أسال قطع العلاقات مع قطر وحصارها من طرف دول خليجية شقيقة، مدادا كثيرا، وتباينت المواقف حول الأزمة القطرية من رافض لقطع العلاقات بشكل عادي ورافض باستماتة ومن محايد واقف موقف المتفرج أو الوسيط، ومؤيد للخطوة ومبارك لها حد اعتبارها واجبا شرعيا ووطنيا.
المؤيدون لقطع العلاقات يربطون تلك الإجراءات، بارتباط السياسة الخارجية لدولة قطر بدعم التنظيمات الإرهابية ونشر الأفكار المتطرفة وإشاعة الفوضى والقلاقل؛ مما أدى إلى تمزيق دول عديدة وتخريب بنيتها التحتية وتشريد مواطنيها؛ وأيضا بتدخلات قطر في السياسة الخارجية لبلدان عربية آل بها ذلك إلى الدمار بعد أن كانت مضرب المثل في التقدم والتحضر، عن طريق ما سمي بالربيع العربي!
أما المعارضون لقطع العلاقات فيرون أن قطر مظلومة ومستهدفة لكونها ناصرة للشعوب الضعيفة وداعمة للديمقراطية والتحرر؛ وأن كثيرا مما يحاك ضدها هو نتاج لغيظ متولد بفعل النجاحات التنموية الكبرى التي شهدتها على مستويات عدة، منها التعليم والصحة والاستثمار الناجح.
ويرى آخرون من المؤيدين -طبعا- أن قطر أتقنت اللعبة بشرف، فحركت بالمال مياه السياسة؛ من أجل مقارعة الكبار، دعما لقضايا الأمة.
في هذا الملف سنحاول تسليط الضوء على جذور الأزمة، وكيف تطورت. سنتحدث عن تداعياتها وما ترتب عليها، وعن دور الإدارة الأمريكية، في تأجيج هذه الفتنة، واستعمالها لدول الخليج، من أجل تمرير سياساتها في المنطقة، سنسلط الضوء أيضا على الاقتصاد القطري، لنرى هل سيصمد أمام أي حصار خانق طويل الأمد، قد تلجأ إليه دول الطوق؟