السينما المغربية ونشر القيم الغربية إبراهيم الوزاني

لما كان للتعليم والإعلام دور كبير في تنشئة المجتمعات وصنع المستقبل وتأسيس المفاهيم وغرس القيم، حرص الصهاينة على الهيمنة على التعليم والإعلام في الدول الأوربية فغيروا قناعات الناس ومن ثم وجهوا إعلامنا وتعليمنا كي يخدم مصالحهم في بلداننا، ولكون المغرب لا يشذ عن عامة البلدان الإسلامية فإن إعلامه هيمن عليه المستغربون من العلمانيين والباحثون عن لقمة العيش دون اكتراث بقيم الهوية وتعاليم الدين، ليهدموا القيم ويشوهوا المفاهيم، ويفسدوا الأخلاق..
وانسجاما مع الوظيفة الهدامة التي تقوم بها السينما المغربية فإن غالب ما ينتجه سينمائيو المغرب من أفلام -رغم الدعم الذي يقدم لهم من خزينة الدولة المحصل من جيوب المواطنين المسلمين- لا رسالة لها غير هدم القيم ونشر الانحلال والميوعة. إذ إن التيمة التي تغلب على مجموعة من الأفلام المنتجة حديثا هي تيمة الجنس والعري والرقص، كما لو أن السينما المغربية تعاني من كبت جنسي ومن ضغط فوبيا الأخلاق، مما يجعلها تركز على تكسير طابو الجنس والجسد الأنثوي، وهو الأمر الذي عبر عنه مخرج فيلم حجاب الحب عزيز السالمي بأن السينما مجال لاكتشاف الجنس، وكأنه لم يسمع بالفضائح الجنسية التي يعرفها المغرب منذ سنوات.
لكن هذا المخرج لما قدم تبريره في فيلمه “حجاب الحب” لاستثناء زوجته الممثلة السعدية الديب من مشاهد الإثارة الجنسية والعلاقات الفاضحة، بكونها متزوجة وسبق لها اكتشاف الجنس، دل ذلك على أن القوم لا يستنكفون أن ينشروا قلة الحياء في المجتمع ولو استثنوا نساءهم لبقية غيرة كانت قد أسستها القيم الدينية عندهم.
ومن علم التبعية التي تعيشها السينما الوطنية للسينما الغربية فلا يستبعد أن تصل إذا استمرت في هذا التسيب اللاأخلاقي والقيمي إلى ما وصلت إليه السينما الغربية من إنتاج أفلام حول الشذوذ والسحاقيات تتضمن مشاهد مغرقة في الفحش والرذيلة، وذلك لتدني القيم بل اندثارها من المجتمع الغربي كما يظهر من خلال ما صرحت به لوسائل الإعلام الممثلة البريطانية “كيت وينسلت” بأنها شعرت بالقلق قبل أداء مجموعة من “المشاهد الساخنة” مع الممثل “ليوناردو دي كابريو” في أحدث أفلامهما، وأرجعت شعورها بالقلق إلى وجود زوجها “سام مينديز” وهو مخرج الفيلم، لكن ذلك القلق زال عندما تعامل زوجها مع الموقف بهدوء بل “شجعها أيضا على مواصلة ما تقوم به، حيث كان يناديها قبل هذه المشاهد قائلا: “تعالي يا كيت.. كلنا ناضجون هنا”.
فهل سيصل الممثلون والمخرجون في المغرب إلى هذا النضج البهيمي الذي يعادل الدياثة وانعدام الغيرة وتشجيع الفاحشة؟
والجواب: نعم، لأن السينما في المغرب تسير بخطى حثيثة على درب السينما الغربية في تقليد أعمى في الشكل والمضمون، كما أن الإشادة والجوائز التي تحرزها بعض الأفلام لا لشيء سوى لأنها تعتمد الإثارة الجنسية تجعل التنافس في تضمين الأفلام مشاهد جنسية فاضحة يحتدم بين المخرجين (فمهرجان طنجة العاشر توَّج فيلمي “كل ما تريده لولا” و”حجاب الحب” وكلاهما كان يعتمد على توظيف الجسد الأنثوي والإثارة الجنسية)، مما يثبت أن السينما توظف في المغرب من أجل ضرب القيم الإسلامية واستنساخ القيم الغربية بدعوى الإبداع والفن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *