استهداف الأسرة بـ”الغريزية الجنسية”: الإطار النظري والإيديولوجي لمعركتنا في التشريع والإعلام والثقافة والشأن الديني محمد زاوي

 

لا يواجَه الإسلام كدين خالص منسحب من كل معركة قائمة، بل إن الرأسمالية المتوحشة تكيد له المكائد (تحريفا واستغلالا وفق ما يخدم أغراضها الدنيئة) لسببين هما:

– كون الإسلام يحفظ الأسرة، وبالتالي الدولة.

– كون الإسلام يحفظ النسل وينفخ الروح في أجيال جديدة تمضي باستراتيجيته وتنافح عنها.

فما هي استراتيجية الإسلام إذن؟

الكليات الخمس، هي ما يجب قراءته على ضوء شروطنا التاريخية الحالية. وهي نفسها المستوعبة لاستراتيجية الإسلام بحق، حيث النظر في المقاصد ووسائلها دون أن تنفي إحداهما الأخرى. فليس التجديد هو التراجع عن الأحكام العملية في زمن الانتكاس، وإنما هو البحث لها عن سبل للاستثمار في هذا الزمن بالذات. فما دام السياق سياق تفكيك رأسمالي، وما دام المستهدَف هو الإسلام (دين الاستقلال والتنوير والسلم والمقاومة…)، فليرابطِ المرابطون وليتبِ الخطّاؤون.

غايات الإسلام الكبرى -كما استنبطها علماء الإسلام-هي:

حفظ الدين، وهذا هو المستهدف بغرض الرجوع إلى “الغابوية” و”الغريزية”.

حفظ النفس، وهذه هي المستهدفة حتى يعيش المالكون الكبار وحدهم.

حفظ العقل، وهذا هو المستهدف ليمارَس التدليس والتجهيل على الناس نهارا جهارا.

حفظ النسل، وهذا هو المستهدف حتى لا تبقى أسرة، فلا يتزايدَ نمو سكان العالم ملوّحا بإنهاء علاقات الإنتاج الرأسمالية.

حفظ المال، وهذه هي غاية الغايات بالنسبة للرأسمالية المتوحشة. فليمت الجميع، ولتعش الطغمة الرأسمالية وحدها على فائض القيمة في المراكز والأطراف معا.

(لن نهتم بترتيب الكليات كثيرا، فقد اختلف فيه العلماء بمختلف مدارسهم ومذاهبهم. ولكننا نقدم قراءة في هذه الكليات على ضوء ما جاء في الإسلام، وما نعيشه اليوم من أزمات وفتن يصدّرها الغرب الرأسمالي إلينا).

بهدف الحصول على فائض القيمة بلا انقطاع ولا تراجع، وبهدف استمرار الرأسمالية المتوحشة مهما احتُضِرت، تُرفع خمسة شعارات كبرى:

– الإلحاد والاستهزاء بالأديان.

– القتل والإرهاب.

– التجهيل والتدليس.

– قطع النسل وتشتيت الأسر.

– التفقير والربح بلا قيود.

الهدف من رفع هذه الشعارات هو ضرب الأفراد والمجتمعات والدول في آن واحد، وما يهمنا نحن هنا هو:

– ضرب الأسر بسوء أخلاق الأفراد وانحطاط قيمهم ودفعهم إلى الزهد في الأسر والجنسُ متاحٌ.

– ضرب الأفراد بالأسر بعد تشتيتها وإفقادها أدوارها التاريخية (التربية على قيم الوطنية والانضباط والاحترام والطاعة…).

– ضرب الدول بتشتيت الأسر، وبالتالي بإفقاد المجتمع تماسكه وقيمه وكل قانون أو حكم يضبط سلوك أفراده.

الأسرة مستهدفة بداية، وقبلها الأفراد. وذلك بإثارة “الغريزية الجنسية”، حيث يتبارى أصحاب رؤوس الأموال في إحيائها وإيقاظها بلا قيود تحدها وتضبطها. وإن الإسلام ليأبى اليوم، كما كان من ذي قبل، إلا أن يصمد باستراتيجيته أمام كل هذه التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *