الطيش

 

يطلق العلماء الطَيْشَ على خفةِ العقل، وسرعة الغضب من يسير الأمور، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، كذلك يطلقونه على السبِّ الفاحش والأفعال المستقبحة، أو التي يترتب عليها ضرر دون داع.

قال الجاحظ: “وهذا الخلق مستقبح من كلّ أحد، إلّا أنّه من الملوك والرّؤساء أقبح، وعلى هذا فإذا ترتّب على الطّيش محرّم كان محرّما، وإذا ترتّب عليه مكروه كان مكروها، وهو على كلّ حال مستقبح وفي كلّ وقت مسترذل، فكم من طائشِ قولٍ أو فعلٍ أهلك صاحبَه وحرمه النّجاة، وألقى به في عداد الظّلمة الفسقة”.

إن السبب الرئيس للطيش هو العجلةُ التي تنتج غالبا عن قلة الخبرة، ولهذا أكثر ما تجد الطيش في بعض الشباب وقلما يكون في الكبار.

قال بعضهم: “الأناة حصن السّلامة، والعجلة مفتاح النّدامة”، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (التؤدة في كلّ شيء خير إلّا في عمل الآخرة) رواه أبو داود.

إن الطيش يحمل صاحبه على ارتكاب ما يضره مع علمه بقبحه، وهذا نوع من الحماقة، والحماقة لا دواء لها في الغالب:

لكلّ داء دواء يستطبّ به … إلّا الحماقة أعيت من يداويها

والطيش ضد الرفق، ولا شك أن العبد يصل إلى مبتغاه من خلال الرفق، قال أبو حاتم البستي: “الواجب على العاقل لزوم الرّفق في الأمور كلّها وترك العجلة والخفّة فيها، ولا يكاد المرء يتمكّن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الّذي يجب إلّا بمقارنة الرّفق ومفارقة العجل”.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ ليعطي على الرّفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا أحبّ الله عبدا أعطاه الرّفق. ما من أهل بيت يحرمون الرّفق إلّا حرموا الخير) رواه الطبراني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *