التعريف بمخطوط: تغيير المنكر  فيمن زعم حرمة السُّكر لأبي الربيع سليمان بن محمد الشفشاوني ذ. امحمد رحماني

هو عبارة عن فتوى صدر من العلامة سليمان بن محمد الحوات الشفشاوني لما كثر النقاش حول مسألة تناول السكر المجلوب من الروم المشوب بخلطه بالدم المسفوح فقام الشيخ الحوات بالإجابة على هذا السؤال، والنسخ التي وقفت عليها لهذا المخطوط:

نسخة الخزانة العامة

تتواجد بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 2951 من تسع صفحات تبتدأ من 115 إلى 123 ضمن مجموع، في كل صفحة 21 سطر، في كل سطر ما بين 12 إلى 17 كلمة، كتبت بخط مغربي ملون في بعض الأماكن، لا يوجد بها تشطيب أو كتابة على الهامش، إلا الصفحة الأولى من المخطوط كتب على هامشها شيء لا يخص موضوع المخطوط بل يتبع لما قبله، لأن مخطوط “تغيير المنكر” في هذه النسخة بدأ تقريبا من منتصف الصفحة الأولى التي تحمل الرقم 115 ضمن مجموع كبير، تمت الإشارة إلى عنوان المخطوط على هامش الصفحة الأولى بقوله [ قف: سماه تغيير المنكر فيمن زعم تحريم السكر ] لم يشر فيها إلى ناسخها ولا إلى زمن نسخها.

نسخة الخزانة الحسنية

تتواجد بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم 13906 من عشر صفحات تبتدأ من 303 إلى 312 ضمن مجموع، في كل صفحة 21 سطر، في كل سطر ما بين 11 إلى 17 كلمة، كتبت بخط مغربي ملون في بعض الأماكن، ويغلب عليها التشطيب والإشارة في الهامش إلى الكلمات التي سقطت من نص المخطوط، ففي كل صفحة إشارة إلى سقوط كلمة أو حتى جملة كاملة ولم يشر فيها إلى الناسخ ولا إلى زمن النسخ غير أنه كتب في آخرها [ وكتبه سليمان بن محمد بن عبد الله الحوات الحسني العلمي لطف الله به أمين ] فلعله هو من قام بنسخها والله أعلم وتميزت هذه النسخة بإيراد أبيات شعرية حول شرب الأتاي في آخر الصفحة.

 

نسخة مؤسسة الملك عبد العزيز

تتواجد هذه النسخة بمؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء تحت عنوان “تغيير المنكر في حكم السكر” رقم 2/365 من أربع ورقات ضمن مجموع، في كل صفحة 23 سطر، في كل سطر ما بين 15 إلى 19 كلمة، مقاس 160X 210 مم، بخط مغربي ملون بالأزرق في بعض الأماكن، فيها بعض الكتابات على الهامش تصحيحا لكلمات سقطت من النص، نسخت سنة 1272 ه بعد وفاة الشيخ الحوات بأربعين سنة، مكتوب في آخرها [ انتهى وسلام على عباده الذين اصطفى، لمؤلفه الشريف الفقيه العالم العلامة الشاعر الأديب الزكي الأريب وحيد زمانه وشمس ضحى أهل عصره وأوانه أبو الربيع سيدنا ومولانا سليمان الحوات الحسني الإدريسي رحمه الله تعالى ورضي عنه وغفر لنا وله ولسائر المسلمين بفضلك وكرمك وصلى الله على سيدنا محمد، وكان الفراغ منه يوم الاثنين إحدى وعشرين من جمادى الثانية سنة اثنين وسبعين ومائتين وألف ].

وقد انتهيت من تحقيقه وتقدمت به كرسالة للتخرج من سلك ماستر فقه المهجر لهذا العام وأنا أعمل حاليا على مخطوط “أجوبة الحوات” وقاربت على الانتهاء منه وسأعرف به في العدد القادم إن شاء الله.

وملخص مخطوط “تغيير المنكر”:بدأ المؤلف رحمه الله بذكر أصل المسألة وهو إشكالٌ طرحه المسلمون المسافرون لبلاد النصارى حول جواز شرب السكر المصنوع هناك بعد معرفتهم أو شَكِّهِمْ فيما يُخْلَطُ معه من الدم والنجاسة، وَبَيَّنَ أنَّ تلك الحُمرة التي تَوَهَّمَهَا بعضُ المسلمين دماً ما هي إلاَّ جوهر السُّكَّر ولُبُّهُ، وأنَّ كثيراً ممن يسافر لبلاد النصارى من العلماء والسفراء وهم أهل الرأي والاعتبار فيما يُرْوى ويُشَاع لَمْ يَتَّهِمُوا السُّكَّر في صنعته بشيء، ثم بَيَّنَ طريقةَ صنع السُّكَّرِ معتمدا على ما ذكره الأنطاكي في تذكرته فنقل عنه نصا كاملا باختصار قليل، ثم ذَكَرَ أنَّ علماءَ مِصْرَ  وَهُمْ مَا هُمْ من العلم والتَّيَقُّظِ لم يُحَرِّمُوا ولا تَوَهَّمُوا فيه شيئا يستدعي ذلك، ثم بعد ذلك استعرض بعضا مما قد يُقَالُ حول السُّكَّر وصنعته وأجابَ عن ذلك بكونه مما عَمَّت به البلوى ولا غنى للناس اليوم عن تلك المادة التي يُحْتَاجُ في تحريمها لمطلق التأكيد لا مُجَرَّدَ الشك والريبة، باعتبار أنَّ الطعام لا يُطرح بالشك، ثم ذكر بعضا مما يستعمله الإنسان في حياته ومعيشته من قبيل الزيت والمِلَّفِ والزُّبَادِ وأنَّ ما يُنْقَلُ عنها من الأخبار قد يكون من قَبِيلِ الخطأ والكذب أو سُخرية النصارى من المسلم الجاهل، حتى ولو اعْتُبِرَ صِدْقُهُ فلا يَلْزَمُ مِنْ قوله تَحْرِيمُ شيءٍ من ذلك، ونقل عن مالك تَحَرُّزَهُ في تحريم الجبن الرومي، وأنَّ صنائع الكفار مما عَمَّت به البَلْوَى ويلزم من تحريمها جَلْبُ مشقةٍ لعمومِ الأمة، ثم اعْتَبَرَ أنَّهُ لو صَحَّ الخَبَرُ في خَلْطِ السُّكَّرِ بالدم فإنه لا يَحْرُمُ أكله وَبَيْعُهُ للاعتبارات الثلاثة الآتية :

  • لكونه يدخل فيما عَمَّت به البلوى.
  • لاستحالته إلى صلاحٍ فَيَصِيرُ طاهرا بعد أن كان نجسا كالمسك وما يُصْبَغُ بالدم والبول.
  • لكثرة ما يقع فيه من الأعمال طبخا وتنقية وتكرارا.

ثم ختم ذلك باعتبار أن التدقيق والتقعر في أمور الطهارة والنجاسة في دقائق الأشياء من قَبِيلِ الوسوسة ومخالفة السنة النبوية وهَدْي السَّلَفِ الصالح والضَّلاَلِ الفقهي الذي لا يُورِثُ سِوَى مَشَقَّةً وزيادة تَكْلُفَةٍ على الناس، وأنَّ على الإنسان أنْ يَحْرِصَ على طهارة قلبه من الأذْرَانِ والمعاصي، أَمَّا الحرص على تَزْيينِ المظاهر والغفلةِ عنِ البَاطنِ وما فيه مِنْ نِفَاقٍ وَحَسَدٍ وَبُغْضٍ هُوَ من وسوسةِ الشيطانِ وغلبتِهِ على الإنسانِ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *