كلمة موجزة في حق جرجي زيدان (المؤرّخ الثقة!!) عبد العزيز وصفي

في كلمة موجزة أقول في حق هذا الكذاب الأشر:
لقد أوجد التاريخ العديد من المستشرقين المنصفين الذين كتبوا في الإسلام وهم أهل للثقة على عكس هذا الشخص الماسوني البئيس( ). ومن العادة أن كل شخص يتم اتهامه بالماسونية (خاصة في مجتمعنا العربي) يحاول التملص من الاتهام إلا جرجي زيدان؛ فهو فخور بها ويدافع عنها؟!
ومن باب الذكرى في هذا الموضوع: أن المصريين واللبنانيون على الخصوص طبعوا روايات جرجي زيدان مزدانة بالصور الملونة والألوان الصارخة بقصد إغراء واستهواء الشباب وحملهم على قراءة هذه الكتب التي لا تعطيهم إلا صوراً مشوهة لتاريخ أمتهم وأخباراً ملفقة بغية التشكيك في ذلك التاريخ.
فيا حسرة لمن يشجع هذا المفتري فيطبع له ويروج فكره ويفتخر به، وينشره للأطفال والناشئة بين ظهرانينا صباح مساء.. باسم يتضمن الإغراء والحيلة الماكرة، فتنطلي على ضعاف الثقافة والبصيرة.
وبعد: أليس من غير المنطقي، ومن التنكر للأمانة النقدية والعلمية أن يُوصَف جورجي زيدان بـ (المؤرخ الثقة)، وبأنه (رائد الرواية التاريخية الإسلامية)؟!‏
بلى، وخصوصاً إذا أضفنا لكل ما سبق ذكره أن زيدان هذا لم يستطع، ومنذ تلك الفترة، إخفاء تعاطفه مع أعداء العرب المعاصرين الذين كانوا في طور التشكل، وأقصد اليهود الصهاينة الذين رفض العثمانيون بيعهم جزءاً من أرض فلسطين ليقيموا عليها ما وصفوه، في أدبياتهم، بـ (وطن اليهود القومي)، فجاء أسياد زيدان من الإنكليز، وأعطوا فلسطين كلها، بعد أن احتلوها عنوة، لأولئك اليهود الصهاينة الذين وصفهم زيدان في روايته الخيالية (الانقلاب العثماني) بـ(الأحرار)، قاصداً بهذا الوصف من كانوا يُعرفون بـ (يهود الدونمة) الذين يعترف زيدان بأنهم (ماسون).
ثم يذكر أهداف الماسونية في تركيا العثمانية، واصفاً إياها بـ (الخيرة)، وبأنها كانت تسعى إلى إنقاذ السلطنة العثمانية من الدمار، مع أن الثابت تاريخياً، وبالكثير من الوثائق، أن (يهود الدونمة) والماسونية العالمية من ورائهم، بالإضافة إلى قوى الاستعمار الغربي ومنظماته قد عملوا مجتمعين متحدين، حتى نجحوا في تقويض الدولة العثمانية، للوصول إلى فلسطين التي رفض السلطان العثماني بيعها لهم! ( ).‏
الخلاصة:
من خلال ما سبق بيانه يمكنني أن أجمع شتات هذا الموضوع في النقاط الآتية:
1- حديث “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة” حديث صحيح سندًا ومتنًا؛ لأنه رواه إمام المحدّثين البخاري في صحيحه، وهم مما اتفقت الأمة على صحة كل ما جاء فيه دون خلاف يعتد به في ذلك.
2- أبو بكرة صحابي جليل والصحابة كلهم عدول بدلالة القرآن والسنة، ولا يقدح في عدالته كونه حد في قذف، ولأنه ليس معصوما من الخطأ، وقد أجمع جمهور العلماء على قبول روايته.
3- اتفق جمهور العلماء على اشتراط الذكورة فيمن تولى ولاية المسلمين العظمى، ولم يـشذ عن ذلك إلا بعض الخوارج.
4- لا يعد إهانة للمرأة منعها من تولي الإمامة العظمى، بل هو تكريم لها؛ إذ حفظها الله مما يناقض طبيعتها من أعمال.
5- لقد ساوى الله بين الرجل والمرأة، لكنه اختص كلا منهما بما يلائمه من أعمال؛ ليؤدي رسالته كاملة في الحياة.
6- لا تناقض بين الحديث والقرآن، ولا يعني نجاح آحاد النساء في قيادة أممهن أن تلك قاعدة عامة أو حكم مضطرد.
7- لقد انقسم الفقهاء في حكم تولي المرأة القضاء، ما بين المانعين والمجوزين، ولكن يترجح الأمر في العصر الحديث للمجوزين، نظرا لاختلاف طبيعة عمل القاضي قديما وحديثا.
8- لم يثبت أن عمر -رضي الله عنه- ولى امرأة القضاء، ويكون الاستدلال به على رد الحديث باطل.
9- أن المرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى، وأكثر أحكام الشريعة الإسلامية تنطبق على الرجال والنساء سواء، وما جاء من التفريق بين الجنسين ينظر إليه المسلم على أنه من رحمة الله وعلمه بخلقه، وينظر إليه الكافر المكابر على أنه ظلم، ويركب رأسه ليزعم المساواة بين الجنسين فليخبرنا كيف يحمل الرجل جنيناً ويرضعه ويركب رأسه وهو يرى ضعف المرأة وما ينزل عليها من الدم حال الدورة الشهرية، وهكذا يظل راكباً رأسه حتى يتحطم على صخرة الواقع، ويظلّ المسلم مطمئناً بالإيمان مستسلماً لأمر الله (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)){الملك: 14}.
10- أن جرجي زيدان افترى افتراء عظيماً على التاريخ الإسلامي، وشوّه صورته الناصعة، وقدّم للشباب والناشئة الأنموذج القبيح عن تراثنا الإسلامي الأصيل.
هذا ما ظهر لنا بإيجاز…
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. واجعلنا اللهم هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين.. آمين.
والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *