النشاط الجنسي للإنسان بحث معرفي في الطبيعة والانحراف (2)  محمد زاوي

 

مدخل:

يعتبر موضوع “النشاط الجنسي” من أهم المواضيع التي تثير الكثير من المواقف المتناقضة، والكثير من الاضطرابات لدى ناشئتنا وشبابنا، وخصوصا في زمننا هذا، حيث اخترقتنا الإشكاليات الزائفة، والتي ليست هي إشكالياتنا حتما، فيما يخص مواضيع الحرية، والحريات الجنسية منها خاصة.

لا بد، إذن، من تصور النشاط الجنسي تصورا سليما، حتى تعيه كافة فئات المجتمع كما هو، ومن ثم تتعامل معه كما هو مطلوب تاريخيا، وكما هو مطلوب في مجتمعات إسلامية يعتبر الدين عنصرا بارزا من عناصر “ثقافتها الوطنية”.

ومن مسؤوليتها التوعوية والتعليمية، ارتأت جريدة “السبيل” أن تتناول موضوع “النشاط الجنسي للإنسان” بشكل مفصل”، فيزيولوجيا واجتماعيا وسيكولوجيا. وذلك، قبل أن تبين لقرائها الكرام تهافت آراء ومواقف “الحداثويين” الذين يستغلون “العلوم” إياها، استغلالا إيديولوجيا، بهدف تفكيك الأسرة وقيمها.

ثانيا: سيكولوجيا النشاط الجنسي

الجنس واللاشعور

إن أي إنسان على وجه الأرض خاضع حسب ألفريد آدلر لثلاث دوافع اضطرارية هي:

1-ضرورة العيش على كوكب الأرض ذي الموارد الطبيعية المحدودة.

2-ضرورة العيش مع الآخرين، فالإنسان في حاجة دائما إلى الجماعة والاجتماع.

3-ضرورة الجواب على سؤال العلاقة بالجنس الآخر من قبل الرجل أو المرأة.

هي ثلاثة مشاكل: وظيفية، واجتماعية، وجنسية. (ألفريد آدلر، معنى الحياة، ترجمة عادل نجيب بشرى، المجلس الأعلى للثقافة، الطبعة الأولى، 2005)

إن أي معالجة تطالب الإنسان بالالتزام بعيدا عن الوعي بهذه الضرورات الثلاث وأخذها بعين الاعتبار، ما هي إلا معالجة حالمة ومتعالية قد تصيب وقد تخطئ، وهي نادرا ما تصيب.

فحقيقة الإنسان هي أنه لا يعيش إلا باحثا عن وظيفة تمكنه من العيش حتى لا يموت جوعا، وكلما حقق الكفاية، سعى إلى أن يعيش الرفاهية.

وفي كل ذلك يجد الإنسان نفسه في حاجة إلى خدمات الآخرين، فيعطي ليأخذ، ويساعِد ليساعَد.

هذا، ولا نرى الإنسان منذ أن وجد إلا باحثا عن علاقة مع جنسه الآخر. فلولا ذلك، لقطِع النسل منذ زمن بعيد.

لسنا مهتمين هنا بكل الضرورات المذكورة، فما يهمنا هو اكتشاف العلاقة بالجنس الآخر كضرورة لا مفر منها لكل إنسان سوي.

يعتبر آدلر أن أسلوب الحياة ونمط العيش هما ما يحدد مشاعر الفرد منذ السنوات الخمس الأولى، ولا يبحث عن حل لما يعترض الإنسان من مشاكل في الوعي باللاوعي، وإنما في تغيير أسلوب الحياة. “فالعقل (عنده) وحدة واحدة قائمة بذاتها، وأسلوب الحياة يكون واضحا في كل تعبيرات العقل، وكل مشاعر الفرد وأفكاره يجب أن تكون متسقة مع أسلوب الحياة” (نفسه). فالعقل هنا واحد، وأسلوب الحياة هو الذي يحكم تعبيراته.

يرى آدلر النفس كعقل ظاهر يتفاعل مع أسلوب حياة صاحبه، ويفسَّر وفق ذلك الأسلوب. ولذلك فهو ينظر إلى مشاكل الإنسان الجنسية كاضطرابات لا تحتاج إلا إلى تغيير أسلوب الحياة، ذلك الأسلوب الذي بتغيره ستنتهي كل الاضطرابات شيئا فشيئا.

أما فرويد فهو لم يقف عند هذا الحد، ولكنه بحث عن التفسير في اللاشعور (لأنه يرى النفس كجهاز يتكون من الشعور واللاشعور). وبحث عن جذور كل اضطراب في لاوعي الإنسان بدرجة أولى، وبالتالي في المشاكل التي طبعت إحدى المراحل النفسية الجنسية التي مر منها.

فما هي هذه المراحل النفسية الجنسية؟

إنها خمسة أطوار، نذكرها تباعا كالآتي:

– الطور الفموي (من الولادة إلى حدود سنة):

“في هذا الطور لا يكون النشاط الجنسي منفصلا عن تناول الطعام، إذ لا يكون تمايز العمليتين قد ظهر للعيان بعد… ويمكن أن نعد المص رسابة من هذا الطور التنظيمي”.(سيغموند فرويد، ثلاثة مباحث في نظرية الجنس، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، الطبعة الثانية، 1983، ص 72)

– الطور الشرجي (ما بين سنة وسنتين):

“وفيه (هذا الطور) يتجلى بوضوح التعارض الذي يستمر مدى الحياة الجنسية، غير أن القطبين المتعارضين ليسا بعد المذكر والمؤنث، وإنما الضدان: الموجب والسالب. ويبدو أن العنصر الموجب يتألف من غريزة السيطرة المرتبطة هي نفسها بالجهاز العضلي، أما العضو الذي هدفه الجنسي سالب فيتمثل بالغشاء المخاطي المعوي الشهوي”. (نفسه، ص 72)

– الطور الوذري (ما بين سنتين وخمس سنوات):

في هذا الطور، تظهر عقدة “أوديب” لدى الذكور وعقدة “ألكترا” لدى الإناث.

“ويتميز (هذا الطور) بالطبيعة الطفلية للأهداف الجنسية” (نفسه، ص 74). فيصبو الذكر إلى اكتساب صفات أبيه حتى يحصل على حب أمه، وتصبو الأنثى إلى اكتساب صفات أمها حتى تحصل على حب أبيها. ولا يعني هذا استمرار عقدة “أوديب” وعقدة “ألكترا”، بل إنهما تأفلان مع فقدان الذكر والأنثى لأمليهما المذكورين أعلاه.

يقول فرويد: “تكشف عقدة أوديب أكثر فأكثر عن أهميتها كظاهرة مركزية للمرحلة الجنسية في الطفولة الأولى. ولا تلبث بعد ذلك أن تأفل، فترزح تحت نير الكبت كما نقول ويعقبها طور الكمون. ولكننا لا ندري بعد بوضوح ما السبب في زوالها، وتفيدنا التحاليل فيما يبدو بأن زوالها يأتي نتيجة لمعاناة خيبات مؤلمة”.(سيغموند فرويد، الحياة الجنسية، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، الطبعة الثالثة، 1999، ص 165)

والمقصود بالخيبات المؤلمة –حسب فرويد- هو: فقدان البنت أمل الحصول على حب أبيها، وفقدان الإبن أمل الحصول على حب أمه. ومن أسباب تلك الخيبات، ظهور أخ جديد أو أخت جديدة.

وحسب فرويد، فإن الاضطرابات التي يعاني منه الطفل في هذه المرحلة هي التي تتحكم في ميله فيما بعد. فإما أن يميل إلى الأنثى بإفراط، وإما أن يعزف عنها بإفراط.

– طور الكمون (ما بين خمس سنوات وسن البلوغ):

وهذا هو طور “توقف ونكوص سمات الاختيار الجنسي”.(سيغموند فرويد، ثلاثة مباحث في نظرية الجنس، نفس المرجع السابق، ص 74)

وبالرغم مما يقال عن هذا الطور من هدوء وغياب لأي تحول واستغناء عن الجنس بأنشطة أخرى، فإن له خطورته التي لا يجب إغفالها.

يقول فرويد: “إن وقوع اختيار الموضوع على دفعتين، أي بعبارة أخرى-وجود مرحلة كمون جنسي، أمر له خطورته الجسمية في نشوء اضطرابات الحالة النهائية. فاختيار الطفل يستمر في إتيان مفاعيله، سواء أبقت على شدتها الأولى أم عرفت في أثناء البلوغ إحياء جديدا. وبنتيجة الكبت الذي يقع بين الطورين، لا يعود موضوع الاختيار قابلا للاستخدام”. (نفسه، ص 74)

– المرحلة التناسلية (ما بين سن البلوغ وسن النضج):

في هذا الطور “يتحدد الشكل النهائي الذي ستأخذه الحياة الجنسية” (بتعبير فرويد)، وتأخذ الغريزة الجنسية طريقها إلى البروز، “وتضطلع المناطق التناسلية بدور الزعامة” (بتعبير فرويد). فيتوجه الذكر البالغ إلى الأنثى البالغة، والعكس.

ملحوظة:

-يسمي فرويد المرحلة الفموية والمرحلة الشرجية مرحلتين قبتناسليتين، وهما مرحلتان “لا تضطلع فيهما المناطق التناسلية بعد بدور الزعامة”. (نفسه، ص 72)

– كل اضراب في الانتقال من طور إلى طور، يخلف اضطرابا في نفسية الفرد عند بلوغه “الطور التناسلي”. وكل اضطراب لحق الطفل في طور من الأطوار الأربعة الأولى، يبرز بشكل أو بآخر في حياته بعد بلوغه.

– مما يعاب على فرويد أنه اهتم بتفسير النشاط الجنسي سيكولوجيا وأحيانا فيسيولوجيا دون أن يهتم –ولو قليلا-بالظروف الاجتماعية التي تؤثر فيه، وفي ذلك إهمال للشروط التاريخية وقول بخلود نوع ما من النشاط الجنسي البشري(راجع: “الإنسان الاشتراكي”، لإسحاق دويتشر). ومما يعاب عليه كذلك أنه تطرف في تحديد مكونات اللاشعور، فاقتصر على الدوافع الجنسية دون غيرها من الدوافع المصلحية الأخرى. (راجع: “ثم صار المخ عقلا”، لعمرو شريف).

لا يسمح المقال هنا بالحديث عما يعاب على فرويد، فلنترك ذلك إلى وقت لاحق إذن.

الجنس في التحليل النفسي:

تتعدد الخلاصات التي يخلص إليها التحليل النفسي كلما تناول النشاط الجنسي البشري بالدراسة، فلا يكاد المرء يصل مع رواد هذه المدرسة إلى حقائق ثابتة. وبين فرضيات كثيرة، يستبطن التحليل: تسفيه النشاط الجنسي تارة، والدعوة إلى التسامي عليه تارة، والتشجيع على الغريزية تارة أخرى…

فلنضرب مثالا على ذلك، وبه نكتفي. وليكن المثال في “تسفيه النشاط الجنسي”، حيث تسفيه: حاجة المرأة إلى الرجل، وميل هذا إلى الأنثى، والتشكيك في كون الممارسة الجنسية طبيعية خالصة.

يقول عبد المولى البستاني (محلل نفسي مغربي): “مكر المرأة الهستيرية، وخبثها ودهاؤها، وقدرتها على التمثيل العاطفي أمام الرجل… في التحليل النفسي، يسعى على مستوى اللاوعي، إلى السيطرة على الرجل، وإخضاعه وإذلاله وتدمير قضيبه الجنسي، الذي يشكل موضوع نقصها، ورغبتها الطفولية في الحصول على القضيب الذكوري.

الغيرة والحسد القضيبي اللاواعيين عند المرأة الهستيرية، اتجاه الرجل، يجعلها تكره الرجل على المستوى اللاواعي، وتميل إلى تدمير قضيبه الذكوري رمزيا ودلاليا”.

ويقول أيضا: “المرأة في المتخيل الذكوري كائن بدون شهوة، أو خيال جنسي، فهي مرآة للإسقاطات الجنسية الذكورية فقط، حيث يتم تشييء المرأة، وسلبها مما تريد، وتشتهي وتتخيل في حياتها الجنسية.

صورة المرأة في المتخيل الجنسي الذكوري مفارقة جدا للواقع النفسي، والجنسي الحقيقي للمرأة، ولهذا السبب لا تعرف العقلية الذكورية شيئا عن الحياة الجنسية للمرأة.

في هذا السياق يقول جاك لاكان بأنه لا توجد المرأة، حيث إن المرأة تدخل ضمن عرض عصابي للذكر”.

ونجده يقول مرة أخرى: “ليس هناك علاقات جنسية طبيعية، عند الإنسان، بل هناك انجذابات خيالية بين الجنسين، أي أن كل شريك في العلاقة الجنسية تجذبه خيالاته، وأوهامه الجنسية الطفولية، ولا يجذبه الشريك الآخر.

فالعلاقة الجنسية من خلال هذا المنظور أشبه بالاستمناء في حضور الجنس الآخر، أو الشريك الجنسي”.

إننا لا نرفض هذه التحليلات، ولا نقبلها بغير استحضار القدر اللازم من النسبية. ولكن الذي نخاف منه هو أن تعتبر كل فرضية حقيقة لا شك فيها، فتضيع مصالح وتنهار مجتمعات. التفكيك لا ينبغي أن تحده حدود لذوي الاختصاص، ولكن الناس لا يحتاجون منه إلا ما هم قادرون على استيعابه والاستفادة منه. المحلل النفسي ينساق مع أداته التحليلية إلى آخر نقطة من قدرته على التحليل، ويهتم بمعالجة مرضاه أكثر من أي شيء آخر. فيغفل خطورة التفكيك على من لم يستعد له بعد، ويسعى إلى اللحاق بمن فاته تاريخيا دون اعتبار للخصوصيات والمسارات المختلفة. من المقبول أن يعالَج المرضى بدواء لم يعلموا مكونات صنعه وكيفية سريانه في البدن، ولكن المرفوض هو أن يزهد المريض في قيمة الدواء، فيزهد في صحته إلى أن يوضع في قبره وهو واهم. (راجع “خوارق اللاشعور”، علي الوردي)

الانحراف الجنسي:

ما الانحراف الجنسي؟

يجيب فرويد: “هو تفوق الغريزة الجنسية على بعض المقاومات (الحياء، القرف، الرعب، الألم…)، لتأتي أفعال فارقة للمألوف (لعق البراز، اغتصاب الجثث…)”.(سيغموند فرويد، ثلاثة مباحث في نظرية الجنس، نفس المرجع السابق، ص 37)

آن الأوان ليجيبنا أولئك الذين ينفون وجود أي انحراف جنسي.

فهل لعق البراز من السواء؟

وهل اغتصاب الجثث أمر عادي؟

هذا ما يرفضه فرويد الذي مهما أقر بسيادة الغريزة الجنسية على اللاشعور، لا نراه داعيا إلا إلى تجاوزها (الوعي باللاوعي، من الوعي بالضرورات). فالانحراف الجنسي يظهر بمجرد أن تتفوق الغريزة الجنسية على المقاومات الواعية، وهو ما لا يجب أن يقع.

إن الحقيقة التي لا يجب إغفالها هي أن الانحراف الجنسي ظاهرة لا ينجو منها أحد من الناس، إذ ليس هناك سواء كلي. ولكن الانحراف انحرافان: انحراف لا يتجاوز “الحياة الجنسية السوية”، وآخر يتجاوزها.

يقول فرويد: “ما من فرد سوي إلا ويوجد لديه عنصر يمكن وصفه بأنه انحرافي ينضاف إلى الهدف الجنسي السوي”.

ويقول أيضا: “فحين لا يكتفي الانحراف بأن يظهر إلى جانب الحياة الجنسية السوية (من حيث الهدف والموضوع)، وبقدر ما تكون الظروف مواتية له وغير مواتية لها، ينحي الحياة الجنسية السوية ويحل محلها في الظروف جميعا”. (نفسه، ص 37)

يظهر الانحراف الجنسي إلى جانب الحياة الجنسية السوية، وهذا هو المقصود –على الأرجح-بالسواء الجنسي. ولكنه عندما ينحي الحياة الجنسية السوية يكون ناتجا عن أحد أمرين: إما انحراف جنسي مكتسب، وإما انحراف جنسي طبيعي.

ربما هذا ما قصده علي الوردي بقوله: “إن الانحراف لا يمكن التخلص منه في أي مجتمع مهما كان. يقول الأستاذ هافلوك ألس المختص بالأبحاث الجنسية: إن هناك اثنين بالمئة من الناس مصابون بالانحراف الجنسي طبيعة لا اكتسابا”. (علي الوردي، مهزلة العقل البشري، ص 12)

قد نصل علميا إلى ما وصل إليه علي الوردي، ولكن ذلك لا يعني التطبيع مع الانحراف والشذوذ الجنسيين. سنلتمس الأعذار، ولكننا لن نتردد ولو للحظة واحدة في حماية المجتمع من التفكك والدولة من الانهيار. أليس الوردي نفسه هو من جعل معاقبة المجرم شرا لا بد منه؟ أليس هو نفسه من نفى عنه المسؤولية وأجاز في حقه السجن رغم ذلك؟(راجع “خوارق اللاشعور”، علي الوردي)

من أسباب الشذوذ ما هو طبيعي إذن، فما هي أسبابه التي تجعله مكتسبا؟

إن أهم الأسباب التي تجعله مكتسبا هو تحريم الميل إلى النساء والتمادي في إخفائهن عن الرجال، وذلك باسم تعاليم الدين ونصائح الوعاظ والزهاد. والحقيقة أن الإسلام لا يحرم الميل إلى النساء، بل ينظمه ويضبطه فقط. لا رهبانية في الإسلام، وقد زين للناس حب الشهوات من النساء، وقد كان الرسول العظيم يتزوج النساء ويعجب بهن (مارية القبطية)…

يقول علي الوردي: “ينتشر اللواط أيضا بين الرهبان الذي ينقطعون لعبادة ربهم في الأديرة المنعزلة. وهو ينتشر كذلك بين رجال الدين الذين يعيشون في مراكز دينية تتحجب فيها المرأة أو يقل وجودها. وقد نجت بعض المراكز الدينية في إيران من هذه العادة لشيوع زواج المتعة فيها، فرجل الدين هناك يشبع شهوته عن طريق المتعة، وبذلك يقل تطلعه نحو الغلمان”.(علي الوردي، مهزلة العقل البشري، ص 14)

ويقول أيضا: “شيوع الغزل المذكر في شعر المتصوفة لم يكن كله ناتجا عن نزعتهم العرفانية، فربما كان شذوذهم العذري من أسباب ذلك، والله أعلم”.(علي الوردي، أسطورة الأدب الرفيع، ص 78)

يحل زواج المتعة مشاكل الطلاب في إيران، ولكنه ليس الحل الأمثل. فزواج بغير تأبيد، يهدد الأسرة ويقف في وجه استراتيجية “تكثير سواد الأمة”. وليس “زواج المتعة” هو موضوعنا هنا، بل هو البحث فيما يجعل الشذوذ ينتشر بكثرة في أديرة المنعزلين عن الحياة وبين البحارة والسجناء… إن اعتزال النساء يعد سببا من الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف الجنسي، وإن معاكسة الطبيعة (الفطرة) هو مما يؤدي إلى توجيه الميل وجهة خاطئة.

هذا سبب من الأسباب فقط، وإلا فالانحراف الجنسي لازال في حاجة إلى المزيد من البحث والدراسة.

يقول علي الوردي: “وخلاصة الأمر: إن الانحراف الجنسي ظاهرة اجتماعية معقدة تتدخل فيها عوامل شتى. وليس من السهل أن نضع لها قانونا عاما”. (يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *