الإدمان والانتحار.. القمار والخمر والمخدرات والألعاب الإلكترونية تدفع بالإنسان لوضع حد لحياته! أحمد السالمي

تتشعب ظواهر كثيرة وتتفرق، لكننا نجدها مجتمعة كمسببات لظاهرة أصبح العالم يشهدها بكثرة ألا وهي ظاهرة “الانتحار”، فما يقارب مليون شخص يضعون حدا لحياتهم بطريقة مأساوية في العالم سنويا، وهو رقم مخيف لا نجده مسجلا حتى في الحروب الدائرة رحالها في عالمنا المعاصر مجتمعة، وسنحاول ذكر بعض الأسباب التي تجعل الإنسان ينغمس في عوالم حقيقية، وأخرى افتراضية وهمية بحثا عن المجد تارة وعن التسلية الواهية تارة أخرى، فيحصل له التبدد ثم الضياع والارتماء في أحضان الموت.

القمار

ومن بين الأسباب التي تدفع على الإقدام على الانتحار، إدمان لعب القمار حيث نجد حسب أبحاث قامت بها GambleAware بلندن، أن المقامرين الذين يعانون من مشاكل المقامرة كانوا أكثر عرضة ستة أضعاف لأفكار انتحارية أو محاولة الانتحار، ويمكن أن يكونوا أكثر عرضة 15 مرة للقيام بذلك، كما بينت الدراسة أن القابلية عند المقامرين للانتحار على الرغم من تخلصهم من عوامل أخرى قد تكون سببا في الانتحار كالاكتئاب وتعاطي المخدرات والمشاكل المالية.

الخمر والمخدرات

تشير بعض البحوث الأمريكية إلى أن هناك ارتباطا بين الانتحار والإدمان، وأن العلاقة بينهما وثيقة للغاية.

حيث أن أكثر من 90٪ من الأشخاص الذين يقعون ضحية الانتحار يعانون من الاكتئاب أو اضطراب تعاطي المخدرات أو كليهما.

فالاكتئاب يتحد مع تعاطي المخدرات ليشكلوا حلقة مفرغة تؤدي في كثير من الأحيان إلى الانتحار.

فكثير من الذين يعانون من هذا الاكتئاب الحاد (نتيجة للاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب، والوسواس القهري، وغيرها من الحالات) يلجؤون في كثير من الأحيان إلى المخدرات والكحول والقمار وغيرها من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر لتخدير آلامهم وتخفيف مشاعرهم السلبية.

وترفع هذه السلوكيات بشكل كبير من احتمالية الأفكار الانتحارية (التفكير الانتحاري) لينتهي بهم المطاف بنهاية تراجيدية مؤلمة لهم ولمن حولهم.

ألعاب الالكترونية

في الآونة الأخيرة تسببت الألعاب الإلكترونية في قتل عدد مقلق من الأطفال، على أساس التحديات التي أصبحت شائعة كألعاب على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، حيث تمنح هذه التحديات والألعاب الأطفال إحساسا بالإثارة دون إدراك للعواقب الوخيمة، التي تنتهي بقتل الطفل لنفسه دون وعي ولا إدراك لذلك، ومن هذه الألعاب نذكر “فري فاير”، “الحوت الأزرق”، “تحدي القرفة”، “لعبة الاختناق”، “لعبة مريم”، و”تحدي المد والجزر”.. وغير ذلك من الألعاب الخطيرة، التي تحتوي على مخاطر تستدعي تدخل الجهات المختصة في كل بلد لمنع تداولها، ووقوع أطفالنا في شباكها المميتة.

كما يجب على الآباء المحافظة على علاقة قوية، وتواصل متين مع أطفالهم حتى تكون عندهم القابلية للبوح بكل ما يتعرضون له عبر الإنترنت، حيث يؤكد علماء النفس والتربية أن العلاقات القوية والمتينة خاصة بين الآباء وأطفالهم، تساعد في الحماية من الانتحار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *