ما إن يحل فصل صيف حتى يتجدد النقاش حول الشواطئ المختلطة، والبيكيني والبوركيني، ولباس المرأة في البحر وخارجه.
وإذا تميزت السنوات ماضية بنقاشات حادة حول أحداث مثيرة من مثل:
– صورة الحجاب والبيكيني في مباراة للكرة الشاطئية بأولمبياد ريو دي جانيرو جمعت المنتخبين المصري والألماني، وهي الصورة التي أثارت -وقتها- ردود أفعال مختلفة ومتباينة، بين دعاة العري ودعاة العفة..
– وبرنامج “ملفات الشاشة” الذي تعرضه قناة ميدي 1 تيفي، والذي خصصت حلقته الأولى لعنوان: “هل أصبح لباس السباحة مدعاة للتعرض للإزعاج”، حيث اعتبر البرنامج أن سباحة المرأة المغربية بالثوب الطويل أو بلباس محتشم سلوكا يمس القيم المغربية، وبالغ –معدو الحلقة- وبشكل فج وادعوا أن المغاربة لم يكونوا يعرفون السباحة باللباس الطويل كما هو عليه الحال الآن في بعض الشواطئ!
إذا تميزت السنوات الماضية ببعض ما تم التذكير به؛ فما ميّز هذا الصيف هو حملة “كن رجلا وماتخليش العيالات يخرجو عريانات” التي أطلقتها صفحة (الحملة الوطنية للمطالبة بالبنك الإسلامي الحقيقي في المغرب) على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرفت الحملة انتشارا إعلاميا واسعا سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
فهاشتاج “#كن_رجلا” أثار العديد من المتتبعين، حتى من أبناء الحركة الإسلامية، ويبدو أن هذا الاختيار الذي استهدف الرجل في عنوانه وإن كانت المرأة هي المعنية بالأساس، كان مقصودا من أصحاب الحملة؛ فحققوا بعض ما كانوا يصبون إليه، واستطاعوا إثارة الرأي العام، وكسر طابو العري، وفتح نقاش حول تداعياته، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو السلوكي أو القيمي.
وإذ تفتح “السبيل” هذا الملف؛ فهي تسعى إلى تنوير الرأي العام حول ظاهرة العري التي انتشرت بشكل فاحش في المجتمع، ومن يقف وراءها ويدعمها، ولماذا تواجه حملات العفة كل مرة بالاتهام والتخوين، ودور الدولة في توفير مراكز اصطياف آمنة تتوافق وإسلامية الدولة التي ينص عليها الدستور.