الإلحاد يسمم معنى الوجود ويدمر غاية الإنسان ولذا لا يمكث في الأرض
في حوار أجرته جريدة “السبيل” مع د.هيثم طلعت المصري، الباحث في مجال العلمانية والإلحاد، والذي سجل مجموعة من المقاطع ردا على الملحد المصري شريف جابر والمغربيين أحمد عصيد و”كافر مغربي” وآخرين؛ يجيبنا د. طلعت في هذا الحوار عن الإلحاد هل صار ظاهرة؟ وعن مدى تأثير خطابه على الشباب؟ وجهود وسبل مواجهته؟ وأيضا عن سبب اهتمامه بالرد على ملاحدة مغاربة؟!
1- بداية، هل يمكن القول بأن هناك حركة إلحادية كبيرة في العالم الإسلامي، ترقى للظاهرة الخطيرة، أم مجرد شذوذات لأفراد ينفخ فيها الإعلام؟!
ج: الإلحاد ما زال موجة، ولم يتحول في نظري بعد لظاهرة، وطبيعة الموجة أنها عابرة…
والإلحاد حين أصبح ظاهرة في الغرب وصار دستورا لبعض الدول كالاتحاد السوفيتي السابق لم يدم طويلاً بل اختفى فجأة كما بدأ.
فالإلحاد يسمم معنى الوجود ويدمر غاية الإنسان ولذا لا يمكث في الأرض.
2- ما مدى تأثير الخطاب الإلحادي على شباب المسلمين؟!
ج: النزعة التشكيكية من أخطر ما يكون على الشاب المسلم، فهي تُحول حياته إلى جحيم.
فكل تقانة العالم وكل سبل الرفاهية في الكون لا تكفي إنسان يعلم أنه وُلد ليموت.
لن يشعر الإنسان بذاته ولا بروحه إلا في كنف الإيمان.
منذ أيام قليلة أقدم شاب مغربي يدعى مهدي لمغاري على الانتحار.
انتحر مهدي بعد أن كتب منشورا قال فيه: “كفرت بمحمد وبالقرآن وآمنت بالإنسانية”.
في هذه اللحظة التي آمن فيها مهدي لمغاري بالإنسانية فقَد بُعده الإنساني، فقَد معنى حياته وقيمة ذاته!
أكبر أكذوبة يحياها الإنسان حين يتخيل أنه يستطيع العيش بلا إيمان أو بالإنسانية المجردة!
3- هل من جهود لمواجهة المد والخطاب الإلحادي، خصوصا وأن الدرس العقدي في الدول الإسلامية غالبا ما لا يتطرق لذلك؟!
ج: الذي أراه ضرورة عمل ضخ إنتاجي على اليوتيوب باحترافية إخراجية عالية بمواد تُعزز اليقين وتزيل الشبهات والتعرض بالنقد لأي فيديو إلحادي يأخذ حظًا من الشهرة.
أما تعميم خطاب الرد على الإلحاد في المساجد أو المدارس فقد يأتي بنتائج عكسية!
فأغلب المسلمين على الفطرة النقية.
4- ما سبب اهتمامكم بالرد على الملاحدة المغاربة؟!
أغلب الملحدين في الشرق الأوسط يتركزون في مصر والمغرب، وأنا لا أنشغل إلا بالفيديو الذي يشتهر بين الشباب الصغار وإن كنت أعترف أن لي انشغالا بأحوال المغرب منذ سنوات ربما حبا لشبابها الصغار في السن |
ج: أغلب الملحدين في الشرق الأوسط يتركزون في مصر والمغرب، وأنا لا أنشغل إلا بالفيديو الذي يشتهر بين الشباب الصغار وإن كنت أعترف أن لي انشغالا بأحوال المغرب منذ سنوات ربما حبا لشبابها الصغار في السن، لأن هؤلاء الصغار هم صيد الملحدين لقلة حصانتهم العلمية والشرعية!
وفي ظني أن الرد على الإلحاد باب دعوة عظيم وخيره كبير بفضل الله لمن اهتم به، قال ربنا سبحانه: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} (سورة فصلت:33﴾.
وكاد أن يكون الرد على هذه الموجة الإلحادية نوعا من جهاد الدفع الذي يُلزم كل أحد عنده حجة أو بيان أو سلطة أن يُبطلها.
5- هل من كلمة توجيهية للشباب المسلم تحذيرا لهم من خطر الإلحاد؟!
ج: لا أعرف بابا أعظم ولا أقوى ولا أردع للإلحاد من تدبر كتاب الله عز وجل!
نعم قراءة القرآن الكريم بورد ثابت يوميا بتدبر وتأمل والله فيه علاج للشبهات ودواء للسؤالات وغناء عن البحث في كبار الموسوعات.
يدخله الإنسان ظمآنا فيخرج مرتويا ثم بعد قليل يعود إليه مرتاعا متلهفا يريد المزيد؛ هذه أحد أسرار كتاب ربك!
نحتاج إلى تأليب الشباب والفتيات إلى العودة إلى كتاب ربهم والمداومة عليه.
أما الذين تخطفتهم الشكوك والأسئلة فأنا دائما أوصيهم بهذا المنهج البسيط من الكتب يقرئونه بهذا الترتيب:
1- كتيب “تخلص من إلحادك”.
2- كتيب “تعزيز اليقين” به بعض أمارات وعلامات النبوة وصدق القرآن.
3- وكتيب “حوار مع مسلمة سابقة” لبيان دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
4- وكتيب “40 خطأ في نظرية التطور.
5- وكتيب “سؤال الحضارة”.
6- وكتاب “شفاء لما في الصدور”.