لقد أضحت مشكلة الصحراء المغربية ونزاعها المفتعل مقياسا وميزانا لمعرفة أعداء المملكة المغربية من أصدقائها، حيث اصطف العقلاء والمنصفون إلى جانب المغرب، وتكالب الأدعياءوالمغرضون ضدقراراته في هذا الشأن التي شهد بنضجها وواقعيتها الأعداء قبل الأصدقاء.
ولعل من أكبر أولئك الأدعياء: دولة إيران، التي لا تتردد في التهجم على المغرب، والطعن في ثوابته ومقدساته، منذ زمن بعيد، ومن ورائها عملاؤها داخل المغرب.
ولنرجع أيها القراء الكرام قليلا إلى الوراء، قبيل سنة 2009، تاريخ قطع العلاقات بين البلدين، بعدما عبر المغرب كباقي الدول العربية والإسلامية عن موقفه من التدخل الإيراني السافر في مملكة البحرين، لتختار إيران المغرب وحده من بين تلك الدول وتنتفض في وجه، وتكيل له الاتهاماتوالأباطيل بعبارات غير مقبولة بتاتا في أبجديات التعامل السياسي بين الدول.
ونتذكر وقتها إذ ردت الخارجية المغربية في بلاغ قوي أشارت فيه إلى أن “هذا الموقف المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب، انضاف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي”.
فإيران دأبت على الإساءة للمقومات الدينية والوطنية الجوهرية للمملكة، متى سنحت لها فرصة الحديث عن المغرب.
واليوم سنقف على إساءة شنيعة من تلكم الإساءات، وهي المتعلقة بملف الصحراء المغربية، قضية جميع المغاربة.
حيث نجد إيران ما تفتأ تذكر الصحراء المغربية بسوء عن طريق إعلامها وعملائها في المغرب وخارجه.
وإليكم بعضا من تلكم الإساءات:
بثت القناة الرسمية الإيرانية “بريس تي في(Press TV)”، يومه 18-08-2015، فيلما وثائقيا قصيرا، بعنوان “نحن متمردون في الصحراء الغربية”، تم تصويره من داخل مخيمات تندوف، ويتضمن شهادات لصحراويين ينددون بما سموه احتلال المغرب للصحراء.
التقرير الذي تعمد الإساءة للمغرب، في تحديده لموقع الصحراء والمغالطة بخصوص تاريخها، حيث جاء فيه:”الصحراء على الحدود مع المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والمحيط الأطلسي، هي آخر مستعمرة في إفريقيا تناضل من أجل استقلالها”.
وأضاف أن:”الشعب الصحراوي محروم اليوم من الحق في الحصول على أرض يعيش فيها بسلام وحرية” على حد تعبيرها.
هذا الشعب الذي صورته القناة الإيرانية أنه يعيش في ظل الاحتلال، والمنفى، وأنه مصر على استرداد حريته بالقوة كما انتزعت بالقوة حسب شهادات صحراويين كما تقول القناة الإيرانية.
وهو تقرير منحاز جملة وتفصيلا، ينبئ عن سوء نية الجهات التي تقف وراءه، والتي لم تكلف نفسها عناء الاستماع للطرف المغربي حتى يدلي برأيه في الموضوع.
وقد سبقتها قناة الميادين، إلى الطعن في الوحدة الترابية والتهجم على المغرب، تحديدا في 01-12-2013، عندما بثت تقريرا مسيئا للوحدة الترابية للمغرب، الذي اتهمته باحتلال ما أسمته الصحراء الغربية، بتغطية مغرضة تفوح منها رائحة التحامل والانحياز.
وفي إساءة أخرى أكثر رسمية هذه المرة، استفز سفير إيران بالجزائر رضا عامري المغرب بشكل كبير، في 17-02-2015، عندما أبدى تأييد بلده لموقف الجزائر من قضية الصحراء، وأشاد بـ”المواقف الثابتة للجزائر تجاه القضايا العادلة ومنها قضية الصحراء، لدعم الحلول السلمية لكثير من الأزمات”.
وإذا علم أن الموقف الجزائري الثابت هو نفسه موقف جبهة البوليساريو، اتضحت نوايا عامري الاستفزازية، التي فرضها التقارب بين البلدين، ورضا إيران عن الجزائر.
وفي تطور آخر، وبالضبط في 02-03-2016، أصدرت منظمة “شيعة رايتس ووتش”، التي يوجد مقرها بواشنطن، تقريرها السنوي حول ما تعتبرهانتهاكات حقوقية تطال الشيعة في عدد من البلدان، من بينها المغرب.
فقد اتهمت في تقريرها الأخير، الذي يوثق للحالة الشيعية في سنة 2014، والمعنون ب”الشيعة في مواجهة العنف” المغرب باضطهاد الشيعة والتضييق عليهم.
وتعمدت إيراد خريطة المملكة من دون صحرائها في أكثر من مناسبة، في هذا التقرير.
مواقف وآراء زاد من زخمها التغطية الإعلامية الشيعة لها، فجميع قنوات الشيعة تردد نفس الكلمات والإساءات، كقناة “فدَك” مثلا من خلال خدمتها الإخبارية التي يقدما المتشيع المغربي هشام الأشقر، والذي تقيأ بعضا من غله، خلال تصريحات “بان كي مون” الأخيرة.