الحوار مع محمد عيسى

الحوار مع محمد عيسى (متخصص في قضايا التطبيع، ومسؤول المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع)/ حاوره محمد زاوي

1-كيف تفسرون التطبيع الأخير، لكل من الإمارات والبحرين، مع “الكيان الصهيوني”؟ وهل هما مستعدتان للتوفيق بين “التطبيع” والحفاظ على سيادتيهما ومصالحهما في الداخل والخارج؟

لم يكن هذا الاتفاق مفاجئا لنا حقيقة، لأن السلوك السياسي الأماراتي منذ عدة سنوات يصب في خانة التعاون والتطبيع الشامل.

نحن نرى أن هذا الاتفاق هو تكريس لجهود التقارب الطويلة بين الإمارات العربية والكيان الصهيوني… وهو تكملة لمسيرة قديمة من التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي الذي كان يتم تحت الطاولة وفوقها.

ولا شك أنه جريمة بحق المصالح العربية لأنه يضعف الموقف العربي ويفتح الباب واسعا أمام التمدد والتغلغل الصهيوني وأمام السيطرة الإسرائيلية على المنطقة… ويشرع أبواب المنطقة العربية أمام الأطماع الصهيونية… التي سيستغلها الاحتلال لارتكاب مزيد من القتل والعنف والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية… وسيستخدمها للمزيد من الاعتداءات على الأرض والقدس والمقدسات.

من ارتضى لنفسه أن يكون في زمرة الظلمة أيا كان مبرره، لا شك أن الخسران حليفه والفشل عنوانه. هم يعتقدون أن التطبيع سيجلب لهم التطور والازدهار ولم يعتبروا بالتجربة المصرية والأردنية.

هم أعطوا فرصة ذهبية للاحتلال الإسرائيلي التوسعي المجرم للتغلغل في المنطقة العربية بحرية، ولا شك أن الاحتلال لن يترك هذه البلاد من دون إفساد واستغلال وخراب. والأيام كفيلة بإثبات ذلك. العدو يطمع في سرقة ثرواتنا وأراضينا وأموالنا، وهم قدموا له فرصة على طبق من ذهب، ونحن نعول على الوعي العربي لإسقاط هذه المؤامرات والخيانات.

2-لماذا تلح أمريكا، ومعها “الكيان الصهيوني”، على إقرار “صفقة القرن” وإنجاح عملية “التطبيع”، في هذه المرحلة بالذات؟

إن الاعتبارات الانتخابية تشكل سببا أساسيا في دفع كل من ترامب ونتنياهو لتوسيع دائرة التطبيع بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية.

وأيضا هناك أسباب عقائدية، فالتيار الإنجيلي يتبنى مواقف من الصراع العربي الإسرائيلي لا تتقاطع فقط مع مواقف اليمين الإسرائيلي، بل إنها أحيانا تفوقه في حدة التطرف؛ وهذا ما يدركه ترامب ويسعى لتوظيفه للحفاظ على دعم هذا التيار له.

وهناك تقديرات تشير بأنه بدون ضمان تصويت 80 في المئة من الإنجيليين لصالحه، كما حدث في الانتخابات الأخيرة، فإن فرص ترامب بالفوز ستكون متدنية.

وكذلك الفاسد نتنياهو يسعى لتسجيل إنجازات للهروب من قضايا الفساد التي تلاحقه.

3-كيف تقرؤون موقف جامعة الدول العربية من تطبيع الإمارات والبحرين؟ وهل كان بإمكانها اتخاذ موقف أكبر من ذلك؟

مع كل أسف، الجامعة العربية أسقطت القرار الذي يدين التطبيع العربي الإسرائيلي، وبالتالي فقد أعطوا الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي دفعة جديدة لتطبيق ما يسمى بصفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.

موقف الجامعة العربية الأخير يدلل على أن التوجه العربي بالعموم يصب في المصلحة الإسرائيلية ولهذا أثر لا يستهان به على الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي.

 

4-كيف تقيمون الخطوة التي أقدمت عليها كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، باتحادها في إطار “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الفلسطينية”، وبإصدارها لبيانها الأول الثوري والمفصلي؟

تشكيل هذه القيادة يعبر عن البدء بتنفيذ القرارات الوطنية الصادرة عن اجتماع الأمناء العامين الذي عقد في رام الله-بيروت. إننا نأمل في خطوات أكثر لتحويل حالة الرفض لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية إلى خطوات واقعية.

هذه الخطوة المهمة تأتي في ظل تهافت بعض الأنظمة العربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، مما يدفع الفلسطينيين لضرورة التعاون لتصليب جبهتهم الداخلية والترفع فوق كل الخلافات لإنقاذ قضيتهم.

5-ما هو رأيكم في موقف الإجماع المغربي الرافض للتطبيع والمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو الموقف الدائم الذي يظهر بشكل أوضح كما اقتضى الحال ذلك؟

نحن نثمن ونعتز بموقف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل الانهيار المعيب لبعض الأنظمة العربية التي تهرول نحو الاحتلال.

نفخر ونعتز بالحالة الشعبية الواسعة الرافضة للتطبيع، ونتابع بشوق وحب الأنشطة والفعاليات التي تدعم القضية الفلسطينية بالعموم والتي ترفض التعامل مع الكيان الصهيوني بشكل خاص، ونحن نعتقد أن العمق العربي والإسلامي من أبرز عوامل القوة في مواجهة الاحتلال ومخططاته الإجرامية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *