وسقط القناع.. عن وجوه الرعاع الأستاذ مصطفى فرطاوش

في شهر الصيام، شهر تصفيد الشيطان، تمالأت سخائم بني علمان على قضية تزويج الصغيرة من خلال تفسير الدكتور المغراوي لآية الطلاق وإيراده الدلائل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أئمة الأمة، من محدثين ومفسرين وفقهاء. فقامت جيوش العلمانيين في زبرها ومنابرها الإعلامية ومنتدياتها “الحقوقية” شاجبة منددة في صورة المنكر للمنكر، الناصح للجماهير، الذائد عن حقوق الإنسان، الحريص على مصالح الأمة. والأغرب من هذا كله أن تبدأ وتنتهي مقالات بعضهم ب: (اللهم إن هذا منكر) (إنا لله وإنا إليه راجعون) (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهم يعلمون من أنفسهم قبل غيرهم أنهم كاذبون.

فرام كثير من الشرفاء كشف القناع عن المخبوء وراء هذا العطف الحقوقي المتدفق لهؤلاء فبينوا أن المطعن ليس على شخص المغراوي ذاته، فهو ناقل من نقلة الخبر ومفسر من مفسري آية الطلاق، لكن المطعن على الوحي ومشرعه وناقله صلى الله عليه وسلم.
ويتساءل المرء لماذا ينافق العلمانيون ويلبسون مسوح المدافعين عن الدين والوطن والثوابت؟ فلم لا يتحلون بالجرأة فيجهرون بمكنونات صدورهم كما تجرأ بها رفاقكم في الغي غير بعيد من هذه البلاد حرسها الله من نابتة العلمنة اللائكية حين قالوا بملء أشداقهم: (النبي رجل شهواني حين تزوج بنت التسع سنوات)..
فلتكن لدى العلمانيين الشجاعة مثل هؤلاء ولينتهوا من هذا النفاق ومن هذه التقية وليسددوا رماحهم الطائشة في نحر الديانة وليجمعوا زبانيتهم للنيل من صاحب الديانة صلى الله عليه وسلم، وليتواصوا بالطعن على كثير من السنن النبوية القطعية رواية ودراية، والأحكام الربانية المحكمة ثبوتا ودلالة، وليبشروا حينئذ بقول الجبار المنتقم: (إن شانئك هو الأبتر).
وبعد أيام سقط القناع عن الوجه الكالح لدعاة الحقوق المزعومة للمرأة والطفل والطفلة، رعاة الإصلاح والمقاصد التنموية، وبانت الأهداف المغرضة لهذه الحملة الشنيعة، التي تتمثل أساسا في الطعن على مصادر الديانة، والتشكيك في ثوابت الرسالة، وإسقاط القطعيات وما أجمعت عليه الأمة، ومراجعة الإسلام ذاته، ونقد نصوصه على ضوء مناهج العلوم الإنسانية، تحت ذريعة باردة ممسوخة ألا وهي تجديد قراءة النصوص ودعوى الاجتهاد، في التواء مقيت وتسيب فاضح.
فسمعنا وقرأنا وتتبعنا هؤلاء في جرائدهم ومنتدياتهم فما وجدنا إلا ركاما يطفح بالحقد على شريعة الإسلام الغراء من أحزاب بني علمان. وهاك أيها القارئ نماذج من باقعات القوم:
– المدعوة “فوزية العسولي” تطالب بإسقاط حكم الله في الميراث وإبطال آية الإرث (للذكر مثل حظ الانثيين). (في ندوة 7 أكتوبر 2008).
– المدعو “حميد زيد” يتجرأ على الله بمقالة بتراء عنونها ب: “لماذا يا الله أنت غاضب هذه الأيام من الفقراء؟” ملأها زندقة، حسبك إيراده لمثال من سيناتورات أمريكا رفع دعوى قضائية ضد الله متهما إياه بأنه السبب في كثير من القتل و.. مطالبا بتوجيه إنذار إلى الرب ليتوقف عن التسبب في الزلازل والأعاصير..” تعالى الله عما يقول هؤلاء علوا كبيرا. (الجريدة الأولى 24 أكتوبر 2008).
– النائب البرلماني الاشتراكي المدعو “عبد القادر البنة” يصف الله بأنه كذاب قائلا: “الكذبة الأولى: أن الإسلام هو الدين الوحيد عند الله ومن يبتغ غيره فلن يقبل منه”. (جريدة الأحداث).
– الشاعرة المدعوة “حكيمة الشاوي” تلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسمع ومرأى الحضور تقول: “ملعون يا سيدتي من قال عنك: من ضلع أعوج خرجت. ملعون يا سيدتي من أسماك علامة على الرضا بالصمت..” (نشاط ثقافي 14 يوليوز 2006).
– المفكر “المستنير” المدعو “محمد عابد الجابري” يدعي أن القرآن محرف. (جريدة الاتحاد الإماراتية 2 أكتوبر 2006).
– المدعو “مالوم أبو رغيف” يستهزئ بالإسلام ويصفه بالعنف والدموية ويدعي أن غزوات الرسول إنما هي قتل وسفك الدماء، والأنفال والغنائم إنما هي نهب وسلب.. وخلُص إلى خاتمة دعا فيها إلى استئصال مقدسات الإسلام على زعم كونها غددا سامة تحتاج إلى مبضع جراح، (جريدة الأحداث عدد 2790).
– الشاعر المدعو “صلاح حسن” يتجرأ على الله قائلا: “عزيزي الله، لدي أسئلة كثيرة أنت مجبر للإجابة عليها.. هل أنت ميت؟ وما زلتُ جاهلا وظيفتك في حياتي، لديك كل شيء هنا، الفاكس والتلفون والإيميل، أرجو أن تقدم لي شرحا مفصلا فليس لدي وقت أضيعه مع أشخاص مثلك”، (جريدة الصحيفة عدد 214).
– …
هذه بعض هيشات بني علمان وذاك ما سودته أقلامهم ترجمة لما سولته أنفسهم، ملأت الأرجاء نقيقا وعواء، فليس الأمر زواج صغيرة أو عانس، بل الأمر أشد وأدهى، ومع ذلك قوبل بصمت مريع من لدن الهيئات الدينية والمجالس العلمية دون إنكار ولا صراخ ولا شجب ولا تنديد، فضلا عن استصدار بيان أو مقال. أليس الدفاع عن حرمات الدين من اختصاصكم؟ والذود عن حياضه وثوابته ما الله عنه سائلكم؟
عفوا لعل تزاحم أشغالكم لإصلاح الحقل الديني صرفتكم عن تتبع الجرائد لإخراج فكر كل ضال مضل، مشغب على ثوابت الأمة بحق.
فها نحن نتعاون معكم في تقريب ضلال هؤلاء فما عساكم فاعلون؟؟
نعوذ بالله من غربة الزمان، وفي الله خلف وهو المستعان، ولله نلجأ في تسديد الكلمة والقلم فهو السنان لصدع باطل بني علمان، والحمد لله الذي أخرج خبء ضغائن القوم وكشفهم في لحن القول (إنَّ ربَّكَ لبِالمِرصَاد).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *