ثقافيات

جديد الكتب

جديد كتب هذا الشهر، هو كتاب “منة رب العرش بشرح متن رسالة ورش (للمتولي)”. الكتاب من تأليف الشيخ محمد بن منصور الساخي، منشورات مركز التراث الثقافي المغربي. وهو شرح ميسر على نظم للعلامة المتولي، شيخ القراء في مصر. ذكر فيه “الأحكام والكلمات التي خالف فيها ورش من طريق الأزرق حفصا”. اهتم الكتاب في جزئه الأول بالأصول المتعلقة برواية ورش، وكان ترتيب موضوعاته الأساسية كالآتي:

– باب ما جاء بين السورتين.

– البسملة.

– باب هاء الكناية.

– باب المد والقصر.

– باب الهمزتين من كلمة.

– باب الهمزتين في كلمتين.

– باب الهمز المفرد.

– باب نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله.

– باب الإدغام الصغير.

– باب إدغام حروف قربت مخارجها.

– باب الإمالة والتقليل.

– باب الراءات.

– باب اللامات.

– باب ياءات الإضافة.

– باب ياءات الزوائد.

يقع الكتب في 110 صفحة، ويتميز بأسلوبه السلس، وبابتغائه التجديد الإحيائي في علم عزيز هو “علم القراءات”، وفي رواية مغربية هي “رواية ورش” ذات الأصل “النافعي” (مقرأ الإمام نافع).

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

نقترح على قرائنا في تاريخ المغرب، لهذا الشهر، كتاب “جلاء الظلام الدامس في موجز تاريخ المغرب، إلى عصر أحمد الخامس”، لمؤلفه إسماعيل بن محمد الرشيد، مؤرخ المغرب في القرن العشرين. يتناول الكتاب تاريخ السلاطين التي تعاقبوا على حكم المغرب، ويقارن إنجازاتهم إلى إنجازات الملك محمد الخامس رحمه الله. ولا يحدث أن يتناول الكتاب تاريخ السلاطين بعيدا عن شعوبهم وبلدانهم والشروط التي حكموا فيها، وكذلك كان بأن ركّز على إنجازات السلاطين في علاقتهم بالأرض والإنسان. عرّج المؤلف في كتابه على عدة قضايا من تاريخ المغرب، لعل أهمها:

– نظرة على جغرافية المغرب.

– نظرة عن الأمة المغربية هل هي أكثر الأمم تطورا أو بل العكس.

– الدولة الإدريسية.

– علي بن يوسف.

– الموحدون.

– المرينيون.

– الدويلة الوطاسية.

– الدولة السعدية.

– الدولة العلوية الحسنية الشريفة/ في كل الفصول التي تلي هذا العنوان، تناول المؤلف بالعرض تاريخ السلاطين العلويين ممن سبق الملك محمد الخامس رحمه الله.

– جلالة محمد الخامس العلوي: ملك المغرب الأقصى.

تاريخ المغرب هو تاريخ دولته، وذلك ما أوحى به المؤلف من خلال الموضوعات التي فرع كتابه إليها.

 

 

فنون النقد الإيديولوجي السينمائي

أفلام هشام العسري: اللامعنى في قالب سينمائي (5)

استمرارا في التعليق على لقاء المخرج هشام العسري “مع الرمضاني”، نقول:

– في القول بانفصال الفن عن شرطه التاريخي:

يقول المخرج هشام العسري: “يجب أن يكون الفن صريحا”، ونحن نتساءل: هذه الصراحة لصالح من؟ وفي أي شرط تاريخي؟ والشرط التاريخي هو ما يلتفت عنه هشام العسري إلى طوبى “الحداثة والتقدم إلى الأمام”، فتستحيل هذه الطوبى قناعا لمصالح استعمارية، ربما لا يعرفها هشام السري.

ويدعو العسري إلى “مساءلة الفن لبديهيات المتلقي”، والبديهيات هي صمام أمانا هي “المنقذ من الضلال في زمن الفتن”، منها ما يعيق تقدمنا، ولكن الاقتراب منه قد يهدد وجودنا.

ويقول: “يجب المغامرة وتحمل المخاطر”، وفي هذا عدم تمييز بين الفرد والجماعة/ المجتمع/ الدولة. قد يغامر الفرد وبنفسه مصالحه الخاصة، فيتحمل الخسائر والمخاطر الناجمة عن مغامرته لنفسه وبنفسه. ولكن، كيف سنسمح له بأن يخاطر بمصالحنا جميعا لأجل شهوة عابرة أو فكرة طائشة؟!

– وفي الاعتراف بأنانية مفرطة:

يقول العسري: “أنا مبدع ولست مناضلا”/ “تحركني فكرة ولا أدافع عن حق”/ “أنا أناني أمارس أنشطتي كما أريد”.

وعليه أن يعلم أن أنانيته تنتج سياسة وفكرا وموقفا وسلوكا، أحب ذلك أم كرهه. لا يدافع عن حق أحد، ولكنه قد يساهم في عرقلة حق وطن في الاستقلال بخصوصيته الثقافية. لا يدافع إلا عن حقه في العيش، وفي تفكيك خصوصيتنا الثقافية من أجل العيش، أي من أجل الجوائز الدولية والاهتمام الأجنبي (حيث: يُعترَف بك في الخارج، فنستقبلك بالأحضان، ثقافة استعمارية مقيتة). أناني متشبع بذاته ومتيم بحبها، على أنقاض ما يخلفه فينا الاستعمار من تفكيك.

نقول ختاما: كل فنٍّ مستبطنٌ لمصلحة. مهما تعالى، ومهما ادعى المصلحة السيكولوجية للمبدع، فهو خادم أمين في يد من ينتج الخطاب الفني والإعلام، داخليا أو دوليا. (يتبع)

نافذة على مشروع فكري

عبد الوهاب المسيري (6)

“العلمانية في الغرب” تخلّقت وتطورت، في شروط غربية خاصة. هذا ما يغفل عنه كثيرون، وهذا ما وقف عنده عبد الوهاب المسيري على طريقته. أظهر تحيزه لماكس فيبر في تفسير هذه “العلمانية”، ومن ثام كان تحديده ل”أصولها الحضارية” و”جذورها الاقتصادية والاجتماعية” فيبريا في عدم ترتيب المحددات والعوامل.

فأما الأصول الحضارية ل”العلمانية في الغرب”، فهي:

1-عدم تشكل إمبراطوريات كبرى في الغرب، في المراحل الأولى لتكوين الحضارة الغربية (والإمبراطورية الرومانية نفسها بقيت محكومة بنفس المرجعية). (عبد الوهاب المسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، المجلد الأول، ص 198)

2-طبيعة الوثنية الغربية، حيث إفراغ الآلهة في قوالب مادية، من خلال جعلها “كائنات مادية أو شبه مادية ملتصقة تماما بالإنسان والطبيعة”. (نفسه، نفس الصفحة)

3-إفراز الوثنية الغربية ل”فكر فلسفي مادي يتسم بقدر عال من التبلور والصقل والتماسك”. (نفسه، ص 198-199)

4-تجليات الوثنية البدائية، في العصور الوسطى المسيحية، “على شكل عقائد غنوصية وحركات هرطقة، ذات طابع حلولي كموني واحدي متطرف، كانت تتأرجح بين تأليه الكون وإنكار الإنسان، وتأليه الإنسان وإنكار الكون”. (نفسه، ص 199)

5-رؤية العهد القديم للإله، الإله “اليسرائيلي المقصور على شعبه”، والذي “يحل فيه وحده، ويدخل معه في علاقة تكاد تكون جنسية، ولا تفصلها مسافة أو ثغرة”. (نفسه، ص 199-200)

6-“فكرة الإله المتجسِّد” في المسيحية (والمقصود هو المحرَّفة منها، ربما)، حيث “يحلّ اللاهوت في الناسوت” ب”نزوله إلى الأرض في هيئة ابن الله”، ليتم “صلبه فيما بعد”. فلا فرق بينه وبين الإنسان، من حيث تجسده وعضويته، في هذه المرجعية. (نفسه، ص 200-201)

لا اختلاف مع تأثير هذه “الأصول الحضارية” في تشكل نموذج “العلمانية الغربية”، إلا أن اعتبارها محدّدا كباقي المحددات هو ما يحتاج إلى مراجعة ونقد. الجذور الاقتصادية والاجتماعية نفسها، كما حددها المسيري، تتسم بعدم الترتيب (سنناقشها في العدد القادم من الجريدة). وبالإضافة إلى عدم تعيين المحدّد الأول في تلك الجذور، يجعل المسيري من الأصول الحضارية محددات. والحقيقة أنها مؤثرات فقط، يتبلور النظام الاجتماعي، فيتصوّر بصورتها. فيكون النظام الاجتماعي مادّتها، فيما تكون هي صورة له. (يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *