علياء زحل: العريضة لا تستحق كل هذا الضجيج وأصحابها جهال لا يمثلون 0.1%.
في تصريح لجريدة السبيل، حول عريضة المطالبة بتغيير نظام الإرث، قالت الدكتورة علياء زحل، وعضو خلية المرأة والأسرة بالمجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات عين الشق بالدار البيضاء:
أنا من رأيي أن هذه العريضة لا تستحق كل هذا الضجيج، وقد رد عليها كثير من العلماء وبينوا أنها تافهة، ودليل على جهل أصحابها بنظام الإرث الاسلامي، والموقعون عليها بضعة أشخاص لا يمثلون حتى 0.1% من المغاربة فعلينا فقط أن نتجاهلهم، ويمكن الرد عليهم بمقالات تعرف الناس بمقاصد الإرث وقطعية نصوصه وكفى… فرب ضارة نافعة كما يقال.. وهي فرصة لتوعية وتفقيه الناس في علم الفرائض.
وأضافت الدكتورة الباحثة في العلوم الشرعية، قائلة: اهتمامنا بهذه العريضة، سيعطيها أكبر من حجمها الحقيقي، ويعطيها فرصة ليتحدث عنها الإعلام من جديد… المغاربة عامتهم يقدرون الشريعة وأحكامها في الإرث ولن يقبلوا أي تعديل لا يوافق عليه العلماء.
مونية الطراز: العريضة نتاج فاسد لمقدمات فاسدة، والتوقيعات عمل شعبوي وليس علمي
الدكتورة مونية الطراز الباحثة بمركز الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، باحثة في الدراسات القرآنية وقضايا المرأة والأسرة والقيم، إحدى المشتغلات في مجال المرأة والأسرة، لمدة جاوزت 15 سنة، قالت في تصريح لجريدة السبيل”، تعليقا على عريضة المطالبة بإلغاء التعصيب، بالقول:
هذه العريضة نتاج فاسد لمقدمات فاسدة، والتوقيعات عمل شعبوي وليس علمي، وأنا باحثة لا أفهم في السياسة، ولم أكن يوما مناضلة حقوقية ولا أفهم في الطاكتيك الحقوقي، مسألة الإرث تحتاج إلى مدخل بحثي وليس إلى مدخل حقوقي.
وأضافت: تهييج المشاعر ليس في صالحنا فنحن نعيش في وطن واحد.
وعن رأييها في المطالبة بإلغاء التعصيب، قالت: رأيي الذي يمكن أن أدلي به الآن أن مثل هذه القضايا، لا يمكن أن تناقش وسط العواصف فلن نسمع بعضنا، علينا انتظار هدوء العاصفة لتتضح الرؤية، ولو تطلب الأمر سنوات، فليس علي أن أنخرط من أجل الانخراط فقط.
واستعداء الأطراف لبعضها، يعيق التواصل ويعرقل التصحيح، وأنا لا يمكن أن أصطف في جانب علماني إلحادي، لأني أعلم أن هناك أيادي أكبر بكثير من مطلب حقوقي أو إصلاحي. كما أني لا يمكنني أن أصطف في الجهة المقابلة حتى لو تعلق الأمر بقضية الإرث، لأن قضية الإرث تستعمل لقمع كل تفكير، بدعوى شرع الله، الذي يستعمل كذريعة يصد كل قول في الأمر، دون التفريق بين ما هو نص وما هو اجتهاد، وما هو قطعي لا يقبل النظر، وما هو قطعي يقبل توقيف الحكم به مؤقتا، وهذه المسائل نناقشها أصوليا وليس شعبويا.
الريسوني: الفرائض لا تلغى بالعرائض
في مقال له نشر بهوية بريس، قال الدكتور أحمد الريسوني: سُمي علم المواريث باسم “علم الفرائض”، ثم تساءل: فهل الفرائض تُلغى أو تُغَير بالعرائض؟
وجاء في مقاله، أن:العريضة المطالبة بإلغاء الإرث بالتعصيب، إنما تطالب بإسقاط ما فرضه الله وأكده بأبلغ العبارات والتنبيهات؛ من ذلك أنه تعالى بعد ذكر أحكام الإرث قال: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:11]، تماما كما قال سبحانه عن الزكاة {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60].
وأضاف رئيس مركز المقاصد للدراسات والبحوث: وجود عريضة بتوقيع مائة شخص (100)، من أصل 35 مليون مغربي، هي عبارة عن لا شيء، ولك أن تقول: هي عبارة عن مائة لا شيء. وحتى لو قيل: إنهم مائة من “المثقفين”، فالمثقفون في المغرب يزيدون عن عشرة ملايين. وأنا أستطيع أن أجمع مئات التوقيعات في ساعة واحدة، ومن أشخاص مثقفين أكثرَ وزنا في المجتمع وأصدقَ تعبيرا عن إرادته.
وختم الدكتور الريسوني بالقول: يجب على العقلاء والراشدين، بدَلَ مسايرة الأساليب الغوغائية والردِّ عليها بمثلها، أن يَجُـرُّوا أصحابها إلى ميادين العلم والمعرفة والفكر والبحث والحجة والبرهان. فهذا الذي يفحمهم ويلجمهم. فقبل أسابيع كانوا قد أطلقوا حملة تحريفية تضليلية ضد قوله تعالى {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ االأُُنْثَيَيْنِ} [النساء:11]، فلما ووجهوا بالدلالات القاطعة، والردود الدامغة، انتقلوا إلى السنة النبوية وإلى التعصيب في الإرث.. ظنا منهم أن هذا الحائط أقصر ومسلكه أيسر.
مصطفى بنحمزة: قالوا أن أصحاب العريضة مجموعة وازنة، فكم تزن هذه المجموعة يا ترى؟ وهل المواضيع الشرعية يحسم فيها بالمجموعة الوازنة وغير الوازنة؟
قال الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة، في ندوة بعنوان: “تطبيق مدونة الأسرة المشاكل والحلول”، معلقا على العريضة قائلا إن الموقعين على عريضة إلغاء نظام الإرث عن طريق التعصيب من قانون المواريث في البلاد؛ لا يعرفون شيئا عن التعصيب.
وأكد مدير معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية، أن “من وقعوا على هذه العريضة يشهدون على أنفسهم أنهم لا يعرفون شيئا من الشريعة أصلا، وأنهم لا يعرفون التعصيب”. موضحا أن التعصيب ثلاثة أنواع..
وشرح رئيس المجلس العلمي بوجدة، التعصيب مع الغير بأنه تعصيب تستفيد منه المرأة فقط، “أي أن المرأة هي التي تكون عاصبة، فمثلا إذا كانت بنت واحدة ومعها ابنة الإبن فستأخذ البنت النصف وابنة البنت تأخذ الباقي تكملة للسدسين، متسائلا هل يريدون حرمان ابنة الابن أو ماذا؟”.
ونصح بنحمزة الشخصيات التي وقعت على العريضة بالابتعاد على هذه الأشياء “لأنه سيُدخل المغرب في متاهات كبيرة، لأن المسائل الشرعية ليست بالعرائض فهي ليست سياسية، وعيب أن يُوقع الشخص على شيء ليس على دراية به”.
وقال إن هاته الشخصيات التي قيل عنها إنها وازنة ليست بوازنة، والآن أصبح أي سياسي يعمل مجموعات ويهاجم الشريعة الإسلامية في شيء لا يعرفه.