جديد الكتب
نقدم للقراء، في هذا العدد، كتاب “التأسيس الائتماني لعلم المقاصد” لمؤلفه الفيلسوف الإسلامي طه عبد الرحمان.
الكتاب من منشورات مركز نهوض للدراسات والبحوث، الطبعة الأولى، 2022؛ وهو تطبيق لفلسفة طه عبد الرحمان “الائتمانية” على علم المقاصد.
جاء الكتاب في ثلاثة أبواب:
– الباب الأول: تأسيس الفطرة على ميثاق الإشهاد.
– الباب الثاني: تأسيس الإرادة على ميثاق الاستئمان.
– الباب الثالث: تأسيس التزكية على ميثاق الإرسال.
يرى طه عبد الرحمان أن “المشروعية” تختلف عن “الشرعية”، ولذلك في نظره “وجب التفريق بين نوعين من التأسيس: “التأسيس الائتماري” الذي يورث “الشرعية”، و”التأسيس الائتماني” الذي يورث “المشروعية”؛ وقد تعاطى بعض المقاصديين التأسيس الائتماري لأحكامهم المقاصدية بأشكال مختلفة وأقدار متفاوتة… أما التأسيس الائتماني، فيتعدى هذه المرتبة، إذ يؤسس التأسيسَ الائتماري نفسه”. (مدخل الكتاب، ص 23-24).
مكتبتك في تاريخ المغرب
كتاب هذا العدد، من مكتبة تاريخ المغرب، هو كتاب “علال الفاسي: الوطنية والهوية المغربية”، لصاحبه عثمان أشقرا.
الكتاب ليس في مادة التاريخ حصرا، وإنما هو متعلق به من باب الفكر، ومن باب تسليط الضوء على فكر شخصية تاريخية وذات تأثير في التاريخ المغربي المعاصر.
قسم عثمان أشقرا كتابه إلى ثلاثة فصول:
– الفصل الأول: مضمون الهوية المغربية في فكر علال الفاسي من خلال نصوص البداية.
– الفصل الثاني: مضمون الهوية المغربية في فكر علال الفاسي من خلال نصوص التأصيل.
– الفصل الثالث: مضمون الهوية المغربية في فكر علال الفاسي من خلال نصوص الامتداد.
فنون
فيلم وثائقي يثير جدلا ويسائل علاقة المخرج بالتاريخ
أثار الفيلم الوثائقي “زوايا الصحراء زوايا الوطن”، الذي عرض ضمن فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الفيلم الوثائقي في العيون، جدلا واسعا، خاصة عند أبناء قبيلة الركيبات بالصحراء المغربية.
وذكرت وسائل إعلامية أن هذا الفيلم “تضمن مغالطات شنيعة وصلت حد التطاول على رمز من رموز الصحراء المغربية وهو الشيخ سيد أحمد الركيبي، حيث قال باحث مستضاف في الفيلم الوثائقي إنه كان عاقرا ولا يلد”، ما اعتبِر “طعنا في نسب وشرف أهل الصحراء قبل أن يكون طعنا في شرف ونسب قبيلة الركيبات”.
لا تهمنا الأسماء، من أخرج؟ ومن أنتج؟ ومن؟ من؟ ما يهمنا هو الموضوع، والموضوع هنا يسائل علاقة المخرج بالتاريخ، فإلى أي حد تتحقق هذه العلاقة؟ وإلى أي حد يمكننا الحديث عن سينما تاريخية في واقعنا الثقافي؟
تطغى على إنتاجاتنا السينمائية الرتابة والتكرار، ومن يريد التميز والاختلاف عن غيره يرى في السينما الغربية وثقافتها مثالا، فإذا عدنا إلى حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا غلبت علينا السرعة وقلة التدقيق وضعف الهم والاهتمام؛ فتتحول عديد المشاهد إلى بروبغندا أو صور فولكلورية تحول بيننا وبين التاريخ لا تقربنا منه.
إنها أزمة وعي سينمائي!
نافذة على مشروع فكري
مشروع العلامة عبد الله دراز (17)
لا يفرق العلامة محمد عبد الله دراز، انطلاقا من مرجعية قرآنيو حديثية، بين الربا الفاحش وغيره من الربا من حيث الحكم.
بل إن الشريعة، في استنباط العلامة دراز، حرمت الربا تحريما صارما، علله بدعامات:
– الدعامة الأخلاقية: إذ أن “الضمير الإنساني ليدرك بنوع من الحدس المباشر مدى الفرق بين الربح من طريقة المعاملة (البيع) والربح من طريقة المجاملة (القرض)”.
– الدعامة الاجتماعية: حيث تتجلى غاية التحريم في “الحيلولة دون محاباة رأس المال على حساب الجمهور الكادح، والسعي لتحقيق نوع من التجانس والمساواة بين أفراد الأمة”.
– الدعامة الاقتصادية: إذ أن الإسلام يحرم النظام الذي “لا تضامن فيه بين رب المال والعامل في الربح والخسارة”، و”المرابون يريدون ربحا بغير مخاطرة”.
(محمد عبد الله دراز، الربا في نظر القانون الإسلامي، محاضرة ألقيت في مؤتمر القانون الإسلام بباريس عام 1951)