من بدع الدعاء

لقد حث الله عباده على الدعاء وأمرهم به فقال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، قال السعدي رحمه الله تعالى: “هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال: “إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” أي: ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم”اهـ، وقال صلى الله علية وسلم: “الدعاء هو العبادة”، فالله سبحانه وتعالى يحب من عبده أن يدعوه بل يحب العبد الملحاح في الدعاء.

غير أن هذه الشعيرة العظيمة نالها التحريف والابتداع من بعض الجهلة والمبتدعة، فعمل العلماء قديما وحديثا على بيان تلك المخالفات والانحرافات.
ومن جملة بدع الدعاء نذكر:
• رفع الأصوات بالدعاء. (الحوادث والبدع للطرطوشي 110-111).
• مسح الوجه عقب الدعاء. (فتاوي ابن عبد السلام137، والقول المبين 137).
• تقبيل أظافر الإبهام ومسح العينين بها بعد الدعاء عقب الصلاة.(السنن والمبتدعات للشقيري ص71).
• الدعاء الجماعي بعد الفراغ من الصلاة. (القول المبين مشهور حسن 317). (السنن والمبتدعات 70)، (الاعتصام للشاطبي 1/351)، (زاد المعاد ابن القيم 1/66)، (فتاوى محمد رشيد رضا 4/1358-1359)، (الحوادث والبدع الطرطوشي 152).
• الدعاء على هيئة الاجتماع. (الاعتصام للشاطبي 2/63).
• ومن البدع قولهم: إنه من صلى على النبي بصيغة: الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، والناصر الحق بالحق…الخ، مرة واحدة في عمره، لا يدخل النار، وأن قراءتها مرة تعدل ثواب ست ختمات قرآنية، وقيل: المرة منها تعدل عشرة ألاف وقيل: ستمائة ألف. ومن تلاها في ليلة ألفا اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم. (السنن والمبتدعات للشقيري ص:235).
• الدعاء الذي في آخر المصاحف لا يجوز التعبد به قطعا. (السنة والمبتدعات للشقيري ص:167).
• التضرع بـ (نظم: الهمزية في الاستغاثة بخير البرية). (السنن والمبتدعات الشقيري ص: 267).
• قلب الأيدي في الدعاء عند الدعاء على الكفرة في القنوت.
• قصد القبر للدعاء بقصد استجابة الدعوة عند قبور الأنبياء والصالحين. (أحكام الجنائز للألباني 260 رقم 163، (الأمر بالإتباع 123)، (مجموع الفتاوى 1/166، 31-32)، (24/327، 329، 334، 343)، (26/149)، (27/120-332).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *