المؤامرة على المسجد الأقصى وخطة بناء الهيكل مكانه

1- منظمات إرهابية تهدف إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل
منذ أمد بعيد يخطط اليهود ويتداعون لإقامة ما يسمونه الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، وهذا الأمر يمتد إلى ما قبل سيطرتهم على أرض فلسطين المباركة، ولعل أبرز ما يبين ذلك تأسيس الحركة الماسونية العالمية.
تأسست الحركة الماسونية ولا يعرف على التحديد وقت تأسيسها، وهي كما عرفها المستشرق الهولندي دوزي جمهور كبير من مذاهب مختلفة يعملون لغاية واحدة هي إعادة الهيكل الذي هو رمز دولة إسرائيل.
وكلمة ماسونية مأخوذة من الكلمة الإنجليزية freemason ومعناها: البناؤون الأحرار .
تقول دائرة المعارف الماسونية الصادرة في فيلادلفيا (1906م): “يجب أن يكون كل محفل رمزاً لهيكل اليهود، وهو بالفعل كذلك”.
ولما أقام اليهود دولتهم على أرض فلسطين عملوا على تنفيذ تلك المخططات، فقد أنشأ اليهود في فلسطين عدداً من المنظمات المعنية ببناء الهيكل على أنقاض الأقصى منها.
1- حركة الاستيلاء على الأقصى، وتأسست عام 1968م على يد موشي ليفنجر.
2- منظمة يشيفات أتريت كوهانين (ومعناه: التاج الكهنوتي) ولديها مخططات هندسية كاملة لما تسميه الهيكل الثالث.
3- جماعة جوش ايموفيم (ومعناها كتلة الإيمان) وأسسها موشي ليفنجر أيضاً عام (1973م).
4- جماعة أمناء الهيكل، وتقوم بأداء الصلوات بجوار المسجد الأقصى بانتظار أن تصلي في الهيكل بعد حين.
5- مؤسسة الهيكل المقدس، وأسسها ستانلي جولدفوت.
6- جمعية صندوق جبل الهيكل، وأسست عام 1983م وأسسها الثري المسيحي تيري أونهوفر.
سوى ذلك من المنظمات اليهودية والمسيحية البروتستانتية.
كما أنشأت الحكومة الإسرائيلية خمس مدارس دينية تعلم الطلاب عن الهيكل وطقوسه وتاريخه.
ـ وانعقد في القدس المؤتمر السنوي السابع لرابطة (إعادة بناء الهيكل) بمباركة ومشاركة حكومية، والرابطة تضم عشر منظمات كبرى اشتركت في تنظيم المؤتمر الذي عقد في (17/9/1998م) وضم آلافاً من اليهود المتدينين من منظمات أخرى يجمعهم قاطبة أنهم أعضاء في منظمات يهوديـة سريـة وعلنية تدعو جهاراً إلى التعجيل بهدم الأقصى وبناء الهيكل.
وتقدر الأوساط الصهيونية عدد من حضروا المؤتمر بسبعة آلاف يهودي.
وكان الهدف من المؤتمر -الذي شاركت فيه شخصيات حكومية- تقسيم المهام من أجل الهدف الذي جعلوه عنواناً للرابطة وهو: (إعادة بناء الهيكل)، وقد ألقى نائب وزير المعارف (الإسرائيلي) (موشي بيلد) كلمة أشاد فيها بالحضور، وخاطب المؤتمرين قائلاً: (أدعوكم إلى مواصلة نشر قيم الهيكل وقيم التراث والثقافة اليهودية بين شباب (إسرائيل) في كافة مراحل التعليم). وأردف قائلاً: (إن الهيكل هو قلب الشعب اليهودي وروحه).
ثم قام زعيم منظمة (قائم وحي) ليتحدث عن المشاركين فقال: (إننا نرى دعماً رسمياً، ونأمل بأن يسهم في إعطاء انطلاقة جديدة لقضية إعادة المعبد اليهودي في القدس).
-2 الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى:
تعرض المسجد الأقصى لاعتداءات آثمة متكررة، وقد قامت الجماعات اليهودية والجيش الصهيوني منذ عام 1967م -الذي احتل اليهود فيه القدس- وحتى العام 1990م بأكثر من أربعين عملاً عدائياً ضد المسجد الأقصـى، وقد يُظـن أن مـا يسـمى بـ(عمليات السلام) بعد هذا التاريخ قد خففت من حدة المشاعر اليهودية العدائية تجاه جيرانهم العرب (المسالمين)، ولكن الحقيقة أن هذا الوهم تكذبه الوقائع؛ فمنذ أن أُبرمـت اتفاقيـات مدريد وأوسلو، وأعمال الاعتداء تزداد وتيرتها؛ حتى بلغت قريباً من مئة محاولة، منها 72 محاولة منذ توقيع اتفاق أوسلو وحتى منتصف عام 1998م.
ومن هذه الاعتداءات نذكر:
• الاستيلاء عليه وتدنيس حرمته عام 1967م وقد قال دايان وزير الدفاع حينذاك: اليوم فتحت الطريق إلى بابل ويثرب .
وقال وزير الأديان يوم ذاك الدكتور زيرخ فارهافتك : (أنا لا أناقش أحداً في أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل، ولكن الأوان لم يحن بعد، وعندما يحين الموعد لابد من حدوث زلزال يهدم الأقصى ونبني الهيكل على أنقاضه). وما الحفريات التي تجري في أساسات المسجد الأقصى وتحته إلا توطئة للزلزال الذي يحلم به اليهود.
• وفي (30/1/1967م) أقرت إحدى المحاكم الصهيونية بحق اليهود في الصلاة بساحات الأقصى في أي وقت يشاءون من النهار.
• وفي (31/غشت/1967م) استولى الجيش الصهيوني على مفتاح باب المغاربة لتيسير الدخول إلى حائط المبكى.
• وفي (15/غشت/1967م) دخل الحاخام الأكبر شلومو غودين بالزي العسكري ساحة المسجد الأقصى برفقة عشرين من ضباط الجيش الصهيوني وأخذ المقاسات لساحة المسجد، وأعلن تحديد مكان الهيكل، وأنشأ ما سمى بـ(حركة إسرائيل الكبرى).
• تم حرق المسجد الأقصى في (21/غشت/1969م) على يد الأسترالي دينيس مايكل، وقد أفرج عنه فيما بعد بحجة أنه مجنون!!
• بدأ شق الأنفاق تحت المسجد الأقصى من جهته الجنوبية والغربية وذلك عام (1970م).
• وصلت الأنفاق إلى ما تحت مسجد النساء داخل المسجد الأقصى عام (1977م).
• تم البدء في بناء معبد يهودي مصغر تحت المسجد الأقصى في عام (1979م)، وقد افتتحه رئيس وزراء إسرائيل عام(1986م)، كما تم عام (1979م) إنشاء نفق واسع طويل يمر تحت المسجد من شرقه إلى غربه.
• وفي (2/3/1982م) قام 15 متعصباً من جماعة أمناء جبل الهيكل باقتحام أحد الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى (باب السلسلة)، واعتدوا على الحراس واشتبكوا معهم.
• وفي (11/أبريل/1982م) اقتحم الجندي الصهيوني الآن جودمان المسجد الأقصى وأطلق النار على أحد حراس المسجد الأقصى بمساعدة جنود صهاينة تمركزوا خارج المسجد، وقد أصيب في هذا الحادث ما يقرب من مائة مسلم.
• وفي (27/أبريل/1982م) قام الحاخام كاهانا ومعه مائة متطرف يهودي بمحاولة لاقتحام المسجد الأقصى، وحملوا صورة ضخمة تجعل الهيكل مكان الأقصى.
• وفي (1/أغسطس/1984م) اكتشف حراس الأقصى عدداً من الإرهابيين اليهود يعدون لعملية نسف المسجد الأقصى. يقول الشيخ العلمي مفتي القدس “لولا عناية الله لما بقي حجر على حجر من المبنى الشريف”.
• وقد سمحت الحكومة الصهيونية خلال عامي 1995-1996م لمؤسستين إسرائيليتين وهما: (شركة الآثار الإسرائيلية) و(شركة تطوير القدس) بإجراء المزيد من الحفريات. وتكمن خطورة هذه الحفريات في أنها تهدد أساسات المسجد الأقصى في المرحلة الحالية، وتسهل أو تكمل مشروع بناء الهيكل في المراحل التالية. وكانت قصة الافتتاح الرسمي لنفق (الحشمو نائيم) في (سبتمبر عام 1996م)، بمثابة لفت نظر لتبني الدولة اليهودية لمثل هذه المشروعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *