الدغرني “كسيلة” البربر من جديد

بعد رحلاته المتعددة نحو الكيان الصهيوني والاتحاد الأوربي مرورا بالأحزاب الأوربية المتطرفة يطل علينا المسمى الدغرني في لقاء نظمته جمعية “تازرزيت” بأكادير يومي 17-18 يوليوز المنصرم ليشحذ من جديد همة المارقين عن الوحدة الوطنية للمغاربة الداعين إلى توزيع رقعة المغرب إلى كيانات معتبرا العرق الأمازيغي إكسيره في اعتلاء عرش الامبراطورية البربرية.
كما اعتبر أن آخر تجربة للحكم الأمازيغي في تاريخ شمال إفريقيا تجسدها تجربة الزعيم الأمازيغي “أكسيل” المعروف “بكسيلة”، مشيرا أن كل التجارب الأخرى خاصة بعد دخول الإسلام إلى منطقة “تامازغا”، لم تكن تجارب أمازيغية مستقلة بالرغم من ظهور زعماء أمازيغيين في حجم “يوسف بن تاشفين” و”المهدي بن تومرت” على اعتبار أن الأمازيغيين أسسوا أنظمة سياسية تحت حماية العرب.
ومن هنا نعلم أن هذا الدعي الدغرني لا يعترف بالإمارة الإسلامية فضلا عن كونها بربرية لأن ملوك الدولة المرابطية والدولة الموحدية كانوا بربر وهو لا يعترف بتجربتهم في الحكم لأنهم حكموا بالأنظمة السياسية الإسلامية، ولو حكموا بالأعراف الوثنية التي كان عليها “كسيلة” والكاهنة لكانوا أئمة لدغرني.
إن فتوحات العرب لمنطقة “تامازغا” كانت من أجل الاستبداد بالحكم في المغرب تحت يافطة الإسلام والعروبة والنسب الشريف على حد زعم الدغرني، فالفتوحات إذن لم تكن من أجل إخراج الناس من ظلمات عبادة الأوثان وتقديس الجمادات والأوهام إلى عبادة رب الأرض والسماوات بل من أجل الاستبداد بالحكم على حد زعم الدغرني دائما.
ومما يؤكد ارتباطه بالأعراف الوثنية التي كان يعيشها الأمازيغ قبل أن يرحمهم الله بالإسلام زعمه أنه ليست هناك أية وسيلة للوصول إلى حكم أمازيغي يستلهم فلسفة التنظيمات الأمازيغية وأعرافها وحضارتها، إلا عن طريق العمل السياسي الديمقراطي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *