يستقبل المسلمون بعد أيام عيد الأضحى المبارك، ومن أعظم القربات التي يتقرب بها المسلمون لربهم سبحانه وتعالى في هذا اليوم ذبح أضحية العيد، امتثالا لأمر الله عز وجل، واتباعا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام.
فعلى المسلم أن يحرص على الإتيان بهذه الشعيرة العظيمة، متبعا ما جاء في السنة النبوية المطهرة، ومجتنبا البدع والعوائد التي أحدثها الناس، والتي صرفتهم عن السنة وفضلها، وهذه جملة من البدع المنتشرة في بعض مناطق المغرب أذكرها تحذيرا للناس منها ومن خطرها، وإذا لاحظ القارئ الكريم شيئا من الاختلاف بين ما كُتِبَ هنا وما يراه في الواقع، فذلك راجع لاختلاف العمل بهذه البدع من جهة إلى أخرى، والبدع تفرق ولا تجمع ولذلك كانت السنة دائما مقترنة بالجماعة والبدعة مقترنة بالفرقة، فإلى سرد ما وقفت عليه منها:
1- طواف الأطفال على البيوت ابتداء من فاتح ذي الحجة بقصد سؤال الناس، فيُعطونهم المال والحبوب، فالمال يُدخر لعاشوراء ليشتري به الصغار اللعب التى تنتشر عادة في المغرب في هذا الوقت -ولا تخلو من تشبه بالنواصب الذين يعبرون عن فرحهم مضادة للروافض من جهة، ومن جهة ثانية فرحا بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما- والحبوب تعطى للأضحية قبل الذبح بعد ليلة من منعه من الطعام والشراب، أي أنهم يفطرونه بها، ويعتقدون في ذلك الخير وتسمى الحبوب بــ “حبوب عَرْفَة”.
2- إطعام الأضحية بعض الأزهار اليابسة المعروفة في المغرب باسم”الورد” مخلوطة ببعض الحبوب من الشعير والذرة.
3- تعليف الأضحية بالدقيق والسكر صبيحة العيد قبل ذبحها.
4- وضع الملح مخلوطة ببعض الأعشاب في فم الأضحية قبل مباشرة ذبحها.
5- رمي الملح في المكان الذي سيباشر فيه الجزار ذبح الأضحية خوفا من الجن.
6- تزيينهم الخروف بوضع الحناء في جبهته والكحل في عينيه ليلة العيد.
7- غسل مذاكير الكبش وتوضيئهه قبل الذبح.
8- اجتماع الرجال صبيحة العيد، وأخذهم السكاكين وأدوات الذبح وذهابهم بها إلى ضريح ما، حيث يضعونها بـ”جانبه” متحلقين حولها، ويأخذون في التكبير، فيمكثون على هذه الحال مدة ثم ينصرفون إلى بيوتهم للذبح دون شهود صلاة العيد.
9- وضح النساء لخليط الحناء مع القرنفل وبعض الأعشاب -الشِيَاطْ- الأخرى على رؤوسهن، و يلفونه بثوب أبيض يقتنى خصيصا لهذه المناسبة، ويعتقدن أن ذلك يمنع من احتراق شعورهن يوم العيد.
10- وضعهم قطعة من الفضة “النُقْرَة”؛ خاتم أو نحوه في مكان الذبح.
11- اعتقادهم أن كثرة انتفاض الخروف وتمرغه بعد مباشرة ذبحه دليل على طول عمر صاحبه والعكس بالعكس.
12- وضع الجزار للسكين فوق الأضحية فور الانتهاء من الذبح.
13- إطلاق النساء للزغاريد عند ذبح الأضحية.
14- وضعهم قطعة نقدية في إناء، ويجعلون فوقها دم الذبيحة المسفوح، ويتركونه حتى يتكبد ثم يقدمونها لكاهن ليقرأ فيها -بزعمه الكاذب- مستقبل العائلة وحظهم على غرار قراءة الكف والفنجان.
15- وضع شيء من دم الذبيحة على جباه الصغار، لأنه بزعمهم يجلب لهم الخير ويصرف عنهم السوء.
16- غمس الأقدام والأيدي في دم الأضحية للتبرك، وبعضهم يشرب منه.
17- وضع بعض النساء للدم في إناء وتعريضه للشمس حتى ييبس، ليتم استعماله كبخور للأطفال وغيرهم، ويعتقدون أنه يدفع عنهم الشر.
18- مسح عنق الذبيحة بسبع حصيات ورميها بعد ذلك متفرقة في أرجاء البيت.
19- تقديمهم عظم الكتف بعد أكل لحمه لبعض الكهنة، ليخبروهم حسب اعتقادهم من خلاله بما يأتي من الغيب المتعلق بهم.
20- في بعض المناطق يقوم بعض الشباب بحمل أضحية الإمام مباشرة بعد ذبحها في المصلى، ويطوفون بها على القصر -التجمع السكاني- ويدخلونها بيته فتقوم زوجة الإمام برمي اللوز فوق الأضحية.
21- تعليق الغدة الصفراوية “المرارة” وعدم رميها لاعتقادهم أنها تدفع الشر.
22- وضع الأب شحمة الأضحية فور الانتهاء من ذبحها على رأس ابنه، وإرساله للخارج ليراه الأهل والجيران ليتباهى بأضحيته، ومنهم من يتباهي بكبر قرني الخروف.
23- جمع عظام الخروف في يوم ثاني العيد ورميها على بيت أحد الجيران، معتقدين أن من رُميت على بيته كُسرت أواني بيته ويسمون هذا الأمر”بُوهَيْرُوس”.
24- اعتقاد البعض أنه لا يجوز أكل شيء من الأضحية في الأول إلا الكبد.
25- اعتقاد بعضهم أنه يجب البدء في يوم العيد بأكل الكتف الأيمن للأضحية وجوبا.
26- اعتقاد بعضهم عدم جواز تكسير عظام الخروف في ثاني أيام العيد.
27- اعتقاد بعضهم وجوب الإبقاء على الأضحية بدون تقطيع ثلاثة أيام.
28- عمل الشباب على جمع سبعة جلود للأضاحي المذبوحة، ويُلبسونها أحدهم يُطلقون عليه حسب المناطق “بوالجلود” أو “سبع بلبطاين” أو”هْرْمَة بوالبطاين” أو”بِيلْمَاوُنْ” أو”سُوناَ” ويكونون معه موكبا يطوفون من خلاله على البيوت، يسألون الأموال ومن لم يجبهم هجموا عليه ودخلوا بيته بغير استئذان.. وإذا لم تجد المرأة ما تعطيهم إياه فإنها ترشهم بالماء.. ومن أفعاله أيضا أنه يتبع الناس ليضربهم بأهداب الجلود، ويعتقد هؤلاء أن من ضربه لم تصبه علة في كل موطن وصَله الضرب، وإذا ضرب البنت فإنها تتزوج عن قريب.
29- جمع المرأة العاقر للقديد من عدة بيوت ويُطبخ مجموعا ويقام عليه حفل صغير للنساء يجتمعن فيه على اللهو والغناء والرقص، ويعتقدن أن ذلك يأتيها بالولد.
30- ادخار أحد كتفي الخروف لليلة عاشورا ليتم طبخه وأكله.
فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يبصر المسلمين بدينهم، و أن يجنبهم محدثات الأمور إنه ولي ذلك والقادر عليه.