السبيل: عرفناك باسمك الجديد الإسلامي صلاح الدين، فما اسمك قبل الإسلام؟
صلاح الدين: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اسمي: Pierre Vogel وغالبية الناس في ألمانيا يعرفونني بهذا الاسم.
السبيل: ما قصة إسلامك صلاح، ولماذا قررت الإسلام؟
صلاح الدين: ولدت في ألمانيا، ثم دخلت مدرسة نصرانية، تتميز بكونها تهتم بالرياضة، فتخصصت في الملاكمة، وكنت ملاكما محترفا في أمريكا وفي إيطاليا وفي الدانمارك وفي بلدان كثيرة.
أسلمت سنة 2001 وكنت آنذاك أبلغ من العمر 22سنة.
وكنت أعتقد أن الإسلام كالنصرانية، وأن الفرق في اللغة فقط، وأن المسلمين لهم نبيهم، والنصارى لهم نبيهم، وأن الإسلام دين الأفارقة والآسويين والعرب والنصرانية دين الأوروبيين.
بدأت قصة إسلامي لما كنت أبلغ من العمر 14 سنة، وكنت أدرس في مدرسة نصرانية وكان هناك قسيس يدرسنا. كنت وقعت على تناقض في الكتاب المقدس، فسألت عنه هذا القس، فاعترف بأن هذا تناقض وأن الكتاب قد حرف، وأن الناس قد كتبوا بأيديهم هذا الكتاب وعبروا في العهد الجديد عن قصص وقعت في العهد القديم، والله تعالى يقول: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا)، فأنا وقعت في الحيرة، وقلت لماذا ينسبون الكتاب إلى الله، مع أن أي واحد يمكن أن يزيد شيئا في هذا الكتاب من عند نفسه, فعزمت على ترك هذا الدين.
وكنت في هذا الوقت أعتقد أنه ليس هناك إله، لأنه لو كان لوقع اتصال بينه وبين خلقه، ورسالة خالية من الأخطاء إلى عباده.
ثم صرت أعيش لا أومن إلا بنفسي، وأنه ليس هناك إله، فاخترت أن أتمتع بالدنيا وزينتها، وأنتشي وألتذ في أماكن اللعب واللهو، وهو شيء عادي عند الأوروبيين، فالتقيت بالعديد من الناس مختلفة مراتبهم الاجتماعية، فصاحبت الأثرياء من أصحاب الأموال، والأبطال من الرياضيين، وكان ضمن أصدقائي البطل العالمي في أولمبيات برشلونة 1992 واسمه: Torsten May وتعرفت على ناس كثيرين عندهم نجاح في ميادينهم. فكل شيء متيسر لهم المال الوفير، والشهرة، وكل شيء، ولكني وجدتهم يفتقدون إلى السعادة والطمأنينة، فهم دائما يعيشون ضيقا في أنفسهم، لأنهم يعيشون حياة بدون غاية، فبدأت أبحث عن الغاية. فكرت فعرفت أنه لا يمكن أن تكون هذه الحياة هكذا أكل وشرب وشهوة فقط ثم موت ولا شيء بعد ذلك ، فمن خلقنا؟ ولماذا؟
فشرعت في البحث، بعدما عرفت النصرانية، وبدأت أقرأ كتب البوذية لظني أنها قد تكون فيها بغيتي، وأنها الدين الصحيح، فوجدت أيضا فيها تناقضات، وتناقلت بين أديان ومذاهب مختلفة، لكن الإسلام ما خطر ببالي، لأني سمعت عليه أشياء قبيحة في التلفاز. حتى التقيت بنصراني متشدد، يطعن في الإسلام، ويكرهه، ويحذر منه أشد التحذير، فقلت ما هدفكم في حزبكم، لأنه كان مع أحد الأحزاب النصرانية، فقال: نحن نريد أن ندمر الإسلام، ولا نريده في ألمانيا، لأنه دين سيء وليس من ثقافتنا.
وقبل هذا اللقاء كنت في مرقص بمدينة بولونيا بألمانيا الغربية، وفي الشارع رجل تركي ينشر أوراقا عن الإسلام فأخذت منه الورقة فأعجبت بها، ومما فيها: أن الإسلام ليس دينا جديدا ولكنه يحتوي على معلومات موافقة لما كانت عليه الكتب قبل أن تحرف، (أفتطمعون أن يومنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
فبدأ النصراني المتشدد يطعن في الإسلام ويقول: إن الإسلام يهضم حقوق المرأة، وأنه دين عنف وأنه.. فبدأت أرد عليه ولو لم أسلم بعد، فقلت: تاريخ النصارى كذلك مليء بالعنف والإرهاب، وقهر المرأة وهضم حقوقها.
فتشوفت نفسي إلى معرفة الإسلام، كانت أختي عندها نسخة مترجمة من القرآن، فأخذتها وقرأتها من البداية إلى النهاية، فازداد عندي الوعي أن هناك إله وخالق، وأجاب عن كل أسئلتي التي حرت فيها بأجوبة مقنعة، مع أن المترجم غير مسلم.
لكني توقفت عن الدخول في الإسلام لما قرأت أن من ارتد عنه يعذب، لأنني ربما أرتد، ولكن غاب عن ذهني أن الإيمان في ذاته، ثم قرأت الكتاب المقدس للمقارنة، وكررت العملية ثلاث مرات، وكلما قرأت القرآن أزداد يقينا به، وتقوى عزيمتي على اعتناق الإسلام، لكن الشيطان زاد من خوفي من الارتداد، وقال: إذا كان الإسلام يأمر بأشياء جميلة كالصلاة والإنفاق وبر الوالدين وغير ذلك، يمكنك أن تقوم بهذه الأشياء دون أن تسلم، وفعلا بدأت أصلي قبل الشهادة.
قرأت السيرة لابن إسحاق ووجدت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت له بشارات قبل مبعثه، ونفس الشيء كنت قرأته في إنجيل يوحنا، وأن هناك نبيا سيأتي وسيعلم الناس كل شيء.
ووقفت على أشياء كثيرة فيها إعجاز علمي لا توجد في الإنجيل ولا في أي كتاب محرف، كمسألة نزول الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وكخلق الإنسان مراحل وأطوارا في جنين أمه وأشياء كثيرة.
ووجدت أن القرآن إذا تأملته لن تجد فيه تناقضا بتاتاً.
ثم قرأت كتابا قارن فيه صاحبه بين العهد الجديد والقديم والقرآن، فأقر بأن القرآن ليس فيه تناقض، مع أنه لم يعلم إسلام صاحب هذا الكتاب.
في اليوم الذي أراد الله فيه هدايتي، جاءني صديق أمريكي ملاكم يريد الذهاب إلى المسجد، وكان هناك صديق له تركي لم يتيسر له أن يوصله، فاتصل به، فأجبته، فاغتسلت وذهبت إلى المسجد ولم أسلم بعد، فدخلت المسجد وصليت تحية المسجد، فجاءني رجل مغربي..
لا يزال حديث السبيل مع صلاح الدين متواصلا عن نظرة الغرب إلى الإسلام، وعن الحجاب.. فتابعوه في العدد القادم، إن شاء الله تعالى.