يقول صنم الحداثيين المدعو أدونيس: ومبدأ الحداثة هو الصراع بين النظام القائم على السلفية والرغبة العاملة لتغيير النظام”.
هذا هو البند العام في دستور بني علمان، والذي طبقوه في حق الشيخ المغراوي، إنه صراع الحداثة مع السلفية، صراع العلمانية مع ما يعتبرونه أساطير الأولين، وما هو إلا أحكام رب العالمين، وآيات من لدن حكيم خبير.
لحد هذه اللحظة لم أستوعب كيف جوزوا لأنفسهم تسفيه عقولهم؟
لأن كل عاقل يتساءل -مندهشا- ما العلاقة بين حكم شرعي مبثوث في كتب التفاسير، وبين دعوى قضائية تولى كبرها باكوري -ظاهريا-؟
وما الخيط الرابط بين هذه الدعوى وإغلاق دور القرآن؟
أليس من بني علمان رجل رشيد!
هل حقا إذا سقطت مئذنة سيصلب الحلاق المجاور؟
هذا ليس زمان الرويبضة فحسب، بل هو زمان الحمقى والمغفلين، زمان قلب المفاهيم، زمان المفارقات العجيبة، والتناقضات الغريبة.. إنه زمان الاستحمار.
يتباكى بنو علمان على مذهب الإمام مالك على صفحات جرائدهم، ويذبحونه على موائد حداثتهم. من هذا الذي كلف نفسه البحث عما قال الإمام مالك في تفسير الآية الرابعة من سورة الطلاق؟ أم أنهم يريدون أن يذبحوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس كما فعل أسيادهم.
إن الذين يسودون صفحات صحائفهم بما أنتن من الكلام، سنقاضيهم، ثم سنقاضيهم، ثم سنقاضيهم، لكن ليس كما فعل باكوري، بل أمام رب العالمين، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. سنكون شهودا للشيخ المغراوي، وليأتوا بشهدائهم إن كانوا صادقين.
أما أمثال الشيخ المغراوي فلسان حاله يقول:
ولست بناج من مقالة طاعن *** ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما *** لو غاب عنهم بين خافيتي نسر