جديد الكتب
جديد الكتب الخاص بهذا العدد، كتاب “الأنساق الإصلاحية الإسلامية المعاصرة: دراسة في بنية العقل الحركي”، للمؤلف بلال التليدي، الباحث المهتم بالحركات الإسلامية.
ينطلق الكتاب الصادر عن “مركز الجزيرة للدراسات” من “فرضية مفادها أن الحركات الإصلاحية الإسلامية السنية المعاصرة في العالم العربي تعاني أزمة في مشروعها الفكري، وأن هذه الأزمة أدت إلى جمود في كسبها الحركي وانسداد في أفقها السياسي، وأن المحاولات التي بذلتها للتعامل معها؛ خاصة فيما يتعلق بالتكيف مع الواقع وإكراهاته، فكريا وتنظيميا، أثبتت انسداد نسقها المعرفي، وحاجتها إلى بناء نسق جديد، لفتح نوافذ جديدة تبرر وجودها ودورها الإصلاحي”.
وأرجع الكتاب هذا الانسداد إلى ما أسماه ب”أزمة الأنساق المعرفية” التي تتبناها هذه الحركات، وأن كلا من هذه الأنساق أثبت محدوديته للتعامل مع الواقع ومتطلباته ومتغيراته”.
(عن “مركز الجزيرة للدراسات”).
مكتبتك في تاريخ المغرب
نقدم لقراء جريدة “السبيل” كتاب “دور الفقهاء في الحركة الوطنية: من خلال رسائل إلى الفقيه عبد الله كنون/ مرحلة الحماية 1912-1956)”، من إشراف وتقديم إدريس كرم، ومن منشورات “مركز بلعربي العلوي للدراسات التاريخية”.
يضم الكتاب عددا من الرسائل التي أرسلت إلى الفقيه عبد الله كنون في مرحلة الحماية، من عدد من الرموز والشخصيات الوطنية والإسلامية، كالأمير شكيب أرسلان وعلال الفاسي ومحمد حسن الوزاني وعبد الخالق الطريس والفقيه محمد داود وسعيد حجي وإبراهيم الوزاني وآل بنونة والكتاني والقادري والعرفاني وبلمليح… الخ.
ومما يميز الكتاب تعريف الهيئات والأعلام الذين تم ذكرهم في الكتاب، كذا “لمحة عامة عن مواضيع الرسالة” حول: “أدب المراسلات” و”النفَس النهضوي” و”مقاومة الاحتلال ومواجهة استبداده وفساده” و”وحدة المغرب العربي” و”العلاقة بين المغرب والمشرق والقضية الفلسطينية” و”دور الفقيه في الحركة الوطنية”… الخ.
ومن خلال الخط العام الذي أحاط برسائل الكتاب، يتبين أن جامعها يسعى إلى إثبات أدوار الفقهاء والعلماء في قضايا المجتمع، دفاعا عن علاقتهم بالشأن العام، ورفضا لانعزالهم عن القضايا المصيرية.
فنون
الجمال في القرآن الكريم
لا يركز القرآن الكريم على الجمال الكلي فقط، بل يهتم أيضا بجمال آخر جزئي، يتراوح بين جمال وجمال منهما لينبه الإنسان إلى وجودهما معا، وحتى يصل من خلالهما إلى الخالق سبحانه وتعالى.
وفي ذلك يقول عماد الدين خليل: “والقرآن الكريم لا يكتفي بالتأكيد على هذا التوجه صوب الكون ذي الحبكة المحكمة… الجميلة… ولكنه يتوقف أحيانا لكي يشير بالحرف الواحد إلى الجمال كشهادة منظورة للمبدأ العام… إنه يطرح بعض النماذج والجزئيات المنبثة حوالينا، ويشير إلى جماليتها المقصودة لكي نمضي بعد ذبك فنبحث عن الجمال، ونتواصل معه، ونتحقق بمعناه ومغزاه عبر تجوالنا اليومي في العالم والطبيعة، وعبر تفكرنا الدائم في الكون والحياة…”. (عماد الدين خليل، مدخل إلى نظرية الأدب الإسلامي، ص 9-10)
ويضيف عماد الدين خليل في ذات الكتاب: “الجمال في صميم الكون والطبيعة، وفي قلب الحياة والأحياء، وفي تركيب المخلوقات، وفي جسد الإنسان، وملامح وجههḷḷ
والجمال في العلاقات المتناسبة والتوزيع الفذ، والمساحات المتناظرة بين الأشياء، بعضها والبعض الآخر، وبين المخلوقات بعضها والبعض الآخر… بدءا بتركيب الذرة، وانتهاء بالعقل والروح وقوة الإرادة…” (ص 10)
ومن قبيل هذا الجمال، يستشهد عماد الدين خليل بمواضع من القرآن الكريم، عن “تزيين السماء” و”تزيين الأرض” و”جمال الحيوان” و”خلق الإنسان” و”زينة المرأة” و”جمال المسكن” و”جمال وجلال الله تعالى”… (ص 10-11-12-13-14)
وكما أن في القرآن ما يدل على جمال الكون والخلق، فإن فيه ما يدل على جمال النظام والحكم والشريعة. وهذا تنبيه نتجاوز به أولئك الذين أرادوا أن يجعلوا من القرآن الكريم كتاب جمال وجلال فقط.
نافذة على مشروع فكري
عبد الوهاب المسيري… الجماعات الوظيفية (3)
بعد تعريف الطبقة بأنها “تعبر عن الأشكال الأساسية للعلاقات ذات الصلة بوسائل الإنتاج، فالطبقة الرأسمالية هي التي تتحكم في أدوات الإنتاج، أما الطبقة العاملة فهي التي لا تملك شيئا سوى قوة أذرعها” (عبد الوهاب المسيري، الجماعات الوظيفية اليهودية، ص 93)؛ بعد هذا التعريف يؤكد المسيري عدم تجانس اليهود اجتماعيا وطبقيا.
ويقول المسيري: “وإذا ما حاولنا تحديد الطبقة أو الطبقات التي ينتمي إليها أعضاء الجماعات اليهودية عادة، فسنجد أن هذا الأمر مستحيل، لأنهم ينتمون إلى مجتمعات مختلفة تمر بمراحل تطور مختلفة، مما يعني قدرا عاليا من عدم التجانس”. (ص 94)
بل إن اليهود عاشوا تناقضات اجتماعية كغيرهم، وحسب شروط المجتمعات التي استقروا بها. ف”أعضاء الجماعات اليهودية جزء لا يتجزأ من مجتمعاتهم وتتسم بما تتسم به هذه المجتمعات من صراع أو وئام اجتماعي. فالجماعات اليهودية تعرف الصراع الطبقي فيما بين أعضائها والذي قد يصل إلى حد التطاحن والقتال كما حدث في فلسطين إبان التمردات المختلفة ضد الحشمونيين والرومان”. (ص 94)
يستدرك المسيري هذا التفسير ليقول إن اليهود في الحضارة الغربية لا تربطهم علاقة طبقية مباشرة بالمجتمع الغربي، بل يشكلون “نموذج الجماعة الوظيفية المالية والحرفية”، “يقفون على هامش البناء الطبقي والاجتماعي للمجتمع، وتتحدد علاقتها بالدور الذي تلعبه والوظيفة التي تضطلع بها”. (ص 95)