حصار غزة وشعارات الأمم المتحدة الزائفة

فضحت أحداث حصار غزة حقيقة “الشرعية الدولية” وشعارات “حقوق الإنسان” و”الديمقراطية” و”حرية الشعوب”، فضيحة لا تدع لعاقل شبهة في أن هذه الشعارات ليست إلا أصناما من الحلوى حين جاع الغرب أكلها، بل هي عندهم أهون من ذلك.

فما ذنب شعب غزة المسلم إلا أنه اختار -حسب القواعد الغربية في السياسة- قيادة مسلمة فاستحق العقاب الجماعي والحصار الظالم الذي لا يتعرض له شعب على وجه الأرض بهذه الطريقة، والكل ساكت لا يحرك ساكناً، في حين يعلن ويصدر البرلمان الأوربي تقاريره بالتنديد والتهديد بالعقوبات الزجرية إزاء مخالفة بعض الدول الإسلامية لاتفاقيات حقوق الإنسان، فهل الكيان الصهيوني فوق مستوى البشر فلا يُسألون؟
أم أن أهل غزة دون مستوى البشرية فلا “حقوق إنسان” لهم؟
لا أخال أن جمعيات الرفق بالحيوان عند الغرب تعتبر ما يحدث منافياً لحقوق الحيوان، لكن المشكلة أن من يتعرض للحصار اليوم هم من المسلمين، والقوم هم كما وصفهم أصدق القائلين: “لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ” (التوبة: 10).
فهل آن للمسلمين أن يعرفوا حقيقة عدوهم، وطبيعة الصراع الجاري على الساحة؛ ذلك أن كثيراً من المسلمين إلى يومنا هذا ما زالوا يرون في الذئب راعياً، وفي العدو حامياً وحارساً، وفي الولي عدواً محارباً، فوقعت الفتنة والفساد الكبير الذي أخبر الله به إذا ضُيعت قضية الولاء والبراء، قال تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” الأنفال.
ورغم قسوة الحصار وآلامه التي تعتصر قلوب كل المسلمين في الأرض، إلا أنه سبحانه وتعالى جاعل فيه خيراً كثيراً، وجاعل من بعده فرجاً ومخرجاً وتمكينا.
فنقول لأهلنا في غزة:
أبشروا وأملوا وارجوا كل خير، فيكفيكم شرفاً وعزة أن أسوتكم في مثل هذا الحصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حين حوصروا في شعب أبي طالب، وكذلك حين حاصرتهم الأحزاب “وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” البروج، ثم كانت عقب كل من الحِصارين أنواع من الفرج والتمكين والانطلاق لدعوة الحق، فأبشروا بنصر الله طالما صبرتم كما صبروا واحتسبتم كما احتسبوا، وتوكلتم كما توكلوا، و”اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” الأعراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *