قال الشيخ عبد الله كنون رحمه الله تعالى:

 

(نحن اليوم لا نستطيع أن نقدر الدور الذي كان يقوم به الفقيه في المجتمع الإسلامي الذي يخضع لأحكام الشرع في جميع الشؤون؛ لبعدنا عن الحياة الدينية الصحيحة؛ ولكن يكفي لتصوره في الجملة أن نتذكر ما كان للناس من تشبث عظيم بتعاليم الدين؛ وحرص شديد على عدم مخالفتهما في الصغير والكبير من أعمالهم فهم يلجؤون دائما إلى العلماء يستفتونهم؛ وإذا اختلفوا فإنهم يعتمدون من ثبت لديهم ورعه ونزاهته وعدم مجاراة الحكام في أهوائهم؛ إنه لم يكن هناك إفتاء رسمي ولا خطة حكومية له؛ فالدولة نفسها تستفتي العلماء وكثيرا ما يعارضون أغراضها ولا يوافقون عليها، وذلك هو الذي يرفع مقامهم عند العامة ويجعلهم بمثابة الزعماء السياسيين الذين ينتقدون الحكومة في أنظمة الحكم العصرية؛ ويعارضون سياستها وربما أسقطوها، فمن هذا نعرف مهمة المفتي وخطورتها بالنسبة للفرد والجماعة في الوطن الإسلامي).

(ذكريات مشاهير علماء المغرب في العلم والأدب والسياسة 1/199-200؛ للعلامة عبد الله كنون).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *