“أحاديث ضعيفة وموضوعة في عاشوراء” محمد أبو الفتح

– صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه: فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: “أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه” (متفق عليه).

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ” (مسلم).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ” (مسلم).
– ولم يصح في يوم عاشوراء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوقائع والأحداث إلا نجاة موسى عليه الصلاة والسلام ومن معه، بإغراق فرعون ومن معه، وأما غير ذلك فلم يثبت منه شيء كحديث: “خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء، وملائكته يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء، وولد إبراهيم يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفدى إسماعيل يوم عاشوراء، ورفع إدريس يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم يوم عاشوراء، وغفر ذنب داود يوم عاشوراء، وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء، وولد النبي يوم عاشوراء، واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء”، وحديث: “إن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء سفينة نوح على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، ونجاة إبراهيم من النار”، وحديث: “أن الله خلق السموات والأرض يوم عاشوراء” [انظر: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني (2/148-149)، وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي (2/109، 93)].
– ولم يصح في فضل صيام عاشوراء إلا أنه يكفر ذنوب السنة التي قبله، وقد رويت أحاديث في فضل صيامه لم يصح منها شيء كحديث: “من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد”، وحديث: “من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة..”، وحديث: “من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك”.
كما لم يصح أن الوحوش تصومه، أو أن طائر الصُّرَد أول من صامه [انظر كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/92،93،108)، وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة (2/149)].
– لم يصح تخصيص هذا اليوم بعمل غير الصيام، ومن ذلك:
– تخصيص يوم عاشوراء أو ليلته بصلاة مخصوصة، وقد روي في ذلك أحاديث لم يثبت منها شيء، كحديث: “من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع..”، وحديث:”من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات..”، ونحوها من الأحاديث.
– تخصيص يوم عاشوراء بالتوسعة على العيال كما في حديث: “من وسع على عياله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته”.
– تخصيصه بإطعام الطعام كما في حديث: “من أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف”.
– تخصيصه بعيادة المرضى كما في حديث: “من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم”.
– تخصيصه بالاغتسال كما في حديث: “من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت”.
– تخصيصه بالاكتحال كما في حديث: “من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه”.
– تخصيصه بالحزن والبكاء كما في حديث: “ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل”. [انظر هذه الأحاديث: في كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي (2/572)، وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم (ص111)، اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/46،93)، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة (2/150،151،89،39)، وكشف الخفاء للعجلوني (2/306)، الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة(1/110-111)].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *