هل حزب العدالة والتنمية راض عن حكومة العثماني؟
لسنا الفاعلين الوحيدين في الميدان هناك أحزاب أخرى وجماعات ضغط، وهيئات اقتصادية ونقابية ودولية، وحين تشكل الحكومة تشكلها داخل سياق دولي وعالمي وإقليمي ومحلي معقد.
الجواب عن هذا السؤال سياسيا، هو أن الحزب اتبع المساطر واحترم قوانينه الداخلية من أجل تشكيل حكومة الدكتور سعد الدين العثماني، فإذا أردنا أن نجيب بهذه الطرقة، أقول لما أعفى جلالة الملك ذ بنكيران وكلف مكانة الدكتور العثماني عرض هذا الأمر على المجلس الوطني، فقرر التعامل معه بإيجابية، وكلف الأمانة العامة بمتابعة الأمر مع د. العثماني رئيس الحكومة، والأمانة العامة نفسها قررت اتباع نفس التوجه، وقررت متابع الأمر عن طريق لجينة مصغرة عن الأمانة العامة، تتكون من ثلاثة أشخاص يعرفهم الجميع، وهم ذ.الرميد وذ.يتيم وذ.الداودي.
ضمن هذه المنظومة القانونية الداخلية لحزب العدالة والتنمية الحكومة شكلت ضمن هذه القرارات، إذن بالنسبة لأعضاء المجلس الوطني فقد تم احترام القرار المتخذ.
لكن بعض القياديين في حزب المصباح، من الأمانة العامة ذاتها، طالبوا بأخذ مسافة من هذه الحكومة وأعلنوا أنها لا تمثل الإرادة الشعبية.
لا تمثل الإرادة الشعبية، هذا الأمر فيه نقاش، أما اقتراحهم أخذ مسافة فهذا رأيهم، ومن حق كل واحد من الإخوة أن يكون له رأي، ونحن تعودنا داخل حزب العدالة والتنمية أن الرأي حر والقرار ملزم، هذه قاعدة، لكن من الناحية السياسية حزب يترأس الحكومة ويأخذ منها مسافة، هذا غير موجود في السياسة.
لكن ابن كيران لم يخرج وإلى الآن بتصريح يدعم فيه هذه الحكومة؟
ليست الحقائب من تصنع الرجال، وإنما الرجال من يصنعون الحقائب.
ليس ضروريا أن يخرج بتصريح، لأن العثماني نفذ ما تم الاتفاق عليه، وعندما استقبل الملك الحكومة ونصبها، الإخوة والأخوات (12) الذين في الحكومة أول خطوة قاموا بها زاروا الأمين العام في بيته، هذا في حد ذاته مؤشر إيجابي لمن يحتاج إلى رسالة، أما أن يصدر الأمين العام بيانا فهذا ليس مطلوبا. لأن المعايير التي تم اتخاذها داخل الحزب احترمت كاملة.
بالنسبة للحقائب التي حصلتم عليها مقابل حقائب حزب التجمع الوطني للأحرار ألا تتفق مع من يقول أن الفائز الحقيقي في 7 أكتوبر هو حزب الحمامة؟
هذا الكلام ينبغي أن نتجاوزه، لأن هناك مجموعة من الناس، من حقهم أن يعبروا كيفما يشاؤون نعم، لكن طريقتهم تدعو إلى تيئيس المغاربة من العمل السياسي وكل ما يأتي من جانبه.
مع احترامنا لكافة الآراء، الآن ينبغي أن ننظر إلى الواقع الدولي من حولنا، فنحن لسنا الفاعلين الوحيدين في المجال، المغاربة يقولون (لي حسب بوحدو كيشيطلو)، نحن فاعلين أساسيين، لكننا لسنا فاعلين وحيدين، هناك أحزاب وهناك جماعات ضغط، وهناك هيئة اقتصادية، وهناك هيئات نقابية، وهناك هيئات دولية، وحين تشكل الحكومة تشكلها داخل سياق دولي وعالمي وإقليمي ومحلي معقد.
لذلك عليك أن تأخذ بآراء المراقبين من خارج المغرب، الذين يعتبرون ما جرى في المغرب، رغم بعض الانفعالات وبعض القلق، فما وقع يعتبر مكسبا للمغرب، المغرب لم يقع فيه لا رجة ولا انقلاب ولا إقصاء ولا إدخال الناس للسجون، وتشكلت الحكومة والعدالة والتنمية حصل فيها على 12 حقيبة، وهي حقائب مهمة.
وأنا أقول: ليست الحقائب من تصنع الرجال، وإنما الرجال من يصنعون الحقائب.
صرحت بعض القيادات الحزبية بأن قوس الربيع العربي قد أغلق وأن حزب المصباح سيلقى نفس مصير حزب الاتحاد الاشتراكي، فما رأيك؟
بعض الناس لهم أماني يعبرون عنها، لكن ينسون أن المغرب له خصوصية مستمرة، وجلالة الملك كان واضحا حينما استقبل العثماني وقال له: “إنني أرغب في العمل مع حزب العدالة والتنمية وبلغهم تحياتي فإنهم ناس وطنيون”، فعلى الناس أن يفهموا هذه الرسالة.
المغرب صحيح أنه يعيش وسط عالم متقلب، لكن الملك يتعامل مع هذه المعادلة ويحافظ على التوازنات ويراعي المعطيات الموجودة داخل المغرب وخارجه، لذلك فالاستثناء المغربي لازال قائما ومن يحلمون بسد الأقواس وفتحها لهم أن يحلموا..
المغرب أخذ طريقه وأعتقد أنه ستتحقق منجزات لا لصالح الحزب وحده ولكن لصالح الوطن، ولنتذكر أن أهم شيء حافظ عليه المغرب هو الاستقرار وهو لا يقدر بثمن، والأمن لا يقدر بثمن، وأنتم تعلمون أن عددا من البلدان أغلقت فيها الأقواس بشكل دموي.
هل تتوقع أن تنجح حكومة سعد الدين العثماني؟
إذا ساعدناها ستنجح، وإذا أدخلنا التيئيس إلى نفوس الناس سنفشلها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* د.عبد السلام بلاجي قيادي بحزب العدالة والتنمية.