استغلال المرأة وجفاف المجتمع

 

الموازين التي تقاس بها مكانة المرأة اليوم هي موازين مادية بحتة، وأصحاب رؤوس الأموال وأرباب المصانع لا يؤمنون إلا بالنفعية، وبما أن المرأة خرجت من بيتها، واحتاجت إلى العمل، فلماذا لا يستغلونها ليحققوا فائض الربح من ورائها؟!

ومن ثم كان لزاماً على المرأة المسكينة أن تواجه -وحدها وبمفردها- جفاف هذا المجتمع، وغلظ هذا التعامل، فأصبحت الضحية الأولى التي تنعكس عليها متناقضات ذلك المجتمع وعيوبه.

فالمرأة “المتحررة” لم تخسر الحياة فقط، بل إن الحياة قد خسرتها، خسرت فيها المربية الفاضلة للأجيال الضائعة، والأم الحنون والزوجة الكريمة؛ فقد شُغلت المرأة بالعمل، وتحصيل المتاع الرخيص، ولقد خسر العالم -إذ خسر- الأسرة السليمة المتزنة. (المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم، أ.د.عمر الأشقر).

ولقد أدت هذه النتيجة التي وصلت إليها المرأة في الغرب مثلا اليوم إلى تحررها اجتماعياً؛ وذلك برفض نظام الزواج لبناء الأسرة، وأصبحت تمارس العلاقة الجنسية بحرية تامة، دون قيود الزواج أو الطلاق، بل الأمر يعود -في ذلك- إلى ما تمليه المنفعة المادية فحسب، لتعيش المرأة حاضراً لا طعم له، ومستقبلاً غامضاً، تلقي بنفسها بين فكين، وحيدة منبوذة، وما ذاك إلا إفرازات البيوت الخربة، والمسؤوليات الضائعة، حين ألقاها الرجال عن كواهلهم. (دعوى تحرير المرأة، د. صالح بن حميد).

هذا هو مفهوم حرية المرأة عند الغرب، مفهوم يقوم على مبادئ علمانية ومادية، أغرقت الإنسان في الضياع والرذيلة والعبثية، وأدت إلى فقد الإنسان المعاصر للقيمة والهدف والغاية، فأصبح تائهاً ضائعاً بين مبادئ وأفكار ونظريات وفلسفات كلها تصب في البوتقة المادية والشهوانية بكل صورها وأبعادها وألوانها. (دعوى تحرير المرأة، د. صالح بن حميد، قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية؛ د.فؤاد العبد الكريم).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *