قال تعالى: “وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ..” (القصص).
قال مالك: معناها: تعيش وتأكل وتشرب غير مضيَّق عليك في رأي. (أحكام القرآن لابن العربي 3/1483).
قال القاضي: أرى مالكاً أراد الرد على من يرى من الغالين في العبادة التقشف والتقصف والبأساء؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الحلوى، ويشرب العسل، ويستعمل الشواء، ويشرب الماء البارد.. (المصدر نفسه).
والمسألة التي أشار إليها مالك بقوله: “غير مضيَّق عليك في رأي” هي ما يعرف اليوم بحرية الرأي، وهي من المسائل التي كثيراً ما يطنطن حولها العلمانيون المنحرفون وأصحاب البدع والمذاهب الفاسدة، لا سيما في المجتمعات الإسلامية المحافظة؛ بغية نشر فسادهم وأفكارهم حتى إذا ما تمكنوا قلبوا للحق ظهر المجن. والدين الإسلامي لا يضيق على أحد في رأي ولا غيره، في حدود ما شرع الله حتى لا تتحول الحرية إلى فوضى.