عنوان الملف: الفرانكفونية.. الاحتلال الفرنسي المستمر

لماذا اخترنا الملف؟

قضية الانفتاح على اللغات والثقافات والحضارات، قضية مهمة وجوهرية في أي عملية دعوية أو تعليمية أو تواصلية أو تغييرية أو نهضوية أو تنموية، بل قد يصل تعلم اللغات في ديننا حد الفريضة الواجبة، ومن الأقوال المأثورة -والتي لا يصح رفعها لنبينا صلى الله عليه وسلم- في ذلك: “من تعلم لغة قوم أمن مكرهم”.
وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من أصحابه من يعرف الفارسية والرومية والحبشية ويكفيه هم الترجمة منها وإليها، ولما لم يكن عنده من يعرف لغة اليهود أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم لغة اليهود.
لكن حين تتجاوز لغة ما حدودها؛ وتتخطى مجرد كونها لغة؛ لتصبح ثقافة ونمط حياة وأداة للإذلال والتغريب، وتتحكم فينا عوض أن نتحكم فيها، وتسيطر علينا بدل أن نسيطر عليها، وتستخدمنا وتستعملنا عوض أن نسخرها ونطوعها، فإن الأمر لا يبقى في إطاره الصحيح، وضمن حدوده المرسومة.
الفرانكفونية حركة أو قل هي إيديولوجية تتستر وراء اللغة الفرنسية، لتحقيق مصالح وأهداف استعمارية وتوسعية ثقافية واقتصادية، بغرض الإلحاق والسيطرة والتحكم بالمستعمرات الفرنسية السابقة، وإبقائها تحت العباءة الفرنسية تابعة مستعبدة، ويسعى دهاقنتها ورجالها، للتمكين للفرنسية في غير موطنها، ومحاربة أي لغة أخرى منافسة لها، ولو كانت لغة البلد الأم.
في المغرب لا نزال نعاني من التواجد الفرنسي في مفاصل وأركان وزوايا الدولة المغربية؛ بل في المؤسسات غير الرسمية والشركات الخاصة ؛والشوارع والمقاهي والأسواق، وفي الوقت الذي قطعت فيه بلدان أشواطا في تعريب تعليمها، لا نزال نعاني ونراوح مكاننا بالنسبة لتعريب الإدارة، وهو أسهل ما يكون، مقارنة بتعريب التعليم، وما يسمى بتعريب المحيط.
المغرب أيضا هو الوحيد الذي يتحدث عن ازدواجية اللغة، في زمن الانفتاح وتعدد اللغات والثقافات، فلماذا لا نفسح المجال للغات الأخرى بمختلف مشاربها على قدم المساواة؟ بعد أن نعطي للغتنا العربية مكانتها التي تستحقها، البعض يتحدث عن لوبيات فرنسية؛ عن أيتام وأحفاد وخلفاء ليوطي لا يزالون يفرخون ويبنون أعشاشهم.
عن الفرانكفونية ومحاربة اللغة العربية سنحدثكم في هذا الملف، من خلال مقالات رأي ومقالات تحليلية واستطلاع للرأي مع عدد من المهتمين، في مقاربة شمولية.
وفي 20 مارس من كل سنة تحتفل المنظمة الفرانكفونية بيومها العالمي؛ وتنويرا للرأي العام خصصنا ملف العدد لهذا الموضوع الهام؛ وأجرينا العديد من اللقاءات استقينا من خلالها آراء عدد من المهتمين والمتتبعين والمتأثرين بموضوع الفرانكفونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *