الذهاب إلى السحرة والعرافين والمشعوذين لفك المس والصرع

..يتلو الساحر بعض العزائم الكفرية التي تحتوي على طلاسم فيها تقرب وعبادة للأرواح الشيطانية الخبيثة لرفع المعاناة والبلاء، وبوصف أنواه من البخور (كالجاوي والفاسوخ والشبة والحرمل والداد..) التي تطرد الأرواح الخبيثة حسب زعمهم، وتعليق الأحجبة التي تشتمل على العزائم والطلاسم الكفريَّة، وغيرها من الوسائل الشيطانية التي يلبسون بها على الناس الجهلة.

إن أعظم ما بعث الله به رسله وأنبيائه هو تعليق العباد برب العباد إيماناً ومحبةً وإخلاصاً وخوفاً ورجاءً وتوكلاً وإنابةً في كل الحالات رخاءً وشدة في السراء والضراء.
ولقد بذل الرسل عليهم الصلاة والسلام أوقاتهم وجهدهم وأنفسهم من أجل هذا الأمر خاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي المقابل فإن رسولنا حذّر من كل سبب يقطع هذه العلاقة أو يضعفها، ومن أعظم هذه القواطع الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين لفك المس أو السحر أو العين أو غير ذلك، فعند مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”، تأمل أيها القارئ الكريم هذا الوعيد الشديد، هذه الصلاة التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادة، وهي سبب النجاة يوم القيامة؛ لا يتقبلها الله هذه المدة الطويلة (40 ليلة).
يالله لو مات في خلال هذه الفترة كيف يلقى الله؟
ولو عاش فإن (200) صلاة فريضة لم تقبل منه، أي خسارة، وأي حرمان أشد من هذا الحرمان، بل ظاهر الحديث قد يشمل النوافل؛ لأن (صلاة) نكرة فتعم، هذا الوعيد الشديد فيمن ذهب لمجرد السؤال، أما إذا ذهب وهو مصدق له فإن الجرم أعظم، والذنب أكبر.
فعند الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “من أتى ساحراً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم” (قال محققو المسند إسناده صحيح على شرط مسلم 15/331) .

السحرة وفك المس
يلجأ السحرة في علاج الصرع بالإيعاز للمريض بالذبح لغير الله، وذلك بذبح حيوان أسود وغالبا ما يكون من الضأن أو الغنم ونحوه، دون أن يذكر اسم الله عليه، ومن ثم يتلو الساحر بعض العزائم الكفرية التي تحتوي على طلاسم فيها تقرب وعبادة للأرواح الشيطانية الخبيثة لرفع المعاناة والبلاء، وبوصف أنواه من البخور (كالجاوي والفاسوخ والشبة والحرمل والداد..) زعما منهم أنها تطرد الأرواح الخبيثة، ويطلبون منهم تعليق الأحجبة التي تشتمل على العزائم والطلاسم الكفريَّة، وغيرها من الوسائل الشيطانية التي يلبسون بها على الناس الجهلة، وقد تكون هذه الأحجبة ليس فيها إلا كلمات من القرآن لكن يكتبها السحرة الكفرة الفجرة بدم الحيض أو البول مع الزعفران أو الغائط.
إن المتصرف في هذا الكون والذي يملك الأمر والنهي هو الحق سبحانه وتعالى، وادعاء مثل تلك الأفعال ناقض من نواقض الإيمان والتوحيد الذي هو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم.
فهذا الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه، خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال تعالى: “وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا” (آل عمران).
فإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله، فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره سبحانه وتعالى وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة.
قال تعالى: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (يونس).
وكافة تلك العهود التي يدعيها الحرة كـ (العهود السليمانية السبعة) تزخر بالكفر والشرك، وفيها لجوء واستغاثة بغير الله سبحانه، وتحتوي على كثير من الطلاسم والعزائم التي لا يفقه معناها، وكذلك تحتوي على رسوم للنجوم والمربعات والأحرف وأسماء الجن ونحو ذلك من كفر وشرك صريح.
إن الإسلام يسمو بتعاليمه عن كافة تلك الممارسات والأفعال الشيطانية الخبيثة، والإسلام شرَّع الشرائع في كافة نواحي ومجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونحو ذلك، وكل ذلك لتحقيق سعادة البشرية في الدارين الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *