التحريض على التحرش بالمنتقبات «الأحداث» نموذجا

لا أحتاج إلى مقدمات لأذكر بموقف هيئة تحرير يومية “الأحداث” ومسيريها من فريضة الحجاب أو النقاب، فمنذ بروزها على الساحة الإعلامية لم يأل هذا المنبر جهدا في محاربة هذه الشعيرة.
وفي هذا الصدد نشرت اليومية تقريرا عنونته بـ«عاملات جنس يستبدلن مظهرهن وملابسهم المثيرة بالنقاب»!! حرضت من خلاله على المنتقبات وعرضتهن للخطر.
فالرمزية الكبيرة للنقاب؛ والاحترام الذي تحظى به جل المنتقبات؛ لم تجد «الأحداث» طريقة لتنفس به عن غيظها، سوى أكثر الطرق خسة وحقارة؛ وذلك بتحريض المنحرفين بطريقة مباشرة وغير مباشرة للتجرؤ على المنتقبات، وبأن كل ممنوع عن الرجال مرغوب فيه، وأن وراء النقاب توجد امرأة أخرى غير التي تخطر لك على البال.
ومما صدِّر به التقرير: «قد يتجنب البعض النظر لامرأة منقبة، نظرا لما يمثله النقاب من التزام (ديني) عند البعض، لكن الاقتراب من بعضهن والغوص في أسرارهن يشير إلى أن السواد الذي يغطيهن من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن، يتحول إلى إثارة ووسيلة مثيرة تجذب إليها الزبون.. زبون يطبق مقولة «كل ما هو ممنوع مرغوب فيه»، هي حكاية فتيات ونساء ارتدين النقاب للتمويه عن ممارستهن لأقدم مهنة في التاريخ».
فالهدف الأساسي للتقرير الذي أعد من وحي الخيال كما تم توضيحه في مقال سابق، والرسالة التي يراد إيصالها هي أن المنتقبات لسن عفيفات ولا طاهرات كما يُدّعى، وأن منهن أيضا منحرفات ومن يحترفن الدعارة، وما على الرجال سوى الاقتراب منهن ليكتشفوا ذلك بأنفسهم.
وتجدر الإشارة ها هنا، أن المرأة المنتقبة امرأة كغيرها من النساء، تختلف طباعها وأخلاقها ودرجات تدينها، ولا يعني لباسها إطلاقا أنها طاهرة، لكنها بفعل التطرف اللاديني، الذي يخوض أهله حربا “إيديولوجية مقدسة” ضد كل مظاهر التدين، تعيش المنتقبة في غربة، وتفرض عليها العزلة في شتى مناحي الحياة، ولا حظ لها إطلاقا في «حقوق المرأة» و«المساواة»…، وتكون المرأة المنتقبة محظوظة وسعيدة إن تم تجاهلها ولم يتعرض لها بحملات تشويه متتالية ومقصودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *