103 أعوام على وعد بلفور والفلسطينيون يتجرعون مرارة “الغدر”

 

 

يوافق اليوم الثاني نونبر ذكرى وعد بلفور، أو ما يطلق عليه الفلسطينيون وعد “من لا يملك لمن لا يستحق”، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ممهدا الطريق لاحتلال إسرائيلي مستمر منذ 72 عاما.

وتأتي الذكرى على الفلسطينيين في ظل شعور بـ”الخذلان والخيانة” لقضيتهم، وسط هرولة دول عربية نحو تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الإدارة الأمريكية.

ووقعت الإمارات والبحرين في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، اتفاقيتي تطبيع كامل للعلاقات مع تل أبيب في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتبعها إعلان وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، بأن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ما اعتبره الفلسطينيون، بإجماع الفصائل كافة والقيادة، “طعنة في الظهر وخيانة للقضية الفلسطينية”.


وقبل 103 أعوام، أطلق وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور “وعده” الذي حمل اسمه على شكل “رسالة” إلى البارون المليونير اليهودي روتشيلد.

وكانت “رسالة” متنكرة للوجود العربي في فلسطين، فقد حول بلفور أصحاب الأرض العرب الفلسطينيين إلى “طوائف أخرى”، وإلى أقلية على أرضهم، وأصبح الصهاينة الوافدون الجدد إلى فلسطين أصحاب حق ينظر إليهم “بعين العطف”، وفقا لنص الرسالة أو “الوعد”.

ووعد من لا يملك (بلفور)، بمنح من لا يملكون (الصهاينة) وطنا على حساب من يملكون (العرب). وتحول اليهود الأقلية في فلسطين إلى أكثرية وأغلبية في عين بريطانيا القوة الاستعمارية آنذاك. 

وكان نص وعد بلفور كما يأتي:


وزارة الخارجية البريطانية


الثاني تشرين ثاني/ نوفمبر 1917م


عزيزي اللورد روتشيلد


يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:


“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.


وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.


المخلص
آرثر بلفور

 

 

ودافعت بريطانيا، مرارا وتكرارا عن “وعد بلفور”، الصادر قبل أكثر من قرن، ومهد لاحتلال فلسطين وقيام “الدولة العبرية”، قائلة إنها “راضية عن الدور الذي قامت به لمساعدة إسرائيل على الوجود”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *