تعرف الساحة الإعلامية والصحافية المغربية تزايدا لعدد من المنابر التي تحترف التحريض والتشهير أو التهجم على الثوابت والقيم، بعيدا عن كل معايير المهنية والاحترافية وروح المسؤولية، لدرجة أصبحت مادة دسمة لعقد الندوات والتغطيات الدولية، لمناقشة أسباب الظاهرة وآثارها، والحلول الناجعة لمحاصرتها.
فتم تنظيم ندوتين دوليتين في غضون شهرين ونصف فقط، الأولى بنادي المحامين أواخر يناير من هذه السنة، نظمتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بتعاون مع مجموعة من الصحافيين ومناضلي حقوق الإنسان ورجال القانون، وخبراء من المغرب والخارج، ندوة دولية بعنوان: “الصحافة بين الإخبار والتشهير”، والثانية مطلع أبريل نظمتها مؤسسة “دويتشه فيله” و”هسبريس” الالكترونية، بعنوان: “الأخبار الكاذبة وتأثيرها على الرأي العام والإعلام”، بالقاعة الكبرى لفندق حسان، بمشاركة مصطفى الخلفي وزير الاتصال السابق، بيتر ليمبورغ المدير العام لمؤسسةDW، أنطوان عون مدير قسم البرامج العربية بقناة العربية، رشيد جنكاري مستشار دولي في الإعلام الجديد. ما يدل على أهمية وخطورة وتفاقم هذه الظاهرة في المغرب.
المثير في هذا الموضوع هو أن من يمارس التحريض ليل نهار، سواء ضد الأفراد أو المؤسسات أو الجمعيات أو الأحزاب، ما أن يقوم منبر برد فعل اتجاه هذا السلوكات التي لا تمت لمهنة المصاعب بصلة، حتى ينتفض ليعرب، في سكيزوفرينيا غريبة وعجيبة، عن غضبه وعدم رضاه لما يسميه بـ”إعلام التحريض والتضليل”.
وكم عانى -ولازال- كثير من الفاعلين من هذا النوع من الإعلام ذي الجرعات الأيديولوجية الموغلة في التطرف، والمهام الوظيفية المكشوفة.
لهذا السبب اخترنا تسليط الضوء على الموضوع، من خلال تخصيص ملف، يتناوله من جوانب وزوايا متعددة.