خلال حرب الريف الثالثة بالمغرب (1921-1927) استعمل الجيش الإسباني لإخماد المقاومة التي كان يتزعمها المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله تعالى الأسلحة الكيماوية، وكانت القوات الإسبانية تختار بعناية المناطق الآهلة والمكتظة بالسكان كأهداف لإطلاق قنابل غاز الخردل السامة التي تسبب السرطان والتغيرات الوراثية، وحروقا وتقرحات خطيرة على مستوى الجلد، إضافة إلى الإسهال والتقيؤ، وتضرر العين والأغشية المخاطية والرئتين.
ولم تكن الجيوش التي مارست هذا الإرهاب وانتهكت حقوق الإنسان تنسب حقيقة إلى النصرانية أو أي ديانة سماوية أخرى، بل كانوا كما وصفهم بدقة المؤرخ الجبرتي عليه رحمة الله في “مظاهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس” بقوله: (فلقد خالفوا النصارى والمسلمين، ولم يتمسكوا من الأديان بدين، وهم دهرية معطلون، وللمعاد والحشر منكرون، وللنبوة والرسالة جاحدون)اهـ.
فقد كانوا علمانيين برجماتيين ميكيافليين، استخدموا القوة المفرطة والدين، والجواسيس والمنافقين..، وكل ما يخدم مشروعهم الإمبريالي ويحقق مصالحهم في المنطقة.