو بكل موحد

وكسوة طهر للعراة دثارهم ** تزيد جمالا للذي بها مرتد

وعطر ومسك ثم ورس وعنبر ** وعنوان أهل الفضل في كل مشهد

بها سادت الأقوام قوما فإنها ** منارة مجد للذي بها يهتدي

بها رفعت رايات قوم تخلقوا ** بأخلاق قرآن وسنة أحمد

بها سمت الأجيال فاقى كواكبا ** وأضحى أناس كالقطيع المبدد

وكلنا بالأخلاق والحيا نرتقي ** فإن الحيا للمجد أفضل مصعد

كمال نفوس الناس بالخلق حاصل** ومن عدم الأخلاق بالنقص يرتدي

جمال الفتى حقا بحسن تأدب ** ومن رزق الأخلاق يحظى بسؤدد

ومن شعب الإيمان عدوا حياءنا ** فإنه أصل الشرع قول محمد

تزود من الأخلاق كي تبلغ المنى ** فما بلغ المقصود من لم يزود

حياتك بالأخلاق لا بترفه ** وليس سمو المرء بالعيش الأرغد

وصاحب أخي أهل الحياء تفاخرا **فصحبتهم تفضي إلى حسن مقصد

ومن صاحب الأخيار عاش معظما ** ولا بد يوما بالأفاضل يقتدي

ومن رافق الأشرار رافق خلقهم ** وعاش مهانا ثم يردى مع الردي

ولا خير في عبد خلاله مرة ** وما الخلق إلا زينة المتعبد

وأقربنا يوم القيامة منزلا ** فأحسننا خلقا إلى البدر أحمد

ومن حرم الأخلاق ساءت فعاله ** وذاك من الأنعام ليس بأغيد

إذا ذهبت أخلاق قوم فسلموا ** وصلوا عليهم -صاح- دون تردد

فو الله ما عيش بدون مكارم ** فإن ذهبت فالقبر أفضل مرقد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *