البعض منا سمع عن إدريس هاني، المفكر الشيعي الذي حمل على عاتقه مسؤولية تشييع المغاربة، وزعزعة معتقداتهم ومبادئهم.. لكن ما لم يسمعه الكثيرون، هو جرأة هذا (المفكر)، وانتقاله من التفكير إلى التكفير، ومن الأسلوب الهادئ الذي يختفي في ظله، إلى أسلوب السب والشتم الذي مارسه الشيعة منذ قرون، خصوصا تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
وإليك شيئا من هذه البغضاء التي بدت من فم هذا الرجل، وما يخفي صدره أكثر..
يقول عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها: “محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وزوجته مذنبة، وهذا ليس عيبا، بل حقيقة وقعت، وإذا هي لم تناف مقام النبوة فلأن لها نظيرا في تاريخ النبوة -يقصد امرأة نوح وامرأة لوط- ..ولكي نعرف عائشة ونضعها في الميزان. يجب أن نتوخى الحقيقة، ونكسر في أذهاننا صنم عائشة من أجل الحقيقة الغالية فقط”.( )
ويقول عنها وعن أبيها رضي الله عنهما: “أردت أن أقدم نموذجين لشخصيات إسلامية شربنا قداستها إلى حد الثمالة. فلم نجدها كما أراد القرآن. ولم نكن نريد الإطالة في سرد أخبار كل الصحابة، واقتصرنا على أبي بكر وعائشة كشخصيتين يمكن قياس الباقي عليهما، إذ أن حصول الانحراف في مثل هؤلاء يجعل حصوله في الباقين واردا، باعتبار هؤلاء رموزا لا يعلى عليهم في التاريخ الإسلامي. لأن أبا بكر أول خليفة، أنتجته سقيفة بني ساعدة بتلك الملابسات التي سبق أن أوردناها. وعائشة لأنها ابنته التي تمردت على علي (ع) في حرب الجمل. أما الباقون، فلا يحتاجون إلا إلى نفضات يسيرة في التاريخ، لكي تسقط عنهم ورقة التوت المزيفة”( )
ولعمري لقد أفحش في التعبير، وبالغ في الوقاحة حين عبر بهذا التعبير الماجن، لكن الشيء من معدنه لا يستنكر، لذا فليس من عجب أن نراه يسقط ورقة التوت هذه، ويصرح بكفر الصحابة في مواضع أخرى من كتاباته، إذ إن مثله لا يسعه أن يخالف مراجعه العليا الذين عقد معهم صفقة كان فكره فيها الثمن، ودينه الوديعة..
يقول في خلال حديثه عن الصحابة : “وعليه سوف نسمي هؤلاء الأصناف كالتالي: تيار النفاق، وهو التيار الذي يجمع كل الفصائل التي حاربت التوحيد، أو دخلت الإسلام بحثا عن أهداف غير التوحيد. وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- فرقة السقيفة.
2- فصيل بني أمية.
3- فصيل الانتهازيين، ومنهم أعوان الخلفاء.
تلك هي التيارات التي تشكلت منها حركة النفاق في عصر الرسول، وانقضت على مقاليد الأمور من بعده”.
هذا بعض ما يقوله هذا المكفر في كتاباته، أما ما لا يقوله الآن، فهو كفر كل من يعتقد بعدالة الصحابة، بل كفر كل من لا يؤمن بأئمته الاثنا عشر، كما هو معروف من عقيدة الشيعة الاثني عشرية..
والسؤال الآن، هو كيف يمكن لمجتمعنا أن يتعايش مع أمثال هؤلاء، وكيف لنا أن نتحمل هذه الأفكار التي تجرأت على تكفير أعلى هرم في عقيدتنا، بل لم تستثن حتى زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين، ولئن عانينا من جماعات التكفير برهة من الزمن، وهي لا تملك من الوسائل والقوة ما تملكها هذه الطائفة، فإن علينا أن نجدَّ في درء هذا الخطر التكفيري عن بلادنا، حتى نبقى في إطار الخلاف الممكن، والذي لا يتطاول على المقدسات والثوابت.